تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


إسرائيل تريد أن تثأر من بلاد الأرز

لومانتييه
ترجمة
الاربعاء 29/8/2007
ترجمة سهيلة حمامة

يعرض جورج قرم الخبير الاقتصادي والتاريخي والمختص بشؤون العالم العربي في صحيفة لومانيتيه نتائج حرب العام الماضي على لبنان فيقول:

قبل عام هاجمت إسرائيل لبنان. ماذا كان الهدف النهائي لها? ما النتائج الرئيسة لهذا التدخل في لبنان والمنطقة?‏

كانت اسرائيل تريد انتقاماً تاريخياً من لبنان, لأنه وفي عام 2000 وأمام التكاليف الباهظة للاستمرار في احتلالها لجزء واسع من جنوب لبنان دام منذ عام ,1978 فقد اضطرت للانسحاب دون شروط من تلك الأراضي, وكانت المرة الأولى التي انسحبت فيها اسرائيل من أراضٍ عربية محتلة دون شروط في عقب العدوان الثلاثي الذي شاركت فيه إلى جانب اسرائيل فرنسا وبريطانيا, بعد تأميم قناة السويس.‏

وفي كلتا الحالتين منيت اسرائيل بخسائر فادحة أبرزها اهتزاز صورة الجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر.‏

ولإسرائيل أطماع تاريخية أيضاً بالمياه اللبنانية, لذلك فهي تهتم كثيراً بوضع يدها على الجنوب اللبناني ومنطقة مزارع شبعا وفيرة المياه.‏

ومن المعروف أن وفد الحركة الصهيونية إلى مؤتمر السلام في عام 1919-1920 أدرج هذا الجزء من لبنان في الخارطة الجغرافية للحدود المرغوبة للدولة التي لم تكن حينئذ سوى مشروع لقيام (وطن قومي لليهود) في فلسطين . فضلاً عن ذلك, فقد تم التخطيط للسيناريو, ذلك منذ أوائل الخمسينيات من قبل بن غوريون الذي كان يبشر ضرب التعايش الإسلامي المسيحي في لبنان, لأنه أنموذج رديء بالنسبة له وهو الذي كان بيشر بدولة لليهود حصراً, وكان يجب إسقاط الصيغة اللبنانية للتعايش الديني والتعددية كنمط معاكس لدولة يهودية حصراً, هذا ما حصل من خلال الفوضى التي انتشرت في لبنان واستمرت 15 عاماً ما بين الفترة من عام 1975-1990 تعرضت البلاد خلالها إلى حربين إسرائيليتين متتاليتين (عام 1978-1982) ما نتج عنهما تدهور للنموذج اللبناني في التعايش بين الطوائف المختلفة.‏

والسؤال الذي يطرح اليوم ما موقع لبنان في استراتيجية الولايات المتحدة?‏

وفق هذه الاستراتيجية يعتبر لبنان بيدقاً على رقعة شطرنج الشرق الأوسط بالنسبة للولايات المتحدة. لكن هذا البلد بالرغم من حجمه الصغير إلا أنه أكثر تعقيداً مما كانت تتصور هذه الدولة العظمى فلم تأخذ بالحسبان هذه التعقيدات. ففي عام 1982 وبعد الاجتياح الاسرائيلي الجديد الذي وصل به الجيش الاسرائيلي إلى بيروت, اعتقدت الحكومة الأمريكية آنذاك أنه بإمكانها تشكيل حكومة لبنانية كتائبية مستعدة لعقد اتفاقية سلام مع اسرائيل, ما يجعلها ثاني دولة عربية تقدم على عقد اتفاقية ثنائية على تلك الشاكلة, لكن ذلك لم يستمر طويلاً!!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية