(بقطع أوكسجين الحياة عن البنى التحتية في غزة) أي وقف تزويدها بالماء والكهرباء والوقود, وعلى ما يبدو أنه ما زال متمسكاً بذات الاقتراحات التي أعلنها أثناء الحرب الثانية على لبنان والتي قال بها: (من المسموح لنا تدمير كل شيء وها هو الآن يعود إلينا بابتكاره الجديد الذي يدعو به إلى قطع أوكسجين الحياة عن البنى التحتية متأخراً بأفكاره الشيطانية التي طرحها حيث قال: (إنها المرة الأولى التي تناقش فيها الحكومة مثل تلك المقترحات), ويرى بأنه ليس ثمة اختلاف بين حماس والقاعدة. وفي إجابته عن سؤال عما سيحدث إن لم تعط عملية قطع الكهرباء والماء النتائج المرجوة?! أجاب: (إن التجربة أكبر برهان) متناسياً أن من تجرب عليهم هم من البشر, لكن ما يثير الاستغراب هو كون رامون أحد أعضاء حزب معتدل, وينظر إليه كأحد معتدلي ذلك الحزب.
وزيرة الخارجية تسيبي ليفني معتدلة أيضاً لكنها تؤيد أفكار رامون وقد صرحت قائلة: ليس من المنطقي أن تستمر الحياة في غزة بشكل طبيعي, و بذلك فإن وزيرة الخارجية المعتدلة ترى بأن الحياة في غزة تسير بشكل طبيعي, ويبدو أن ليفني لا تتوفر لديها أي فكرة عن طبيعة الحياة هناك.
يرى البعض أن وقف الإمدادات سيفضي إلى وقف إطلاق صواريخ القسام, اعتقاداً منهم بأن ما سيحدث من جوع وعطش وتضييق سبل الحياة وزيادة الضغوط ستقود إلى وقف إطلاق الصواريخ. لم تثر تلك الأفكار الرعناء إلا القليل من الجدل بيننا, حيث جرى الحوار وبطريقة هادئة, فمنهم من يقترح قطع الكهرباء, وآخر يقترح وضع حد لامدادهم بالسيكار والعطور, ولم تجد تلك الأفكار أي معارضة أو احتجاج من أحد, وكل ما فعلناه يقتصر على الاستماع إلى موقف المستشارين القانونيين من إصدار القرار وتطبيقه, وبذلك ليس ثمة أهمية لوجود شخصيات مثل افغيدرو ليبرمان, وشاؤول موفاز, وآفي ديشتر في هذا المضمار إذ إن ما يسمون المعتدلين يقومون بالمطلوب.
لقد أصبح الحوار الإسرائيلي سريعاً, وما يزيد هذا الأمر فظاظة هو أن تلك المقترحات لم تصدر عن شخصيات معتوهة لكنها صدرت عن شخصيات تعتبر من التيار المعتدل, فماذا بقي لليمينيين من مقترحات يمكن أن يتقدموا بها في ظل إعلانهم عن عدم وجود معتدلين فلسطينيين? لكني أقول مؤكداً بأنه ليس هناك من إسرائيليين معتدلين, وإن الادعاء بوجود معتدلين في مجتمعنا ما هو إلا عملية خداع للآخرين.