تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لافيرير: أين عبقرية أميركا؟

ترجمة
الأثنين 15-12-2008
ترجمة سهيلة حمامة

في كتابه هل تشكل أميركا تهديداً للعالم؟ يكتفي أرمان لافيرير، المستشار الفرنسي والمهتم بالعلاقات الدولية بتحليل سياستها الخارجية.

فهو يقول: إن الآراء قد تختلف في نقد الولايات المتحدة بشدة، ولاسيما منذ حرب العراق، ويورد المؤلف بعض الكليشهات المتناقضة، يرى البعض أن الولايات المتحدة عدوة الإسلام من حيث المبدأ لكن لماذا كان دعم البوسنيين المسلمين ضد الصرب الأرثوذكس خلال الحرب في يوغوسلافيا سابقاً؟ ويتساءل الكاتب الذي يؤكد أن مبيعات الأسلحة الأميركية إلى البلدان الإسلامية في الشرق الأوسط هي أكبر بأربعة أضعاف من تلك المباعة إلى (إسرائيل)، ويستعرض الكاتب أسباب كره الشرق للغرب ودول الجنوب لدول الشمال، فالغرب وخاصة أميركا كان ولا يزال ينهب خيرات الشرق ودول الجنوب، ويحاول أن يقضي على كل الحركات النضالية والمقاومات المسلحة التي تنشأ بسبب عدوانية أميركا على شعوب العالم ونهبها ثرواتها وتجريدها من حقوقها وتكريس الفقر في ربوعها، إضافة إلى أن أميركا تصف كل حالة مقاومة أو نضال تحرري بالإرهاب وهي لا تتورع بالقضاء عليه بشتى السبل الوحشية، والأكثر من ذلك أنها تصف الإسلام الذي تكرهه من حيث المبدأ بأنه دين متطرف يحرض على كراهية الآخر علماً أنها هي التي ساعدت على تشكيل الحركات المتطرفة في العالم.‏

ويذكر الكاتب بفكرة غالباً ما ينساها المعادون للصهيونية البافلوفية وهي أن الرابط مع (إسرائيل) يرجع أكثر إلى القيم التي يتقاسمها الرأي العام الأميركي وخاصة فيما يتعلق بالكتاب المقدس منه إلى تحالف خفي يعقده من وراء ظهر العالم العربي، ويضيف الكاتب: إنه إذا قامت الولايات المتحدة بخيارات جيوسياسية مثيرة للجدل عندئذ يمكن للرأي العام أن يثنيها عن ذلك كما حصل في فيتنام سابقاً، يعتقد الأميركيون بأن عليهم مهمة، ونحن نلومهم على ذلك، وهي السعي إلى بسط ديمقراطيتهم في جهات الأرض الأربع, مدعين أنها الأنجح والأسمى لكل شعوب الأرض إضافة إلى محاولة فرض حضارتهم وثقافتهم بالقوة!‏

فهل يمكن لإدارة أوباما أن تطبق شعار التغيير في السياسة الخارجية الأميركية وأن تقيم سياسة مبنية على الحوار والتعاون الدولي وتحقيق المصالح المشتركة؟!‏

ولكي نفهم طبيعة أميركا علينا الاطلاع على كتاب »عبقرية أميركا« للكاتبين: إريك لين القانوني المقرب من الديمقراطيين وميكائيل أوريسك، رئيس تحرير صحيفة الهيرالدتريبيون، لقد بين لنا كيف أنه بين عام 1776 (ذكرى إعلان الاستقلال) وعام 1787 (حيث تم تبني الدستور الذي يوجد نصه في آخر الكتاب) تأسست الولايات المتحدة بعد إصلاح تاريخي مبني على الإيمان والبراغماتية والمثالية التي انبثقت منها أقوى دولة في العالم.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية