كان هناك الشهداء والجرحى من الشيوخ والنساء والأطفال، لكن هذه الاعتداءات لم تنل من عزيمة أبناء الجولان وتمسكهم بأرضهم التي ولدوا فوق ترابها هم واجدادهم، إلى أن جاء عدوان 1967 هذا العدوان الذي اخذ قتلاً ودماراً لكل ما هو فوق الأرض وكان الاحتلال البغيض الذي أخذ شكلاً مغايراً لكل القوانين والشرائع الدولية، فطرد من طرد من أرضه ودياره، وقتل من قتل، وأسر من أسر.
اليوم سنتحدث عن قرية صمدت بوجه المحتلين قبل عدوان 1967 وأثناءه، تعرض أهلها للقتل والتشريد والأسر، لكن كل هذه الإجراءات لم تؤثر في عزيمة أبناء القرية إنها قرية (شبه) هذه القرية التي لم يتجاوز عدد سكانها 780 نسمة، وتقع بالقرب من بحيرة طبريا حيث هي في الحد الفاصل ما بين القطاع الأوسط والقطاع الجنوبي من الجولان... قريبة من بحيرة طبرية، ويفصل بينها وبين قرية (البطيحة) وادي السلام.
كانت القرية تتبع لمنطقة القنيطرة قبل أن تصبح الأخيرة محافظة.. في هذه القرية شب فرس القائد العربي خالد بن الوليد ومن هنا جاءت تسمية القرية باسم (شبه) كناية بفرس القائد خالد بن الوليد.. في القرية نبع يسمى نبع عين الطحان كناية لغالبية سكانها من ابناء الطحان..سكن في تلك المنطقة العرب القصيريون، سكان القرية يعملون في الزراعة وتربية المواشي، وزراعة القمح والشعير والعدس، وفي بعض المستنقعات كانوا يزرعون الأرز، طبعاً زراعة الأرز لم تتوقف عند هذه القرية في الجولان المحتل، انما كانت منتشرة في الكثير من القرى حيث الماء الوفير الذي يتدفق من السهول والتلال المنتشرة في أرض الجولان.
هذا بالإضافة لما أشرنا إليه فإن أبناء القرية يشتهرون في تربية الخيول العربية الأصيلة والجمال.. في القرية عدد من المتعلمين الذي تلقوا علومهم المدرسية الأولى في مدارس العباسية والطيبة والخشنية..وفيها أيضاً مواقع أثرية خاصة في قرية الصلبا ودير قروح، وتل بازوق، وتنورية، والنخيلة، ووحشرة، ويحاول العدو الصهيوني طمس معالم هذه الآثار باشكال متعددة أحد أهم هذه الاشكال سرقتها ونقلها إلى داخل فلسطين المحتلة...
سكان قرية (شبه) متحابون جداً ومتعاونون مع بعضهم، ولم تحصل أي مشكلة بينهم، يسود علاقاتهم الود والصداقة وصلة القربى.. مازالوا يحافظون على عاداتهم وتقاليدهم في الأفراح والاتراح.
قدم أهالي شبه العديد من الشهداء أثناء عدوان 1967 ونتيجة الغطرسة الصهيونية تم طرد سكان القرية خارج أراضيهم، حيث نزحوا إلى دمشق وريف دمشق ودرعا، كما أرغمت قوات الاحتلال الصهيوني العديد من السكان الذين حاولوا البقاء في قريتهم على مغادرتها قسراً.. هذا بالإضافة إلى أن قوات الغزو الصهيوني قد قتلت الكثير من سكان القرية، كما فعلت في بقية قرى الجولان، ناهيك بسجن العديد من الرجال الذين تشبثوا بأرضهم.. أرض أجدادهم الأول.. توجه ابناء القرية باتجاه التعليم وأصبح منهم الضابط والطبيب والمهندس والمحامي والموظف، لأنهم يجدون في التعليم خير وسيلة لمواجهة العدو المحتل لأرض الجولان الحبيب..
وأبناء قرية «شبه» ينتظرون اليوم الذي تعود فيه قريتهم إلى الوطن الأم سورية، ويعودون إليها رافعي الرأس عالياً بعد أن تحررت من الاحتلال الصهيوني البغيض وأن عملية التحرير هذه لن تطول طالما أن ابناء سورية مصممون على تحقيق هذا الهدف ويجعلونه من أولى أولوياتهم ونحن عندما نقول ذلك انما نقول إن كل قرية ومدينة من جولاننا الحبيب ستعود للوطن الأم سورية، طالما أن عزيمة الرجال قد قررت ذلك ومنذ اليوم الأول لاحتلال جولاننا الحبيب..