تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أســــلوب آخــــر في رؤيــــة كلـــــود مونيـــه

لوفيغارو
ثقـــافـــة
الأثنين 15/12/ 2008 م
ترجمة: سراب الأسمر

الجميلة النائمة في زاوية غابة بولونيا، استيقظ متحف مارموتان في معرض «مونيه، العين الانطباعية».

إذ يكشف عالم الرسام عن الخيال والحلم، كما في لوحته المعروضة في متحف آورانجري الـ«نيلوفرات» ضمن إضاءة طبيعية، فخلف انطباعية مونيه نجد التجريد الوجداني.‏‏

لم يكن كلود مونيه (1840-1926) رساماً انطباعياً فقط..‏‏

عام 1912 حين أدرك أنه يعاني من إصابة في عينيه (السّاد) وكان في الـ38 من عمره عند افتتاح المعرض الانطباعي التأسيسي انتقل إلى أمر آخر، رسم في حرية تامة، بحيث إن عملية العيون التي أجريت له ومظهر نظاراته البليغة الأثر لم يقفا في طريق إبداعه كما هي الحال عند بيتهوفن الذي زاد إبداعه بعد صممه.‏‏

مونيه، رسام القرن العشرين ورائد الفن الانطباعي فتح الباب أيضاً أمام الفن التجريدي الوجداني، إذ بدأ مشروع العمل الكامل حين رسم لوحة كبيرة النيلوفرات، يمكننا القول بجرأة: أنه فنان مهم جداً وعبقري طيلة فترته الانطباعية، ونستطيع القول: إنه كان أكثر إبداعاً في فترة مرضه.‏‏

الأمر العجيب أن الزائر حين يتأمل لوحات مونيه يشعر أنه يعاني من السّاد، فهو يرى مالم يميزه سابقاً في لوحات الفنان ,البعض يثني جفنيه ليمايز اللوحة، والبعض الآخر يضع يده أمام إحدى العينين، يرجعون إلى الخلف أو يرفعون نظاراتهم.. فلوحة حديقة جيفرني التي رسمها مونيه لم تعد لوحة طبيعية، إنما مجموعة من المساحات المصقولة حيث يسود اللون الأزرق والأحمر، إنه عالم خيالي وحلمي.‏‏

في لوحة أخرى ترى الزائر وقد جحظت عيناه وهو يحملق ظناً منه أنه استطاع فهم اللوحة بعين الرسام.‏‏

منذ سنوات، كان متحف مارموتان متروكاً للسواح اليابانيين الذين يأتون لرؤية لوحة (انطباع شمس مشرقة) Impression Soleillevant mid وهي أهم الأعمال الأسطورية التي كانت سبب إطلاق تسمية الانطباعية عام 1874 كان يبدو أن الفرنسيين نسوا عنوان هذا المتحف:‏‏

متحف مشهور جداً لدرجة نظن أننا رأيناه مع أننا لم نزره قط لكن تغيرت الأمور منذ استلام الموسيقي الملهم جاك تيدي لإدارته.‏‏

يشبه هذا المعرض مؤشر النشور الأولى حيث بني فيه جناح جديد، يسمح بمشاهدة لوحات مونيه تحت الضوء الطبيعي كما فعل الفنان في متحف أورانجري.‏‏

بالنسبة لمتحف أورانجري فهو مركز الكون عند كلود مونيه، قد نعشق فيه لوحة الـ:نيلوفرات بعمق لدرجة نسيان أنفسنا، عمق يشبه زن (هذه الفرقة البوذية التي تميزت بالتأمل للوصول إلى الجمال)، حب لا نهائي مثل الماء العذب والرسم التجريدي، في 12 نيسان 1922، اختار الفنان - بناء على اقتراح جورج كليمنسو- أن يقدم لوحة كبيرة، ارتفاعها متران وبعدها متر ليس لمتحف أو لأي مؤسسة إنما للجمهور، وضعت اليوم اللوحات التي ظلت مجهولة لمدة خمسين عاماً حول لوحة النيلو فرات (عرائس النيل) الشاعرية والدقيقة التي تسحر بكل هدوء.‏‏

عهد بأعمال مونيه المصممة مند عام 1897 كأمانة عند الدولة، وهي إعلاء لتشارك الرجل مع الطبيعة.‏‏

عدل مونيه مقاسات اللوحات الكبيرة في متحف أورانجري، علقها على الجدران، كما أنه عدل التنظيم عام 2006 أعيد فتح متحف أورانجري بعد ست سنوات من العمل فيه، تم تكبير مساحة القبو ما أتاح حماية مجموعة جان والتر وبول غيلوم واستقبال معارض مؤقتة، ولاسيما في سنوات التغييرات المشؤومة أعوام 1960 فقد تم تصليحها حيث تم إلغاء درج وسقف كانا يحجبان الضوء الطبيعي عن لوحة الـ«نيلو فرات».‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية