تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مرايا رياضتنا 2008 ... كرة قدم فقط.. خلل إداري وضعف مادي

ريـــاضـــــــــــــة
الأثنين 15-12-2008
قد يوحي العنوان الذي وضعناه لهذه المادة (مرايا الرياضة 2008) أن رياضتنا قبل هذا العام تختلف عما هي عليه الآن، فحال الرياضة لم يتغير،

وقصصها تتكرر نفسها في الأندية وفي اتحادات الألعاب وفي الاتحاد الرياضي الأم، وإن تغيرت الشخصيات بين الحين والآخر، وإذا كان هناك اختلاف أو تغيير بين العام والعام الذي سبقه أو العام الذي سيليه فهو أن القادم لا يحمل الأفضل، وأن التفاؤل بالمستقبل الذي نتعلق به ونعزي أنفسنا بأنه سيمسح النقاط السود في رياضتنا (وما أكثرها) يأتي ليزيد السواد أكثر.‏

صور ثابتة.. شكوى مالية‏

نعم سنتحدث عن رياضتنا 2008 تأكيداً لثوابت آن الأوان للتدخل لنسفها وإعادة النظر في البناء الرياضي في مختلف أركانه وزواياه ليكون بناءً صلباً قائماً على أسس متينة، وقادراً دائماً على المنافسة في الألعاب كلّها، فلا نغيب عن الألعاب الأولمبية التي تضم حوالي ثلاثين لعبة، وتقتصر مشاركتنا على خمس أو ست ألعاب نكون بعيدين عن المنافسة فيها. علماً أن مقياس تطور رياضة أي بلد هي الألعاب الأولمبية التي يشارك فيها أفضل الرياضيين وأقواهم.‏

ومن الصور الثابتة التي باتت محفوظة ومحفورة في أذهاننا الشكوى المالية التي نسمعها دائماً، بدءاً من القاعدة التي تمثلها الأندية ومروراً باتحادات الألعاب وانتهاءً برأس الهرم الرياضي وهو المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام، فالأندية في معاناة دائمة سواء الهاوية أو المحترفة، فكلها سواء رغم أن المحترفة تحاول بين الحين والآخر إيجاد موارد من عقود رعاية أو من خلال وضع منشآتها في الاستثمار، لكن هذه الموارد تبقى محدودة وغير ثابتة وعرضة للانقطاع في أي لحظة، وحتى لو استمرت فهي لا تكفي لسدّ احتياجات الأندية، وخاصة تلك التي تمارس كرة القدم والسلة واليد، وفيها لاعبون ومدربون محترفون، وتحتاج فرقها للكثير الكثير، ومن الملاحظ أن هناك ثغرات وأخطاء في عقود الرعاية والاستثمار، إذ تقع الأندية تحت وطأة (أنه من القلّة ليس لها علّة)، وتضطر للقبول بعروض وعقود ضعيفة لا تغني ولا تسمن عن جوع، وهذا ما يسبب الأزمات المتلاحقة التي تجعل الأندية تحت خطر السقوط في أي لحظة، وإداراتها تحت خطر الاستقالة التي هي هروب وعجز عن أداء المهمة، وهي التي تجد نفسها وحيدة لا عون لها..‏

والشكوى المالية لا نسمعها من الأندية فقط، فاتحادات الألعاب في الهمّ سواء، فمعظم اتحادات الألعاب عاجزة عن إقامة نشاطات أكثر من بطولات الجمهورية السنوية، ومنها من يضغط نشاطه ضغطاً للنفقات، وأكثر الاتحادات تعجز عن المشاركة في دورات وبطولات لعدم توافر السيولة، علماً أنها غير قادرة على توفير موارد تغطي النفقات، وعندما ترفع الكتب التي تطلب المساعدة من الاتحاد الرياضي يأتي الردّ (لا تشكي لي فأبكي لك)، فالاتحاد الأم يطلب المساعدة أيضاً، وكلّنا يذكر كم بقيت خطوط الهاتف مقطوعة في الاتحاد ومكاتبه لعدم القدرة على دفع الفواتير.. وحدث ولا حرج..‏

وخلل إداري‏

وإذا كان الهمّ المالي عاماً،فإن انعكاساته على المستوى الإداري واسعة، ويمكن القول إن الخلل الإداري والضعف المالي يكمل بعضهما الآخر، وهذا ما أكدته الأحداث الأخيرة التي شهدتها الساحة الرياضية قبل أسابيع قليلة، فمع تشكيل إدارة جديدة متجانسة لنادي الكرامة انهمرت الأموال والسبب الأول الثقة بهذه الإدارة، وقدرة أعضائها على تأمين الموارد وقيادة النادي بالشكل الأنسب، أما ما يحدث في اتحادات الألعاب وفي الأندية وحتى في المكتب التنفيذي فهو العكس تماماً، فالانتخابات وللأسف لم تفرز الأفضل ولم تضمن التجانس بين الأعضاء، فكانت الخلافات والاختراقات، وكثر الدخلاء وباتت رياضتنا (شوربة)، فيمكن أن ترى أحدهم في هذا الاتحاد يوماً، ثم تراه في اتحاد آخر يوماً آخر، ويمكن أن ترى قارع (دربكة) على المدرجات في أحد الاتحادات المهمة، هذا فضلاً عن دخول أعضاء في الأندية والاتحادات بحثاً عن مصالح خاصة قد تتعدى الحدود المحلية، وبدلاً من أن يعمل الجميع لمصلحة اللعبة أو النادي يشتغلون ببعضهم البعض فتدفع الأندية والألعاب الثمن، وها هي اتحادات السلة والقدم والريشة وبناء الأجسام وكرة الطاولة وغيرها أمثلة على مشكلات الاتحادات، وها هي إدارات حطين وتشرين والكرامة والاتحاد والحرية والفتوة وغيرها أمثلة على ضعف الأندية، وهناك مثال أكبر يتمثل في الخلافات الشديدة في المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام، وانقسام أعضائه إلى درجة الحرب؟!‏

كرة قدم فقط‏

وفي آخر المطاف نقول من الواضح أن رياضتنا حالياً هي كرة قدم فقط، وهذا ما تشهد به الصحف ووسائل الإعلام الأخرى، فهل ترون فيها ألعاباً أخرى تحظى بالاهتمام والمتابعة؟! ونذكر أنه عندما فشل منتخب الشباب لكرة القدم في كأس آسيا، قامت الدنيا وكتبت المواضيع وعرضت برامج تلفزيونية وكأن ما حدث غريب، في حين أن ألعاباً أخرى نائمة، وهناك أخطاء كبيرة تقع هنا وهناك، ولكنها تمر مرور الكرام.. وفي ظل هذا الحال هل نتفاءل بالرياضة السورية ومستقبلها؟ وهل نتوقع أفضل مما هي عليه في عام 2009؟!‏

> هشام اللحام‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية