تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الامتحانات .. منغصات مـــــــــــــــــــــــــتكرِّرة .. وحلول مؤجّلة... شجون حملة المقررات... مسؤولية ذات حدين .. من ينصفها ؟

جامعات
الأربعاء 13-1-2010م
محمد عكروش

تختلف مشاعر الطلبة في الامتحانات باختلاف المواد المحمولة، ولعل أكثرها اضطراباً أكثرها حملاً ضمن المنهاج، والقول الدارج لدى الطلاب هناك بعض المواد نطلق عليها (مقبرة الجامعة) .. ترى ما مشاعر الطلاب والطالبات لحمل المقرر أكثر من دورة وربما لعدة دورات بل وحتى نهاية أعوامهم الدراسية ..

هموم الطلاب‏

هذه نماذج لكثير من طلبة الكليات الذين التقيناهم، ولعل الطالب سعيد همات طالب بكلية الاقتصاد تأمين ومصارف (مادة الرياضيات الاكتوارية) قد حملتها لعدة دورات ولم أفلح، الطالبة آية الداودي أدب عربي حملها لمادة الثقافة أربع دورات ولم تنجح، الطالب أوس ريا قسم اللغة الانكليزية مادة الشعر سنة ثالثة خمس مرات، الطالبة وفا مصطفى إعلام: حمل كثير من الطلبة لمادة تاريخ الفكرالسياسي والاقتصادي إلا انها مقتنعة ان سبب الرسوب الطلاب أنفسهم، أما الطالبة حنان درويش كلية الزراعة أرجعت نسب الرسوب في الكيمياء العضوية للأسئلة الصعبة وغير المفهومة لدى الطلبة ونسبة النجاح 13% ولم تنجح وأعلى علامة كانت 72 %، والطالب زياد سلطان من كلية الحقوق مادة عقوبات قد حملها سبع دورات ولم تنجح حتى الآن، عبد الله الأحمد طالب جغرافيا سنة رابعة مادة جغرافية البحار والمحيطات لأربع دورات ولم تنجح حتى الآن وأرجعها للأستاذ، أما الطالبة دلال الرفاعي هندسة الكترون واتصالات مادة الحقول الكهرطيسية: سنة ثانية حملتها أربع دورات ولم أنجح ووجدت نسبة الرسوب كبيرة لضخامة المادة والزمن المعطى غير كافٍ مقارنة مع العطلة قبل الامتحان.‏

عدم التكيف مع الجو الجامعي‏

والسؤال المطروح ماهي الحلول التي تعطي للطالب حقه وكذلك المدرس لاجتياز الفترة بسلام؟ سألنا الاساتذة المدرسون حول ذلك، فأكدوا: إن أكثر الطلاب يرسبون في السنة الأولى لعدم تكيفهم مع الجو الجامعي وكيفية التعامل مع اساتذة المادة، وأحياناً قد يكون السبب أستاذ المادة نفسه.‏

كما أضافوا إن رسوب الطلاب بأعداد كبيرة في الجامعات هو أمر ظاهر وحقيقي، ولعل أسبابه ترجع بشكل كبير إلى كثرة أعداد الطلاب في بعض الجامعات، مما يجعل الدكاترة والمدرسين في تلك الجامعات يستاؤون من كثرة التصحيح وكثرة الأوراق أمامهم، مما يجعلهم غير دقيقين في وضع العلامة للطالب، كما انه يوجد بعض الاهمال من الطلاب واللامبالاة مما يؤدي إلى نتيجة الرسوب في نهاية العام .‏

حالات تستوجب التفكير‏

وبشكل عام يمكن إرجاع شكوى الطلبة من الامتحانات ونتائجها لعدة حالات هذا ما أشار إليه الدكتور محمد خليل الرفاعي أستاذ في قسم الإعلام ولعل أهمها :‏

حالة القلق الذي ينتاب الطلبة من خوض تجربة الامتحان، والقلق الامتحاني شيء طيب وإيجابي إذا بقي ضمن حدوده المقبولة، لأنه يشكل عنصر تحريض للطالب من أجل مزيد من التحصيل، ولكنه يصبح قلقاً غير مرغوب به إذا تجاوز الحدود المقبولة، وأي نتيجة امتحانية لا تكافىء هذا القلق ( وفي معظم الأحوال لن تكافئه) تصبح نتيجة الامتحان غير مقبولة حتى وإن حصول الطالب على الدرجة الكاملة، أو حصل الطالب على أعلى درجة في صفه.‏

يقدرلنفسه درجة أكبر‏

حالة طموح الطالب الزائد الذي لايساير قدراته الطبيعية، ومن هذه الحالات أن يدخل الطالب فرعاً جامعياً بالاعتماد على درجته في الثانوية العامة (وهذه الدرجة ليست بالمطلق تعبيراً عن قدراته) أو رغبته في منافسة أقرانه الأكثر قدرة على التحصيل منه . وعند خروجه من الامتحان تستدعي ذاكرته الإجابات الصحيحة ويبدأ بإقناع نفسه أنه كتبها ويقدر لنفسه درجة أكبر بكثير من الدرجة التي يحصل عليها بنتيجة الامتحان.‏

مجاهرتهم بأنهم يتحدون الأساتذة‏

حالة ادعاء بعض الطلبة بأنهم كتبوا كل ما طلب منهم وكانت النتيجة مخيبة لآمالهم فلا يجدون ما يعلقون عليه تقصيرهم إلا سوء تصحيح الأوراق الامتحانية، ويزداد عدد هذه الشريحة من الطلبة يوماً بعد يوم، ورغبة في إقناع من حولهم أنهم يملكون من المهارات والقدرات الكثير ولكن هذه النتائج لا تعبر عنهم ولا عن قدراتهم، ويصل بالبعض مجاهرتهم بأنهم يتحدون الأساتذة بكذا وكذا، وأنهم سألوا الأستاذ سؤالاً لم يستطع الإجابة عنه وأنهم رفعوا أيديهم في الفصل ولكن الأستاذ لم يعطهم الفرصة للإجابة.‏

القشور على حساب الجوهر‏

حالة تعسف بعض الأساتذة في تصحيح الأوراق الامتحانية ( وهذه الحالة بتقديري نادرة الحدوث وإن حدثت فهي لدى قلة من الأساتذة) ويرد التعسف إلى عدة أسباب موضوعية منها حداثة الأستاذ في التدريس ورغبته في إثبات جدارته وتفوقه، ويسعى للحصول على هذا الاعتراف من الطلبة أو ضعف أو اضطراب شخصيته أو عدم تمكنه من المقرر الذي يقوم بتدريسه فيهتم بالقشور على حساب الجوهر فيتعسف في وضع الأسئلة ويتعسف في التصحيح، ويتعسف في النتائج ويجد لذلك الكثير من المسوغات ويلقي باللائمة على الطلبة فيتهمهم بالجهل والغباء والبلادة .‏

لا تخلو من بعض المقررات العلمية‏

وحالة صعوبة بعض المقررات بالقياس لمستوى طلاب العلمي، ففي الجامعة مثلاً يدخل الفروع العلمية من تخرج من الفرع العلمي، بينما في الفروع الأدبية ( كليات الآداب والحقوق والتربية والشريعة) يدخلها طلبة من الفرعين الأدبي والعلمي، وهذه الكليات لا تخلو من بعض المقررات العلمية، فيجد بعض الطلبة مشقة في تجاوزها، ليس بسبب تقصير الطالب ولكن بحكم تكوينه العلمي.‏

تبرير بسطرين‏

أما حالة الإدارة العلمية التي تنظر إلى الامتحان على أنه إجراء إداري متمم للعملية التعليمية، والامتحان في جوهره جزء مفصلي من العملية التعليمية، من خلاله يتم تقويم الطالب والمقرر والأستاذ والإدارة التعليمية معاً، فمن غير المعقول أن تطلب الإدارة تصحيح عدد كبير من الأوراق الامتحانية بزمن لا يكفي لتصحيح ربعها، أو وضع الطلبة في قاعات غير مهيأة لإجراء امتحانات، أو وضع مراقبين يناصبون الطالب العداء ويثيرون الهلع في القاعات الامتحانية على حساب الامتحان، أو الطلب من الأساتذة ( قانوناً) ألا تقل نسبة الرسوب عن 20% ولا تزيد عن 80% فإن قلت النسبة يمكن أن ترفعها بقرار إداري وإن زادت عن 80% يكتفي من الأستاذ تبريراً بسطرين، فضلاً عن فتح الإدارة باب الاعتراض للطلبة على النتائج الامتحانية على مصراعيه من دون ضوابط.‏

«يادار ما دخلك شر»‏

وتحدث حول تشجيع الإدارة الطلبة على تقديم اعتراضات وإعادة تصحيح الأوراق من قبل لجان أخرى وضمن قاعدة إذا كان الأستاذ مخطئاً نعيد للطلبة حقوقهم ويعاقب الأستاذ وإن لم يكن كذلك (يادار ما دخلك شر) والموضوعية تقتضي أن يحاسب الطالب المعترض إن لم يكن اعتراضه صحيحاً.‏

تدني نسب الرسوب‏

وبالنسبة لتدني نسب الرسوب في المقررات تقول الدكتورة أسمهان علي جعفر مدرسة في كلية التربية جامعة دمشق: بداية إن طبيعة ونوعية الأسئلة التي تقدم للطلبة قد يكون لها دور مهم جداً في رفع نسبة النجاح أو خفضها، فعندما تبنى الأسئلة بطريقة تربوية وعلمية صحيحة مراعية خصائص المتعلمين والفروقات الفردية فيما بينهم وتنويعها من حيث اعتمادها على اختبارات موضوعية تعتمد على الاختيار المتعدد الصح والخطأ والفراغات... والأسئلة المقالية بنوعيها المحددة والمفتوحة، عنده نستطيع القول ان الاسئلة بنيت بطريقة متوازنة وراعت الفروق الفردية بين الطلبة من جيد ومتوسط وضعيف، أما متى يكون الخلل عندما يكون هناك ثغرات في صياغة هذه الأسئلة وعدم تمكن المدرس من تقديمها بالشكل التربوي الصحيح عندها تكون الأسئلة غامضة وغير واضحة وتقبل التأويل أحياناً ما يؤدي إلى عدم فهم الطالب لما يريده المدرس فترتفع نسب الرسوب في مثل هذه الحالة بشكل عام وصياغته بالشكل الصح وبأسس علمية ما يهيىء الأمور بالشكل الطبيعي وعندما لا تكون على هذا الشكل يختلط الحابل بالنابل.‏

ذريعة لا صحة لها‏

وعلى الطرف الآخر يرى الدكتور ثائر حيدر مدرس في كلية الطب البشري جامعة دمشق أن هذه المشكلة تستدعي عدة وجوه ليقول: في الكليات التي تعتمد الأتمتة في أسئلة المواد لا يوجد لاستاذ المادة دور شخصي بالنسبة للتصحيح وبالتالي فالطالب الذي أجاب بشكل صحيح سيأخذ علامة السؤال.‏

لهذا يجب الاعتراف أن بعض المواد في الكلية كانت هي مواد صعبة الفهم والحفظ وتكون هذه المواد معروفة بأن نسب النجاح فيها منخفضة، وأن الناجحين تكون علامتهم على الحد أو أعلى قليلاً. كذلك فإن بعض أساتذة الجامعة ومنهم قلة لا يكتفي بحقيقة أن مادته صعبة فيحاول زيادة صعوبتها بأسلوب إعطاء فظ وجاف أو بوضع أسئلة يكون جوابها ملتبساً في الكتاب المقرر فيزيد بهذه الطريقة من نسب الرسوب في مادته.، وبالتالي أعتقد شخصياً أن معظم الطلاب الذين يرسبون في مادة بشكل متكرر فإن هذه المادة تكون ممّا ينطبق عليها الصفات السابقة.‏

لديه شبه قناعة‏

كذلك فإن بعض الطلاب بعد أن يرسب في نفس المادة مرة أو مرتين تصبح لديه صعوبة في دراسة هذه المادة وتتكون لديه شبه قناعة بأنه سيرسب فيها مرة ثالثة ورابعة، وبالتالي يفضل تركها للسنة الأخيرة مثلاً أو يذهب للامتحان بفكرة مسبقة عن رسوبه مع شعور بنقص الثقة بالنفس وتساؤلات مختلفة كيف أنه لم ينجح رغم تقديمه المادة عدة مرات وغيره نجح من أول مرة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية