تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


رأفت الساعاتي في أعماله الأخيرة ..ألـــــــوان الخـــــــزف فــــــي مفاهيمهــــــا الحديثــــــــة

ثقافة
الأربعاء13-1-2010
أديب مخزوم

رأفت الساعاتي أحد الفنانين القلائل الذين اكتشفوا منذ أكثر من أربعة عقود أسرار وجماليات التعامل مع القطع الفنية الخزفية باعتبارها صياغة تشكيلية بحد ذاتها.

ولقد استطاع خلال مسيرته الفنية الطويلة أن يبني عوالمه الفنية، ويحقق رغباته وأحلامه، مستخدماً الخامات والألوان النارية التي تتفق في مدلولاتها الجمالية مع اتجاهات الفنانين المحدثين، قدر ما تتفق مع انضباطية الحركة في التشكيل العقلاني، وضمن صياغة لها ملامسها وجمالياتها الخاصة.‏

فمن خلال مشاركاته الدائمة في المعرض السنوي العام يساهم الفنان رأفت الساعاتي في ارساء تقنيات الخزف والانفتاح على خطوات التجديد والتأصيل المرتبط بالتقاليد التراثية لهذا الفن العريق الذي لايزال دون رعاية واهتمام في مجمل البلدان العربية، رغم أن كبار فناني القرن العشرين وفي طليعتهم بابلو بيكاسو قد أعادوا الاعتبار إلى فن الخزف وأطلقوا الآراء المتعلقة بسبل تطويره والارتقاء به وبطريقة تتلاءم مع تطلعات اللوحة والمنحوتة الحديثة والمعاصرة.‏

عجينات طيعة‏

فهو في مجمل أعماله السابقة والجديدة يعتمد على منهج تقديم عمل فني لا عمل خزفي للاستعمال ولقد استطاع بعد خبرة عمر أن يكتشف أسرار التعامل مع عجينات السيراميك الطيعة واللينة.‏

وأهمية أعمال الساعاتي لا تكمن فقط باسترجاع صور حية غابت عن اهتمامات أكثرية فنانينا التشكيليين، وإنما تكمن أيضاً في كونها تساهم في لفت الأنظار إلى هذا الفن الذي حقق استمرارية في فنون القرن الماضي والحالي، وهنا تكمن أهمية أعماله من الناحية الثقافية والفنية فهو يتجاوز من الأساس الأشكال الخزفية الصالونية المألوفة والتقليدية. ويهتم كثيراً بالتقنيات الحديثة، ولهذا نجده ينحت ويحفر ويترك فراغات ويضيف مواد لونية ويهتم أحياناً بإظهار الزخرفة الشرقية والكتابة العربية في سياق تشكيلاته الخزفية فيخفف أو يحد من حركة التتابع الهندسي ويقدم رؤية بصرية منسجمة مع تطلعاته الفنية وهواجسه التشكيلية المسايرة لتوجهات الفنون الحديثة.‏

واللافت في خزفياته أنها تحمل صوغاً لونياً هادئاً، رغم حضور حركة الكتلة أحياناً بزخم تعبيري بارز الشيء الذي يدخل الانفعال والحياة إلى عمله الفني وبطريقة بعيدة عن أي تقليد أو التزام بمنهج خزفي كلاسيكي.‏

تجاوز‏

وهو حين يتجاوز تقاليد الصناعة الخزفية الصالونية فإنه يؤكد قدرة في بحثه التقني ويكشف عن خطوات جديدة في الفضاء الفني التشكيلي الفراغي، هذا الفضاء الذي يجعل من رأفت واحداً من القلائل الذين استطاعوا الاحساس بروح خزفيات العصور القديمة التي تتابعت في مجمل الفنون الشرقية وساهمت في الحفاظ على البقية الباقية من الملامح الشخصية المميزة للفنون المحلية والعربية عموماً.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية