|
أبوة متأخرة خانة يك يجلس, يتنهد زفرة عميقة, يعتقد أنه توغل في الأيام عركها وعركته وقبض على أجنحة الحب والحياة أخيرا. إنه العم أبو محمود تتراقص الهموم في عينيه ويعلن ندمه على الزواج الذي جاء متأخرا فهو رجل ستيني أرهقته السنون وأولاده لم يتجاوزوا مراحل الدراسة الاعدادية بعد لم يفرح حتى الان بنجاح أحدهم وحمله للشهادة الثانوية ودخوله الجامعة. قال لي: إن الندم لم يعد يفيد وهو مرهق من أعباء الحياة التي تحتاج شبابا ليتحملوها سيتقاعد بعد أشهر قليلة فكيف سيتمكن من متابعة حياته وحياة أولاده الثلاثة دون عمل اضافي. ومن الذي سيوظف رجلا بعمره في عمل خاص يتهافت عليه الشباب وبمؤهلات لا يمكن أن يملكها بعد هذا العمر? لقد شاءت ظروفه أن يتأخر زواجه بعد أن توفي والده واضطر للعمل كي يضع اخوته على شاطىء الأمان وحين انتبه لنفسه كانت الخصلات البيضاء قد افترست شعره وربيع العمر قد غادره, لكن حنينه لكلمة بابا جعلته يجازف ويتزوج. ورغم الأعباء ورغم الهموم ورغم الخوف الذي يقصي سعادته أحيانا لا ينكر أنه فخور بأبوته واللهفة الى أولاده كل يوم تمنحه طاقة يؤمن أنها ستعينه في أيامه rouaffouf@shuf.com ">القادمة. rouaffouf@shuf.com
|