تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الشاعرة رزان المغربي: دمشــــق موطنــــي وذاكــــرتي الأولــــى

ثقـــافـــة
الأثنين 15/12/ 2008 م
فادية مصارع

لست بشاعرة..

ملعبي في القصة والرواية‏‏

دمشق موطني الأول، وذاكرتي الأولى، عندما أغمض عيني وأتخيل مكاناً أراه في الشام، فهناك مقيمٌ هواي.‏‏

في زيارتها الأخيرة لدمشق، الثورة التقت الكاتبة والروائية والقاصة رزان المغربي التي اختصرت حبها للشام بقول الشاعر:‏‏

كم منزلٍ يألفه الفتى‏‏

وحنينه أبداً لأول منزل‏‏

فهي البلد التي سكن قلبها، وقد أبصرت النور على أرض الشآم، وولدت بين أحضان الفل والياسمين، وفي دمشق تلقت دراستها الأولى إلى أن تخرجت في كلية الاقتصاد عام 1986، على الرغم من عودة والدها وأسرتها إلى طرابلس الغرب، بعد استرداده لجنسيته الليبية وقراره الاستقرار هناك.‏‏

كشاف للذات المبدعة‏‏

الكتابة المبكرة «كشاف للذات المبدعة» هكذا تراها الكاتبة الصغيرة التي بدأت برعماً صغيراً نما وكبر بعد أن تعهدته بالقراءة والمطالعة التي تعتبرها عالماً كبيراً ينقلها إلى عوالم مدهشة.‏‏

وتحدثنا الأديبة التي ظهرت موهبتها في سن مبكرة عن تجربتها الإبداعية الأولى والتي تعود إلى المرحلة الإعدادية، في ذلك الوقت أعلن عن مسابقة أدبية خاصة بحرب تشرين التحريرية، وقد اشتركت فيها 150 قصة، وكانت قصتها الفائزة رقم 22، وذلك خلافاً لما نشر عنها بأنها كانت الفائزة الأولى في تلك المسابقة، أما القصة والتي تحمل عنوان «وسام شرف» فهي تتحدث عن أسير سوري طيار عاد إلى عائلته بعد الحرب وقد أصبح أعمى، وكانت كتابتها ترجمة للمعركة التي شهدتها في السماء.‏‏

وقد شجعها هذا الفوز على الاستمرار في الكتابة في المجلات السورية ولا سيما مجلة المرأة العربية.‏‏

لست شاعرة‏‏

بالتواضع نفسه الذي اعترفت فيه أنها لم تكن الفائزة الأولى بالمسابقة الأدبية، تعترف رزان أنها ليست شاعرة، وما كتبته كان عبارة عن بوح لما يختلج في صدرها من مشاعر، إذ ليس لها سوى ديوان واحد، أما ملعبها الحقيقي فهو في القصة والرواية إضافة إلى المقالة. كما أنها تتذوق الفن التشكيلي.‏‏

د. محمد جمال الطحان الذي قدم لديوانها قال عنه:‏‏

«إنه نصوص أقرب إلى الحالة الشعرية منها إلى القصيدة، ويمكن القول: إن الديوان بمجمله قصيدة واحدة تحمل إيقاعات حزينة».‏‏

أما الأستاذ عيسى فتوح الذي كتب دراسات أدبية عن الأديبات العربيات، وكان نصيب رزان المغربي أن تكون واحدة منهن في الجزء الرابع من دراساته، فيرى أنها ليست أديبة وكاتبة فحسب، وإنما هي شاعرة حتى ولو لم تستخدم القوافي، وتستعمل التفعيلات، لأن نصوصها النثرية حافلة بالصور الجميلة، والأخيلة الرائعة، والموسيقا الداخلية الشجية،.. إضافة إلى أنها خارجة من أعماق الوجدان وصميم القلب، لتجد طريقها سهلة وممهدة إلى قلب القارىء أو المتلقي.‏‏

من الأدب إلى الصحافة‏‏

تشير رزان إلى أن كتابة المرأة تميزها عن الرجل خصوصيتها، ... واهتمامها بالتفاصيل، لكن في النهاية الأدب يفرض نفسه سواءٌ كان كاتبه رجلاً أم امرأة، فالمرأة الحقيقية قادرة على انتزاع مكانها في أيّ مجال إبداعي أو في الحياة.‏‏

أما الكتابة فتراها وسيلة وأداة للصراخ في وجه الظلم.‏‏

كتبت العديد من القصص القصيرة منها.‏‏

(الجياد تلتهم البحر) دار الأوائل دمشق 2002.‏‏

(نصوص ضائعة) قصص قصيرة- مجلس الثقافة العامة ليبيا 2006.‏‏

وفي مجموعتها الأخيرة كتبت قصة عنوانها (رجل بين بين) وهي تحكي قصة رجل يثرثر على طول الطريق، وأما الشوارع التي تخيلتها -كما تقول- فكانت في دمشق مثل شارع العابد والسبع بحرات.‏‏

وعن تجربتها الروائية تحدثت قائلة: جسدتها في روايتي (هجرة على مدار الحمل) التي تحكي قصة هجرة الليبيين إلى دمشق وهي صادرة عن دار الأوائل دمشق 2004.‏‏

كان الإبداع دائماً منتصراً لديها على الصحافة رغم أنها نشرت معظم أعمالها الإبداعية في جريدة (الشمس) من نصوص شعرية وقصص قصيرة، كما أنها نشرت إنتاجها الأدبي في صحف كالشط والعرب، والجماهيرية ومجلات الملتقى والفصول الأربعة وغزالة وشؤون ثقافية، لكنها تُقرّ أن الصحافة سرقتها منذ أكثر من عام وهي الآن تشغل منصب مديرة تحرير لمجلة نقدية (الفهرس) تصدر عن مجلس الثقافة العامة في ليبيا، كما أنها نشرت في العديد من الصحف والمجلات العربية في الأردن وتونس وبيروت.‏‏

كما أنها تكتب في الأسبوع الأدبي (سورية) والأخبار (مصر) و(الرابة) (قطر).‏‏

وعن زيارتها مؤخراً لدمشق تقول:‏‏

رأيتها بعيون جديدة، لأن الزيارة كانت احتفاءً بالمرأة الكاتبة وتكريماً لها، وهي ميزة أعطتها قيمة مضافة إلى إبداعها، كما أنها كانت فرصة للقاء والتعارف بين الأديبات العربيات من مختلف الأقطار العربية.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية