تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قراءة في الصحافة الإسرائيلية... صمت مطبق خيم على إسرائيل... إيال زيسر: خرق الأجواء السورية لا يغير قواعد اللعبة

ترجمة
الأحد 16/9/2007
فيما إمتنع أولمرت وجميع أعضاء حكومته عن الحديث ولو تلميحا حول الخرق للأجواء السورية وتفرض الرقابة العسكرية الاسرائيلية

على وسائل الإعلام نقل أية تصريحات مباشرة او منسوبة حول الخرق ,تواصل الصحافة الاسرائيلية تناوله بوتيرة أعلى من التوتر والقلق من احتمال ان يكون هذا الخرق بمثابة مقدمة لاشتعال الوضع على الجبهة الشمالية ,فقد غطى هذا الموضوع عناوين وتحليلات الصحف الاسرائيلية كافة ,وما يزيد هذا القلق بالنسبة للصحافة الاسرائيلية ووسائل الإعلام عامة الفتاوى المتناقضة غير المباشرة لبعض الدوائر الأمنية والعسكرية في تقديرات بعض مسؤوليها وخاصة توقع الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية أهارون زئيفي :( أن تشهد الأسابيع المقبلة توتراً مع سورية... وعلى إسرائيل أن تكون متيقظة وحساسة لما سيحصل في الأسابيع المقبلة, لكن من دون قلق... علينا درس احتمالات أن ترد سورية وعلى أي جبهة .‏

ثم أضفى أولمرت على صمته طابعا من الغموض في شان الخرق في جلسة حكومته عندما تجنب الحديث مفضلا الإشارة الى ما اسماه إنجازات الجيش في إحباط العمليات الإرهابيةفي قطاع غزة .‏

وحسبما تقول معاريف في تقرير لها:مثلما في كل سنة رفع رئيس شعبة الاستخبارات, عاموس يدلين, استعراضا للتقدير الاستخباري السنوي أمام أعضاء الحكومة في شهر شباط الأخير الماضي. وقال يدلين في حينه ان احتمالية الحرب في العام 2007 متدنية جدا, ولكن السوريين من شأنهم أن يخرجوا الى مواجهة عسكرية ضد إسرائيل في حالة عملية استفزازية من إسرائيل.‏

وردا على سؤال وجهه الوزراء قال يدلين ان عملا استفزازيا من جانب إسرائيل في منطقة الحدود السورية من شأنه أن يشعل نار الحرب. ولهذا فينبغي الحذر في هذا الموضوع.‏

وقال مصدر سياسي كبير انه إضافة لتقدير شعبة الاستخبارات طرحت أيضا استعراضات من الموساد ومجلس الامن القومي, كان لها فتاوى مختلفة.‏

فعلى الرغم من تغيير لهجة بعض الكتاب والمحللين العسكريين الإسرائيليين الذين انتقدوا عملية الخرق الجوي فقد تبدى من بعض مقالاتهم ان المعلومات التي في حوزتهم المحظور عليهم نشرها أو التلميح إليها, تشير إلى أن إسرائيل نفذت :عملاً يعيد لأجهزتها الأمنية هيبة الردع التي فقدتها في الحرب على لبنان قبل عام ورداً على ما كتبه بعضهم بأن الخرق الجوي الأخير يحسن قدرة الردع الإسرائيلية التي تضررت في تلك الحرب, قال زئيفي : إنه من السابق لأوانه قول ذلك وإذا تبين ان طائرات إسرائيلية اخترقت فعلاً الأجواء السورية رغم التقدم الهائل في دفاعاتها الجوية, فإن في ذلك تحسيناً للردع...‏

لكن الأمر سيكون مغايراً إذا تبين ان تلك المنظومة أرغمت طائراتنا على الفرار.‏

ومع ذلك فان أولمرت وحكومته يريدان أن يكون الصمت أبلغ من الكلام. وهذا هو ما أراده أولمرت ان يضفي على طابع الرسالة التي صاغها الجيش ووافقت عليها الحكومة الإسرائيلية بصمتها وصدقتها الإدارة الأميركية أيضاً.‏

وفي ذلك ما يدفع للاعتقاد بأن إسرائيل والولايات المتحدة تريدان لهذا الصمت أن يلعب دوراً في اللعبة السياسية مقابل سورية, حتى لو لم يكن ذلك أصلاً نتاج تخطيط مسبق.‏

على حد تعبير مراسل معاريف في كل الأحوال فان الصمت الذي يلوذ به أولمرت لازال يشغل بال الصحافة الاسرائيلية ويجد له أكثرمن تفسير .‏

فقد عزت صحيفة هارتس ذلك بقولها على لسان احد كتابها: اذا كنت أُحلل بصورة صحيحة الأحجيات التي نشرت في وسائل الإعلام إثر الحادث في الأجواء السورية, وهذه ليست مسألة صعبة بصورة خاصة, فأنا أفترض أن مستشاري رئيس الوزراء يشدون شعور رأسهم إحباطا الآن. الآن تحديدا حيث يمكن لاولمرت أن يُعيد لنفسه ثقة الجمهور الضائعة إثر حرب لبنان - قرر الصمت.‏

الآن تحديدا اختار (أو اضطر) إلغاء المقابلات الصحفية بمناسبة عيد رأس السنة حيث كان يمكنه أن يقلب إناء شعبيته على فيه.‏

أما يديعوت احرنوت فلها رأي مشابه حول صمت أولمرت:ألازمة الحالية قد تمر, ولكن الهشاشة التي يتميز بها الوضع السائد بين إسرائيل وسورية ستبقى مُخيمة ومُهددة بالانفجار في كل لحظة. رغم أن الحرب لم تندلع إلا أن الفرحة ما زالت مبكرة: لم تُحل أي مشكلة أساسية, وهناك حاجة للحوار وليس للصمت من اجل التقدم نحو الحل.‏

بدوره كتب ألوف بن المراسل السياسي لهارتس أن الصمت الرسمي الإسرائيلي حيال ما جرى في سورية يوحي بثقة القيادة الإسرائيلية بنفسها. وأشار إلى أن الاعتبارات الأمنية تبدو في نظر أولمرت ووزير دفاعه إيهود باراك أكبر من محاولة الإفادة الإعلامية مما حدث. ولاحظ أن أولمرت وباراك أرادا إثبات زعامتهما عن طريق الصمت. وعرض بن سيناريوهين لاحتمالات انتهاء التوتر القائم: التورط. وأوضح بن أن أحداً لن يتهم أولمرت بالتسرع لو حدث الصدام, لأنه هذه المرة أجرى للجيش التدريبات اللازمة من ناحية, واستكشف عبر قنوات تركية مثلاً فرص السلام مع سورية. كما تم إعداد الجمهور الإسرائيلي طوال شهور لاحتمالات الصدام مع سورية مما يظهر الفارق بين ذلك وما جرى في حرب لبنان الثانية. أما السيناريو الثاني فهو أكثر فائدة لأولمرت وهو هبوط الدولتين عن شجرة التصعيد العالية. ولهذا السبب يرى بن أن الصمت مجز لأولمرت وباراك على حد سواء.‏

ولا يقل أهمية أن الرجلين يزيدان أسهمهما في الاستطلاعات. والأهم أن المزاج القومي يرتفع. فالإحباط الذي غرق فيه كثير من الإسرائيليين بعد الفشل العسكري في حرب لبنان الثانية يتبدد, ويحتل مكانه إحساس بالأمن, وارتكاز على زعامة وثقة أكبر بمستقبل الدولة. هل هذا صحيح? .‏

ايال زيسر المختص بالشأن السوري يقول: من الأفضل لإسرائيل أن تواصل فتح عينيها على ما يجري في حدودها الشمالية. فإذا ما كانت طائرات إسرائيلية قد حلقت حقا في سماء سورية فان في ذلك ما يقرر قواعد لعب جديدة في العلاقات بين الدولتين, سيصعب على سورية التسليم بها. وكما أسلفنا, فانه حتى حرب لبنان كانت طلعات كهذه أمرا يوميا, نفذتها إسرائيل انطلاقا من الفرضية بان سورية لم ترد عليها بأي حال في ضوء موازين القوى بين الطرفين.‏

غير أنه منذ الحرب في لبنان يخيل أن الرئيس بشار الأسد نجح في تغيير قواعد اللعبة بين الدولتين وان مجال المناورة الاسرائيلية تقلص جداً.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية