تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عرفان الصمت الجميل..؟!

آراء
الأثنين 15-12-2008
حسين عبد الكريم

في زمنٍ عالٍ ومكانٍ مشرفٍ رحبِ الإطلالة عاش ( عرفان..) نلتقيه وفي يديه حركات ليست كسراً أو جراً، وفي صوته حروف صمت، وملامحه تسردُ ما تيَّسر من حبًّ واشتياق ورضى ،

ويعتني بلباسه وأناقة مظهره كاعتنائه بمسرّاته وأحلامه وطفلتيه المختبئتين وراء إشراقات طفولية عذبة.. وزوجته يروى عنها : إنها تشبه الحبّ والأمل..‏

تعلمنا منه العديد من دروس نحو الأمل وإملاء البساطة المبدعة..‏

وفيما بعد تعلّمنا كيمياء التأمل وفيزياء العطاء. ولم ينسَ، عندما اشتدّت أواصر التآخي والتصادق ، أن يمنحنا برهاتٍ فلسفيةً، ويشرح لنا فنَّ الاجتهاد والنشاط المنتج، والتعالق الطيِّب مع الخير ومدِّ يد العون..‏

قريبته أومعاونته لشؤون الدروس الجميلة قالت للطلاب والأصدقاء:‏

عرفان بدأ بإنشاء عمارة واسعة عالية.‏

سأل الأصدقاء:‏

لماذا العمارة الواسعة ؟؟‏

- معمل صمت أو شركة أهلية للتأملات وتصنيع النجوى..‏

قال قائل أو قائلون : وقت مليءٌ بالصخب والسخط وصناعة الضجّة وشركات توزيع القلق والاضطراب والغناء الساخط على الغناء، والحوارات الناقمة على الهدوء والهناءة وأية طمأنينة بنت مدينة أو بنت ريف.. في هكذا وقتٍ مشلّعٍ الأماني والمعاني من أين وكيف لـ هذا الـ (عرفان..) الحنون أن يسوَّق الصمت والنجوى وأفعال الحبَّ والتمنيات ؟؟‏

أقام الأعمدة ونهض بالجدران وبنى السقف العالي وأوسع الغرف والرُّدهات والشُّرفات..‏

سمّاها: الأهلية للحبَّ وتصنيع الصمت والنجوى والتأملات.. قبل ذلك كان اسمه من غير كنية، وقد تساءل الكثيرون عن سرَّ غياب الكنية :‏

- عرفان اسم يدعو للإشراقة والتحية الراقية، لكن لماذا أهمل العربة الثانية في قطار اسمه ؟!‏

وحين تعزّز وجوده ونشاطه وصمته المنتج أتمَّ جملة اسمه : عرفان الصمت الجميل، وغدا اسم عمارته (أهلية الصمت الجميل...)‏

اقتربنا أكثر منه ورأيناه كيف يبدأ أولى خطوات عمله :‏

تأملٌ صالح للحياة، بعده يأتي القليل الممكن من الحب، وبعدهما يحضر الاجتهاد،و يبدأ درس التدبير، ودرس آخر يتعلّق بالتضحية والأمنيات الجسورة ..‏

وغرف لترميم الأحزان والأعصاب المنهكة من ثقل الكذب وطحن التفاهات...‏

أخذتنا الدهشة إزاء الابتكار الخاص، وتمنى كلُّ واحدٍ منا أن تصير لديه إمكانية تصنيع هذا النوع من الصمت الجميل والنجوى الراقية والقناعات الطيبة..‏

وبحثنا فيما بعد عن دار مثيلة لدار ( عرفان ) تُقدَّم الحبَّ، وتداوي المهزومين أمام أمانيهم والمهزومات أمام تمتمات أنوثتهن، فلا يقدرن على صدَّ صخب السوق عن غرف رقتهنَّ، حتى يستسلمن أخيراً لسطوة السوق الغارقة باللغط والضجّة والأذى..‏

وتمنينا أن نهتدي إلى المعاونة الحزينة والجريئة والساهرة عند باب غرفة رقتها خشية أن يباغتها أذى ضجّة السوق..‏

الصمت الذي من هذا النوع منتج أكثر من الجُمل الطنانة والأحاديث المستفيضة والأخذ والردَّ.. درس واحد يحمي الطالب من السقوط في دروس أخرى عديدة، ونجاحٌ جيّد في امتحان التأملات يُهّيئ المشارك لنجاحات تالية عالية المستوى.. ومسابقة موفقة في النجوى تدفع قطار الحبَّ إلى الأمام عشرات الأميال..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية