|
الحامل والمحمول أبجــــد هـــوز وهنا يطرح السؤال نفسه لأن تربيتنا القائمة على الخوف المزمن من طرح الأسئلة جعلت الأسئلة تقوم عنا بهذه المهمة الصعبة والسؤال ترى كم يساوي ذلك الصدر الذي ستحمله تلك الحمالة،على اعتبار أن المحمول أكثر أهمية من الحامل؟ فالبلبل أهم من القفص واللوحة أغلى من البرواظ والسجين أهم من الزنزانة والمازوت أغلى من البرميل وعرقات أبو ميهوب أكثر أهمية من البطحة. أو لم يصرح قيس في قصيدته إنه يمر على ديار حبيبته ليلى يقبل الجدران موضحا أن شغفه ليس بالجدران لكن بمن يسكنها، لكن الديالكتيك غالبا ما ينبق لنا بوجهات نظر مختلفة ومدعومة. من أكثر أهمية، البيت الأبيض أم ساكنه؟ وأقصد جورج بوش حيث إن وسيلة الإيضاح هذه طازجة فبوش حين كان يزعق وهو في البيت الأبيض فإن زعيقه يصل أنحاء المعمورة، وبعد مغادرته للبيت الأبيض فإن زعيقه لن يتعدى أذن أم العيال، والنماذج كثيرة فمن نيرون روما إلى هتلر وبعده موسوليني وعيدي أمين والامبراطور بوكاسا وجعفر النميري وملك ليبيا المخلوع وسلاطين الأتراك ، مرورا بكبار المسؤولين أصحاب الشأن والحل والربط ممن انتهت صلاحيتهم وانتهاء بكبار ومتوسطي الموظفين الذين تم تسريحهم لأسباب تمس النزاهة وكانوا في دوائرهم يصولون ويجولون كسلاطين بني عثمان، وهنا يتضح لنا أن ليلى أهم من المنزل لأنها أعطته الحميمية، والبيت الأبيض أهم من بوش ومن على شاكلته من الحكام. فالقضية تتعلق بالساكن إذا كان أعلى أو أدنى من المسكون، وأذكر أني قرأت مرة أن كثيرا من الرجال الرسميين عندما يخلع أحدهم ثيابه الرسمية فلن يتبقى منه أي شيء على الإطلاق. أخيرا وجدت جوابا عن السؤال الذي يطرح نفسه في أيهما أغلى هل هي حمالة الصدر أم الصدر الذي يسكن في حمالة تساوي ملايين الدولارات؟ والجواب هو: ليست العبرة في الحمالة، لكن العبرة في الصدر إذا كان على قد المقام.
|