وذكر توني ماك مايكل من الجامعة الوطنية الاسترالية في كانبيرا وجون بولز من جامعة كمبريدج البريطانية في المجلة العلمية المشهورة (لانسيت) ان متوسط استهلاك اللحوم في العالم يمكن ان يقل واقعيا بنسبة 10 في المئة. وأشارا إلى ان ذلك سيساعد في معركة العالم ضد ظاهرة الاحتباس الحراري ويقلل أيضا المخاطر المرتبطة بالافراط في استهلاك اللحوم الحمراء.
ويقدر متوسط الاستهلاك العالمي للحوم الحمراء حاليا بحوالي 100 جرام للفرد في اليوم لكن هناك تفاوتا كبيرا بين السكان الاعلى استهلاكا للحوم والسكان الاقل استهلاكا
من جهة أخرى ذكرت دراسة جديدة نشرت أول من أمس الاربعاء ان ظاهرة الاحتباس الحراري قد تتسبب في تراجع الانتاج الزراعي العالمي بشكل خطير بحلول عام 2080 مع انخفاض الانتاجية في الدول النامية في الوقت الذي تتحسن فيه في بعض الدول الغنية.وأشارالخبير الاقتصادي وليام كلاين معد الدراسة ان الهند وباكستان ومعظم الدول الافريقية ومعظم دول امريكا اللاتينية ستكون الاكثر تضررا. ووجدت الدراسة ان الولايات المتحدة ومعظم الدول الاوروبية وروسيا وكندا ربما تحقق مكاسب زراعية اذا استمر التغير المناخي في مساره الحالي.
وعلى وجه العموم تتنبأ الدراسة التي نشرها مركز التنمية العالمي ومقره واشنطن ومعهد بترسون لعلم الاقتصاد الدولي بأن تنخفض الانتاجية الزراعية في العالم بما بين 3 الى 16 في المئة بحلول عام 2080.
وبين الدول المتقدمة فان مستقبل استراليا هو الاكثر كابة مع توقع ان يتراوح التراجع في انتاج المحاصيل بما يتراوح بين 17 الي 27 في المئة. وفي العالم النامي توقعت الدراسة ان يتراوح حجم التراجع الذي يزيد بسرعة في الهند بين 29 في المئة و38 في المئة بينما تكهنت بان يصل في السودان والسنغال الى أكثر من 50 في المئة وهو ما يعني في جوهره انهيارا للانتاجية الزراعية.
وقال كلاين ان اتساع الفجوة بين التوقعات المنخفضة والمرتفعة يعتمد على حجم انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي تؤثر بالفعل على بعض المحاصيل.
ويؤكد بعض المحللين ان ارتفاع درجات الحرارة في العالم أو ما يعرف بظاهرة الاحتباس قد يكون في الواقع نعمة لا نقمة للمحاصيل وتحد من أثر التغير المناخي الذي يسببه الانسان. ونقلوا عن دراسات أجريت في المعامل قولها ان المكاسب المحتملة الواضحة في انتاج المحاصيل يمكن ان تصل الى 30 في المئة حين تزيد انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وشكك كلاين في هذه الاراء قائلا ان اختبارات مشابهة على انتاج المزارع أظهرت ان المكاسب ستكون في حدود 15 في المئة. وأضاف ان الزيادة التي يسببها ما يسمى تسميد أو تخصيب الكربون تميل الى ان تكون أكثر محدودية.
وأضاف قائلا :المشكلة هي انك تحتاج تغيرات فنية لتواكب الطلب على الغذاء. أقدر ان الطلب العالمي على الغذاء بعد ان تأخذ في الاعتبار الزيادة السكانية وارتفاع الدخول سيتضاعف حوالي ثلاث مرات من الان حتى أواخر القرن الحالي.
وستتسبب ظاهرة الاحتباس الحراري في زيادة مواسم نمو النباتات في دول شمالية مثل أجزاء من الولايات المتحدة وروسيا وكندا. الا ان كلاين قال ان العالم ربما لا يمكنه التعويل على زيادة انتاج المحاصيل في هذه المناطق.
وأضاف قوله :بحلول نهاية القرن ربما سيربحون مالا كثيرا من صادرات الطاقة لديهم لدرجة ان اسعار صرف عملاتهم ستصبح قوية للغاية.
وهذه العملات القوية ستجعل ارتفاع السعر حائلا يمنع معظم الدول الاخرى من شراء المنتجات الزراعية الروسية أو الكندية.