هذه الصروح الحضارية من عطاءات القائد الخالد لجماهير الطلاب لاستكمال الدور التنموي الهام المعقود عليه وهو تقديم السكن الصحي والمريح مع متمماته لأبناء الشعب الفقير والكادح الذي ماكان لهم أن يكملوا دراستهم الجامعية بدونها.
وأكد السيد حسان قطنه جي مدير المدينة الجامعية بحلب أن الوحدات السكنية عانت لسنوات عديدة مضت من الإهمال.. صاحبها اتخاذ قرارات ارتجالية بإضافة سرير ثالث لكل غرفة تلاه بعد عامين إضافة سرير رابع رافق ذلك ضعف في الكادر الإداري اللازم لمراقبة الحشد الطلابي ضمن هذه الوحدات..فضلاً عن عدم أهلية عدد لابأس به من العاملين بالمدينة للعمل في هذا المجال .. كل ذلك ساهم في تراجع الحالة الفنية والخدمية للوحدات السكنية. مشيراً ومنذ عام 2005 اعتمدت الإدارة الجامعية أسلوب التجديد والاستبدال للوحدات السكنية من كافة النواحي وفق برنامج سنوي لتأهيلها من جديد مع تأمين كافة الخدمات من تدفئة ومياه وكهرباء وبصورة مثالية.
وبين السيد قطنه جي أن الطاقة الاستيعابية الحالية للمدينة الجامعية بحلب تبلغ 12951 طالباً وطالبة موزعين على 19 وحدة سكنية منهم 7332 ذكور اًو5619 إناثاً.. وهذه الاحصائيات وفق نظام ثلاثة أسرة في الغرفة الواحدة.
ومضيفاً أن الوحدة السكنية رقم 20 والتي تم تسلمها حديثاً فقد أعدت كدار للضياقة لتأمين إقامة الوفود الزائرة لجامعة حلب وكذلك الوحدة السكنية رقم 5 فهي مشغولة من قبل ممرضات المشافي التالية للجامعة وتحتوي على 142 سريراً مؤكداً ضرورة تسليمها لإدارة المدينة لوضعها في خدمة الطلاب. لقد وفرت إدارة المدينة الجامعية كافة الخدمات للطلاب. حيث يوجد سوق مركزي يتألف من 25 مقسماً تضم جميع الخدمات التي يحتاجها الطالب وهناك صالة لبيع الخضار والفواكه.. ويوجد عدد من الصالات الرياضية ليمارس الطلاب كافة الألعاب الرياضية كما يوجد صالتان للانترنت والبلياردو.. وملعب لكرة القدم من العشب الطبيعي.
وتسعى إدارة المدينة الجامعية جاهدة لرفع المعاناة عن الطلاب حيث قامت هذا العام ولأول مرة تحدث في جامعة حلب بإصدار دفعات السكن بشكل مبكر بدءاً من 20/8/2007 لكافة الكليات العلمية والمعاهد مما ترك ارتياحاً كبيراً لدى الطلاب.
وهذا الإصدار المبكر لدفعات السكن دفع الطالب أن يبدأ عامه الدراسي في موعده بشكل مريح حيث كان الدوام يتعطل بسبب عدم الاستقرار لتأخر صدور دفعات السكن التي كانت تسبب ازدحاماً شديداً على دوائر التسجيل .. وكذلك تم تخصيص المستجدين من طلاب الكليات العلمية بسكن مباشر حيث يسكن الطالب مباشرة فور تسجيله في كليته وذلك بدلاً من نظام الدفعات التي كانت تصدر بعد شهر على الأقل من تسجيل الطلاب المستجدين.
وقدم السيد قطنه جي عدداً من المقترحات لتطوير الجانب الإداري والخدمي في المدينة الجامعية منها:
اعلان المدينة الجامعية وحدة إدارية مستقلة لها نظامها الإداري والمالي على غرار مشفى حلب الجامعي وتتم إدارتها من قبل مجلس إدارة, ولتعزيز الاستقرار الإداري في المدينة الجامعية لابد من منح الإدارة أوسع الصلاحيات ضمن إطار القانون والنظام مع التأكيد على عدم نقل العاملين المعاقبين إلى المدينة الجامعية والاستجابة لطلبات الإدارة بنقل عاملين محددين لعدم جدوى خدماتهم, و أتمتة كافة أعمال المدينة الجامعية بدءاً بأتمتة عملية السكن والالتزام بنتائجها وكذلك أتمتة الأعمال الإدارية الأخرى واختصار الدورة الورقية والمستندية والمستودعية وربط الوحدات السكنية بشبكة متكاملة مع الإدارة.
أما ما يتعلق بالسكن فقد أكد السيد مدير المدينة على ضرورة عودة الوحدات السكنية لطاقتها الاستيعابية لتحقيق التوازن المطلوب والضروري بين حاجة الطالب الماسة للسكن وبين تأمين الظروف والشروط الصحية والفنية.
بالإضافة إلى وضع خطة زمنية لبناء 6 وحدات سكنية جديدة لاستيعاب الإقبال على السكن الجامعي, وإقرار منع سكن الطلاب الراسبين منعاً باتاً.
وكذلك أعفاء ذوي الاحتياجات الخاصة من رسوم السكن جزئياً أو كلياً, وتأمين إقامتهم بما يتوافق مع حالتهم الصحية وبما يعزز انتماءهم لوطنهم ولايدفع بهم إلى العزلة والاغتراب عن زملائهم مع تأكيد ضرورة تفعيل المستوصف الطلابي من خلال تأمين الأطباء اللازمين له وإلزام مشفى الجامعة بتلبية كافة طلبات الإسعاف .
وختاماً: لابد من تعديل النظام الداخلي للمدن الجامعية الحالي بما يواكب التطورات ويلبي متطلبات العمل ولاسيما في مجال تعديل شروط السكن التي لم يعد أغلبها صالحاً.. مع تخفيف ظاهرة السكن الوهمي إلى أدنى حد ممكن.