الرئيس بوش يعيش هذه الأيام هذيان فشله السياسي والأمني في العراق, وخير دليل خطابه السياسي الذي استشهد فيه بحرب فيتنام والخطأ الذي ارتكب بالانسحاب من هناك, اضافة إلى بحثه في التاريخ عن فكرة تدعم بقاء قواته في العراق.
المثير للسخرية في كلام بوش أنه يترك للشعب العراقي حرية اختيار حكومته, هذا الشعب الذي سلبه بوش كل شيء - حريته وكرامته - بعد ان احتل بلاده, والانكى من ذلك ان بوش يلجأ للشعب العراقي في الوقت الذي ضرب عرض الحائط بآراء الشعب الاميركي ومطالبته بانسحاب القوات الاميركية من العراق.
لقد استطاع بوش تحقيق غروره وغزا العراق ودمره على كافة الاصعدة, إلاَّ ان بوش وبعد ان غرق حتى اذنيه في وحول العراق يبدو انه اضاع خريطة العودة, وأفاق متأخراً من حلم وردي رسمه له المقربون منه قبل ان يلوذوا بالفرار ليبقى وحيداً يستجدي الشعب الاميركي الصبر لتحقيق نصر قريب لا يراه إلاّ هو.