حل مشكلة البطالة لا يأتي فقط على شكل إيجاد فرص عمل، وإنما أيضا توفير برامج تدريب وتأهيل تسهل وصول الخريجين والخريجات إلى فرص العمل المتاحة، أي لابد من التدخل الحكومي ببرامج وسياسات لحل المشكلة، هنا يمكن الحديث عن برنامج دعم الخريجين الجدد، كأحد أشكال ذلك التدخل لتوفير التدريب، والذي يهدف كما يقول مدير مرصد سوق العمل محمود الكوى للثورة: ربط الخريجين مع سوق العمل من خلال تعزيز قدراتهم العملية، لأن الجامعات والمعاهد تقدم للخريج والخريجة، غزارة في المعلومات النظرية لكن التوجه لسوق العمل يحتاج الخبرات العملية، مثلا لو أخذنا خريج معهد هندسي ، نظريا يكون قد درس كيفية تصميم مشروع ليلبي الاحتياج، لكن لابد له من خبرة عملية لتمكنه من النفاذ إلى فرصة العمل المتاحة في سوق العمل، والبرنامج يوفر للخريجين تدريبات عملية ترتبط باختصاصاتهم.
ستة أشهر يمضيها المتدرب في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل والمؤسسات التابعة لها وهي المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية ، والصندوق الوطني للمعونة الاجتماعية، الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان، والهيئة السورية للاجئين الفلسطينيين العرب، بالإضافة لوزارة التعليم العالي وذلك ضمن البرنامج الذي انطلق بالعام 2018، واستمر طيلة 2019، ولم يزل هناك متدربون يعملون وفقه، البرنامج يستهدف الخريجين الجدد من عام 2017و2018 و2019، من المعاهد والجامعات الحكومية كافة ماعدا اختصاصات مثل الصيدلة والطب لأنهم مطلوبون في سوق العمل، ولأنهم أثناء الدراسة يمارسون التدريبات والعمل وفق حديث الكوى.
و يتابع مدير مرصد سوق العمل قائلا:كان استهدافنا للاختصاصات التي لا تنال تدريبا عمليا كي تتمكن من النفاذ لفرص العمل المتاحة بسوق العمل، وقد تقدم للبرنامج أكثر من 2300 خريج باشر منهم 960 في المحافظات السورية كافة ، لكن المحافظة التي نالت الحصة الأكبر من التدريب هي طرطوس، ويبين الكوى عن كيفية القبول: أنه يتقدم المستفيد بطلب عن طريق جامعته أو كليته، والأولوية لأبناء الشهداء والجرحى وللطلاب الجرحى، ومن ثم معدل النجاح في المعهد أو الجامعة، هو أول برنامج يعطي أولوية للطلاب الجرحى كما يقول مدير المرصد، لأن المعاهد والجامعات كانت هدفا لقذائف الإرهاب، وبين الخريجين والخريجات عدد من الجرحى، ، لكن تم قبول كافة الطلبات بالعامين 2018و2019، باشر من المقبولين 960 خريجاً موزعين على كافة المحافظات.
حقق المستفيدون قصص نجاح في المؤسسات التي تدربوا بها، في دير الزور مثلا عمل ستون متدرباً في جامعة الفرات ساهموا بإنجاح عملية الامتحانات والتدقيق والمراقبة، والآن تم فرز 30خريجا للمصالح العقارية ليساهموا بأتمتة السجلات العقارية في المحافظة، لقد شكلوا رافداً وداعماً للمؤسسات الحكومية، لأنهم يمتلكون طاقة الشباب، ولهم الأولوية في مسابقات التعيين، لأنهم امتلكوا خبرات عملية.
البرنامج هدف أيضا لرفع حس الانتماء للمؤسسة العامة، لأن الخريج والخريجة دخلا إلى قلبها وعايشا آلية العمل وبدل أن يراقباها بعين خارجية أصبحا جزءاً من هذه المؤسسة ويمارسان النشاط داخلها. كما قدم البرنامج دعماً اجتماعياً للمتدربين مقداره (25) ألف ليرة. وأكثر من 80% من المقبولين اناث.