تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


كائنات أخرى تصوم

رمضانيات
الأحد 16/9/2007
الصيام سنة الله ليس للإنسان فقط وإنما لجميع مخلوقاته فكما يصوم الإنسان هناك كائنات اخرى تصوم ولفترات طويلة يعجز عنها الإنسان وقد تمتد لشهور عديدة.

وفي معظم الأحيان يكون صيام الحيوانات خلال فترة يخلد فيها الحيوان إلى السكون التام فيما يسمى البيات ويمتنع خلالها عن الحركة والطعام والشراب .وهذه الفترات مرتبطة غالبا بالحالة المناخية.‏

والبيات الشتوي من أهم اشكال الصوم عند الحيوانات الذي تقوم به عدة حيوانات منها -على سبيل المثال - الضفادع والثعابين فالضفادع تمضي فترة بياتها الشتوي في الماء.‏

أما الحيوانات الاخرى مثل الثعابين والسناجب والفئران فتمضي فترة بياتها الشتوي في جحور عميقة ويبدأ البيات الشتوي مع بداية فصل الشتاء تنام فيه الحيوانات ومع بشائر فصل الربيع والدفء تستيقظ هذه الحيوانات من نومها وتخرج من جحورها باحثة عن شيء ما تأكله بعد ذلك الصوم الطويل.‏

وبالمقابل هناك البيات الصيفي, فهناك حيوانات تزعجها الحرارة الشديدة والجفاف فتلجأ إلى البيات أو السبات ومن بين الحيوانات التي تلجأ إلى السبات الصيفي القواقع والتماسيح والأفاعي أما سمك ( الرنة) الافريقي فإنه يبيت بطريقة خاصة اذ يغرس نفسه في قاع النهر اذا جف ويبقى بلا حراك أو طعام حتى يجيء موسم الفيضان ويمتلئ النهر بالمياه والجمل الذي يسمى سفينة الصحراء يمثل نموذجا آخر للصوم, فهو يقطع الصحراء دون ماء أو طعام ودون توقف او راحة لعدة أيام ويمثل سنمه مخزنا للشحم والماء يستهلكهما أثناء سيره.‏

وهناك أنواع من الحيوانات والحشرات تصوم اثناء فترة التكاثر مثلما تقوم به طيور البنكوين وذكور الأوز والفقمة لكن حيوان الفقمة يظل أغربها فذكر الفقمة يظل صائما ساهرا على زوجاته الخمس أو الست لعدة أسابيع وبعد الصوم الطويل والسهر المنهك يخلد إلى النوم لمدة ثلاثة أسابيع متواصلة ثم يصحو ليعيش حياته المعتادة.‏

وعند الحشرات هناك اليرقات - مثل يرقة دودة القز ( الحرير) فاليرقة حين تدخل شرانقها تصوم ويمتد صومها نحو اسبوعين وحين تتبدل من عذراوات إلى فراشات تخرج لتطير وتعيش حياة عادية وبعض أنواع العناكب تصوم لمدة ستة اشهر عقب ولادتها, أما الصيصان فإنها تصوم ثلاثة أيام بعد خروجها من البيض لا طعام ولا شراب.‏

وسمك السلمون يصوم خلال رحلته للتوالد من مكان إقامته في البحر الأبيض المتوسط وحتى وصوله إلى منطقة البحر الكاريبي في القارة الأميركية ويقطع خلال صومه نحو 1600 كم.‏

والشجر يصوم ايضا فالاشجار التي تتساقط أوراقها في فصل الشتاء مثل الكرمة والمشمش والحوار تقوم بالسبات الشتوي وتمارس خلاله الصيام.‏

ولأن الاشجار ثابتة فإنها لاتستطيع أن تختبئ في جحور كما الحيوانات لذلك تمارس سباتها وصومها واقفة, فحين يلف البرد والصقيع كل شيء لا تجد هذه الاشجار امامها الا أن تتخلص من أوراقها التي يحتاج بقاؤها إلى غذاء دائم ويجف النسغ داخلها وتصوم عن تناول الغذاء ومع عودة فصل الربيع يتدفق النسغ من جديد وتبزغ البراعم وتدب الحياة من جديد بالشجر.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية