حيث تقترب الأزمة من مفصلها الحرج, وبعدها لاينقص سوى خطوة واحدة لاغير. وهي الخطوة التي لايريدها الآن الطرف المعادي, ونعني بهذه الخطوة اندلاع الحرب.
وفي هذه الحالة فإن هذه الخطوة الخطيرة. يطلق عليها الصهاينة ( خطوة التوقيت الخاطىء المفروض ) وهي الناجمة حسب تعبيرهم عن إساءة أحد الطرفين تفسير خطوات الطرف الآخر.
ولعل هذا التعبير نص أو المرادف له ( توقيت المصادفة ) وبصورة أدق يعني أن أحداً لايستطيع وقف العد التنازلي للحرب, إلى الدرجة التي يعلن فيها ( دينس روس ) المنسق السابق لما يسمى عملية السلام في الشرق الأوسط: إن ثمة خطراً كبيراً جراء حدوث حرب بين سورية واسرائيل هذا الصيف.. مضيفاً أن أحداً لم يتخذ أي قرار بشأن الحرب.. لكن السوريين يضعون أنفسهم في وضع الاستعداد التام للحرب.
والرئيس بشار الأسد في الخطاب الذي استهل به ولايته الدستورية الثانية, أعلن بكل وضوح أن الشهور القليلة القادمة ستكون حاسمة في المنطقة وربما للعالم.
أما الرئيس الإيراني أحمدي نجاد بدوره فقال: ( إن الصيف الساخن سيكون صيف انتصارات ساخنة لشعوب المنطقة ).
صحيفة جيروزاليم بوست: نقلت عن شعبة المخابرات العسكرية الاسرائيلية ( آمان) تقريراً مفاده أن حرباً مع سورية قد تندلع بسبب سوء التقدير على طول الحدود, وذكر التقرير أن سورية تعتقد أن الولايات المتحدة ستهاجم ايران هذا الصيف. وفي سياق هذه المواجهة فإن اسرائيل ستتوجه مرة جديدة للحرب مع حزب الله, وإذا حدث ذلك, فإن سورية تعتقد أن اسرائيل لن تحصر عملياتها في الأراضي اللبنانية. بل ستطول أهدافاً سورية.
وذكرت صحيفة معاريف في العدد الصادر في 10/7/ أن الجيش الإسرائيلي يعمل منذ فترة على ترميم القواعد العسكرية المهجورة ومواقع المراقبة الأمامية في هضبة الجولان, وإعادة ربطها بشبكة المياه والكهرباء.
ونشير هنا إلى أن هذه القواعد استخدمها الجيش الإسرائيلي في عدوان ,1967 وكانت في السنوات الماضية مهجورة تماماً, وبحسب مصدر إسرائيلي: فإن هذه الخطوة غايتها تحسين جهوزية الجيش وقدراته الدفاعية - لاحظ النص .. دفاعية لا هجومية.
غير أن الدخول إلى هضبة الجولان المحتلة هذه الأيام يتطلب بعض الحذر, فالمناطق التي اعتاد الزائر الدخول إليها خصوصاً تلك المطلة على البلدات السورية المحتلة. باتت اليوم مناطق مغلقة, وفيها شارات رسمية كتب عليها: ( الدخول فقط لسيارات الأمن ), ولاتجد صعوبة في مشاهدة جرافات وحفريات وتحصينات دفاعية, وأرتال من الآليات العسكرية, هذه النشاطات بدأت منذ نحو شهر. مع بدء الجيش الإسرائيلي في تنفيذ مناورات كبيرة أطلقت في منطقة واسعة ممتدة من جبل الشيخ وحتى الحمة, وتم اختيار مناطق من الأراضي وتعتبرها اسرائيل استراتيجية, ومعظم هذه الأراضي استخدمها جيش الاحتلال في عدوانه السابق وتركزت على إقامة مواقع محصنة للدبابات, وترميم بعض المواقع والخنادق والمواقع الطبيعية.
المحللون الصهاينة وفي سياق قراءتهم للأجواء القائمة في المنطقة يختلفون فيما بينهم. البعض يقول إن الأجواء القائمة حالياً تشبه إلى حد كبير الأجواء التي سبقت حرب تشرين, وهذه قراءة لاتخلو من مدلولات رمزية, مفادها أن ماحصل في حرب تشرين 1973 قابل للتكرار, وهم بذلك يشيرون إلى إمكانية أن تبادر سورية وتفاجىء دولة العدوان كما حصل في العام .1973
غير أن هذه التقديرات أو القراءات تبدد حسب تقديرنا نمطية , لأن لكل حرب خصائصها ومفاجآتها غير المسبوقة.
يمكن أن تكون الحرب قراراً وغاية وهدفاً صهيونياً, غير أن المقاومة والصمود والتحرير هو خيار قوى الأمة الحية.
باحث فلسطيني