لكنني أقول شكراً للظروف, فهي التي منعتني من ارتكاب حماقة كان يمكن أن تخرب بيتي إلى الأبد...
فقد كدت أعقد قراني على امرأة دخلت حياتي بأوهام عاطفية, وأنا لدي خمسة أبناء من زوجة أقسم أنها حنون ومحبة ولم تؤذني يوماً..
وقد بدأت حكايتي من لقاء افتراضي عابر مع امرأة عبر قناة دردشة الكترونية, وذلك أثناء دوامي في العمل..
أخذت بريدها الالكتروني, وأعطيتها رقم هاتفي.. وبدأ التراسل والتهاتف بيننا بشكل يومي..
أعترف أن هاجس العودة إلى ريعان الشباب, وسحب عقارب الزمن إلى الوراء كان يراودني متجاهلاً ما ورائي من أعباء عائلية, وحتى مادية, وفكرت: لم لا أتزوجها? وفعلاً حددت موعداً مع والدها, رغم أنها تعيش في بلد آخر.. ولم أكن ممن يلفون ويدورون, بل أخبرت زوجتي بما أنا عازم عليه... فجن جنونها وهددتني بالقتل, وجندت الأطفال إلى جانبها, إضافة إلى أقاربي وأقاربها ليضغطوا عليّ, لكنني أغلقت أذني عن كل تلك النصائح ولم أكن مستعداً للتفكير إلا في عروسي المقبلة, والتي ستعيد إليّ زهوة الشباب ونشوة الحياة.
لكن وقبل الموعد بأيام, اتصل أهل فتاتي يطلبون مني تأجيل الموعد إلى وقت لاحق.. فكانت أيام التأجيل هي التي حسمت الموقف.. فقد أفقت من غيبوبتي... وفكرت جدياً بقسوة ما أنا مقدم عليه, وما معنى أن أضيف لحياتي امرأة ثانية, ومن بلد آخر...
لكنني حقاً.., لم أندم على نوبة المراهقة المتأخرة التي عشتها.. فقد أعادت النبض الجميل لحياتي... وجعلت زوجتي أكثر اهتماماً بي... وبنفسها.. فتخيلوا.