بشأن احتمالات تحقيق القوات الاجنبية التي تقودها الولايات المتحدة في حربها المزعومة على الارهاب نصرا حاسما ، هذا النصر الذي اصبح وهما في ظل زيادة هجمات حركة طالبان ، ويتزامن ذلك مع استضافة باريس مؤتمرا دوليا لبحث الوضع الافغاني . وفي اخر التطورات الميدانية اكدت حركة طالبان على لسان المتحدث باسمها قارئ أحمدي مسؤوليتها عن مقتل جنود كنديين وعناصر من الشرطة الافغانية في هجومين منفصلين بولاية قندهار حيث قتل ثلاثة جنود كنديين و اصيب رابع في هجوم استهدف عربتهم امس الاول قرب مدينة قندهارعندما كانوا يتحققون من معلومات عن زرع عبوة ناسفة.
ويأتي هذا الحادث بعد اسبوع من مقتل ثلاثة جنود اخرين في افغانستان مايرفع عدد القتلى بين الجنود الكنديين الى 103 منذ نشر القوات الكندية في هذا البلد قبل ست سنوات من اصل 2500جندي كندي. وفي حادث منفصل قتل ثلاثة رجال شرطة افغان وأصيب 12 اخرون في انفجار قنبلة في مدينة قندهار امس واكد متحدث باسم حاكم قندهار ان خمسة من رجال الشرطة وسبعة مدنيين أصيبوا عندما انفجرت عربة صغيرة خشبية تجر باليد محملة بالمتفجرات خارج المستشفى الصيني في عاصمة اقليم قندهار0
و بالتزامن مع هذه الاوضاع المتردية في افغانستان افتتح في باريس اجتماع دولي وزاري غير رسمي حول افغانستان أعماله بمشاركة الدول المجاورة والقوى العظمى صباح امس وذلك بهدف الحصول على المساعدة من دول الجوار الافغاني من اجل استقرار افغانستان0
ويشارك في الاجتماع الدول المجاورة مباشرة لافغانستان و هي باكستان وطاجكستان واوزبكستان و تركمانستان و الصين اضافة الى الهند و روسيا وبريطانيا و المانيا وايطاليا و الولايات المتحدة وتتمثل الامم المتحدة في الاجتماع بمبعوثها الى افغانستان فيما اوفد الاتحاد الاوروبي الذي تتولى فرنسا رئاسته الدورية ممثله الاعلى للسياسة الخارجية خافيير سولانا وكذلك مفوضة العلاقات الخارجية بنيتا فيريرو فالدنر0
الى ذلك ذكرت صحيفة غارديان البريطانية بقلم محرر الشؤون الخارجية بيتر بيمونت ان كل شخص يقتل في افغانستان مدنيا كان او عسكريا يبعث على مزيد من الاعتقاد بانه هذه حرب لايمكن الانتصار فيها ، فالضباط البريطانيون انفسهم الذين كانوا يزعمون ان طالبان قد اجتثت ، هم من يستبعدون الآن النصر في هذه الحرب ، و مع ذلك تستعد المزيد من القوات البريطانية و الاميركية التوجه الى ساحة هذه الحرب و تتساءل الصحيفة لكن ماذا بعد ؟.
وتجيب الصحيفة بانه لا احد ممن يتولون تسيير هذه الحرب يعرف الجواب ، اذ ان المفروض هو محاولة فرض حل عسكري لهذا الصراع الذي لا يمكن حله بالسلاح ولا يمكن الانتصار فيه بل هو «حرب خسرناها منذ امد بعيد ». وذكرت الصحيفة ان نية الاميركيين ارسال مزيد من القوات الى افغانستان لايختلف اثنان على انها تعني ان افغانستان مرشحة لمزيد من الحرب و الموت.