تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


معـــــــرض الخريــــــف .. تمثــــــل منقــــــــوص للتشكيـــــــل المحلــــــــي

ثقـــافـــة
الأثنين 15/12/ 2008 م
قصي بدر

يتكرر اللقاء ولايتجدد بين الجمهور والنتاج الفني لبعض الفنانين السوريين من خلال المعرض السنوي (معرض الخريف) الذي يقام حالياً في صالة الرواق العربي بدمشق - فرع دمشق لاتحاد الفنانين التشكيليين.

ويبدو من العرض انحسار مفهوم الزهوة والاحتفاء الذي يرافق هذه الفعالية الثقافية التي ينتظرها الفنانون من عام لآخر، والتي كانت فيما مضى تظاهرة كبيرة ذات أصداء واسعة ومناخات ملائمة لحوارات فنية مجدية تغني الجسدالتشكيلي المحلي.‏‏

يرافق استهلالنا هذا مرارة كبيرة إنما هذا واقع معرض الخريف لهذا العام، وبالطبع لايعني ذلك فقدان العرض لأعمال مهمة أو لمشاركة فنانين نفتخر بهم ولكن فاقت الأعمال الفاقدة للقيم والجماليات تلك الأعمال إلى حد كبير فقد غابت عن المشاركة اسماء كثيرة تمثل الهوية الفنية السورية والتشكيل المحلي وتعد تجاربها تعبيراً صادقاً عن الفن الأصيل وهنا يبدو التساؤل مفيداً حول هذا الغياب والمجال مطروح للإجابة أمام المؤسسات المعنية والفنانين وقد سبق لنا وطرحنا هذا التساؤل في السنوات القليلة الماضية وانتظرنا الرد عبر عرض يتمثل التشكيل المحلي بكل ارهاصاته، ولكن!!‏‏

لاندري كيف شرع المنتقون وأقصد هنا لجنة التحكيم عرض بعض الأعمال التي تفتقر لقيم وجماليات العمل الفني وكيف اعتبرتها هذه اللجنة أعمالاً فنية دون النظر إلى أهمية المعرض ولكونه مفصلاً تاريخياً لحال التشكيل المحلي علماً أننا نؤمن بتعدد السويات الفنية لكن حضور أعمال تفتقد لمفهوم العمل الفني لاينطبق عليها مبدأ التعدد في الامكانات والمواهب والمهارات وهنا تتحمل لجنة الحكم مسؤولية كبيرة إضافة للمؤسسات الثقافية المعنية.‏‏

أتت المشاركة في فن الغرافيك مقتضبة اقتصرت بعض الأعمال التي تنوعت في تقنياتها ومضامينها وكذلك في الأداء التعبيري مايعني افتراضاً فيما لو اتسعت المشاركة حضور أعمال تعبر عن هذا الفن وخاصة أن المتخصصين كثر بشرط توفر انتقاء موضوعي قبيل العرض.‏‏

وفيما يخص فن النحت فالمشاركة متواضعة إلى حد ما على الرغم من بعض الأعمال الجيدة وهي قليلة نسبياً قياساً بحجم المشاركة وقد تعددت التقانات والخامات المستخدمة وتراوحت النتائج بين توفيق واخفاق، وأعمال الخزف في معظمها تفتقر لقيم العمل الفني وتصرح بافتقار واضح للجماليات.‏‏

أما المشاركة الكبيرة في العرض فقد جاءت في فن التصوير على اختلاف المواد المستخدمة فيه وهنا تكمن الاشكالية الكبرى في أحقية حضور الكم الكبير من الأعمال كلوحات وأعمال فنية. العديد من الأعمال لايرتقي إلى المستوى التشكيلي المحلي الذي حقق مكانة مرموقة على المستوى العربي والعالمي وأكثر من ذلك مالا يستحق الاندراج فمن فن التشكيل فهي مجرد محاولات متواضعة لأشخاص يمتلكون مواهب عادية جداً ولاضير من هذا فلهم الحق في ذلك إنما ضمن الأصول. عبرت الأعمال الفنية في العرض على اختلاف تخصصاتها عن أفكار مبدعيها ومهاراتهم وتجاربهم الفنية وتراوحت بين تيارات فنية متعددة وأساليب وطرق فردية وبدت بدلالاتها المتنوعة محملة بقيم وجماليات الاختلاف على حضورها ضمن عامل الخصوصية في التناول والاخراج وفي الختام نتساءل حول الآليات التي غيبت العديد من الأسماء الكبيرة والتي حالت دون رغبة البعض في المشاركة أو حتى المقاطعة المقصودة لهذا النشاط.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية