تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


(أوتكين) في رؤيته للغد: سبعة عوامل ستحدد خارطة العالم الجيو سياسية

شؤون سياسية
الأحد 16/9/2007
أحمد حمادة

النظام العالمي للقرن الحادي والعشرين للبروفيسور (ني- أوتكين) وترجمة يونس كامل ديب والدكتور هاشم حمادي

ليس تنجيميا ولا تنبؤيا بل هو استقراء للمستقبل من خلال استعراض أحداث الماضي وتحليلها بشكل علمي وموضوعي. خصوصا أن (أوتكين) لا يرسم معالم أحادية للمستقبل الذي ينتظر البشرية بل يقدم ومن خلال الاعتماد على كم هائل من المراجع والمصادر بوضع أكثر من احتمال وأكثر من سيناريو لتطور البشرية خلال القرن الحادي والعشرين بعضها متشائم وبعضها متفائل والكتاب صادر عن دارالمركز الثقافي للطباعة والنشر والتوزيع في دمشق وتوزيع دار الحصاد ويتوزع عبر 488 صفحة من القطع الكبير على مقدمة وخاتمة وسبعة عشر فصلا.‏‏

يوضح الكاتب أن مسألة ما يعرف بالعالم وحيد القطب لن تستمر طويلا ولا بد من حلول النظام ثنائي القطب أو (متعدد الأقطاب) إن عاجلا أو آجلا طارحا في هذا الإطار أكثر من مرشح بدءا من الصين وانتهاء باليابان وغيرهما, ولكن مع كل أسف يشير الكاتب أن البلدان العربية ودول العالم الثالث ومثيلاتها ستبقى بيارق بيد الكبار ولا يأتي على ذكرها إلا لماما.‏‏

وفي تفاصيل ثنايا كتابه يغوص (أوتكين) في أعماق المستقبل القادم شارحا ومحللا ومقدما النظريات وهو هنا لا يكتفي بتقديم الأجوبة البسيطة عن انهيار الامبراطورية الأميركية أو أفولها أو انكماشها أو انحسارها بل إنه يعالج النظريات الأساسية التي يطرحها أنصار مذهب المستقبلية المعاصرة والتي تتحدث إما عن سيطرة قطب واحد ووحيد على العالم أو نشوء عالم مؤلف من قطبين أو متعدد الأقطاب أو ما يسمى بسيطرة الحضارات السبع.‏‏

يبدأ((أوتكين))بتحليل أحداث الماضي القريب مستخدما كمية كبيرة من الوقائع الفعلية وحجما كبيرا من الأدبيات السياسية المعاصرة ومشيرا إلى أن القوى السبع الكبرى تقوم الآن مع بداية الألفية الثالثة بتغيير اللوحة السابقة للعالم متوجهة بالأسرة العالمية إلى وضع جديد وتتمثل أولى هذه القوى(الولايات المتحدة)بتحقيق القدرة الجيو سياسية للمنتصر الرئيسي في الحرب الباردة وقوتها الموزعة في المحيطات لخلق بناء وحيد القطب في العالم.‏‏

أما القوة الثانية برأي الكاتب فهي أوروبا التي ينمو اقتصادها بشكل عاصف في مثلث العالم الصناعي, ويشير المؤلف ببنانه إلى الفوضى الهدامة التي تخيم على الأسرة العالمية نتيجة إضعاف الأمم وسيادة سلطة الشركات متعددة الجنسيات أو متعدية الجنسيات وإلى توجه الدول و الأمم إلى التعصب العرقي والديني وكذلك يشير إلى إمكانية الانفجار العالمي الموجه من الأغلبية العالمية الفقيرة نحو الأقلية الغنية فضلا عن الانفجار السكاني وتقدم العلم الذي يوفر أدوات تسلحية هدامة إضافية قد تودي بالبشرية.‏‏

ومن هذا المنطلق يرى(أوتكين)أن هناك سبعة عوامل لا تنفصل عن بعضها البعض من حيث طبيعتها هي التي ستؤثر على العالم وهي باختصار(القوة و الثروة والفوضى والمماثلة والعدالة والانفجار السكاني و السيطرة على الطبيعة)وهي التي ستشكل صورة النظام العالمي والتوازن الجديد للقوى وخارطة العالم الجيو سياسية الجديدة والاقتصادية والحضارية.‏‏

وبعد أن يشرح ويحلل في فصوله وأبوابه هذه العناوين السبعة مقدما الأرقام والاحصائيات و الوثائق فإنه يخلص إلى القول بأن عالم القرن الحادي و العشرين الذي نعيش بين ظهرانيه يخبئ في جعبته الكثير من الخفايا التي يعني عدم التفكير بها الوقوع ضحية الأحداث المتطورة,فهل سنشهد شيئا مما تخيله (أوتكين)?!.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية