تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مهرجان حماة المسرحي في دورته السابعة عشرة.. استــــــمرار التـــــــواصل

ملحق ثقافي
الثلاثاء 3 /1/2006
مؤمنة نمرة

للعام السابع عشر على التوالي استمرت فعاليات مهرجان حماة المسرحي وتوالت بالظهور مرسخة بذلك حالة التواصل الفني والثقافي من خلال تقديم مادة متميزة على كافة الأصعدة، فكانت ظاهرة حضارية وثقافية عكست الوجه المشرق لمدينة حماة.

هذا المهرجان الذي بات جزءا لا يتجزأ من الحياة الثقافية والسورية عامة. ما هو إلا نتاج عمل جماعي للمسرحيين في المحافظة والأيدي البيضاء للمعنيين بمسؤولية إقامته.‏

وقد حققت عروض هذا المهرجان في دورته الحالية تطورا ملحوظا من حيث ارتفاع سوية الفكر المطروح ووجود عناصر متميزة على صعيد التمثيل، خاصة فيما يتعلق بالعنصر النسائي إلى جانب التطور الكمي والنوعي الملحوظ للجمهور الدؤوب على متابعة العروض والندوات اليومية التي تعقب عادة كل عرض للاستماع من خلالها إلى آراء النقاد والحضور. وكانت لجنة التحكيم لهذا العام مؤلفة من الفنان زيناتي قدسية والناقد المسرحي جوان جان والفنان المسرحي مختار كعيد، أما العروض فكانت سبعة عروض لفرق مسرحية متعددة. بدأ الافتتاح بلوحة فنية مميزة تحت عنوان « سورية الله حاميها» حملت هذه اللوحة مضامين وطنية عميقة عبرت عن رفض الشعب السوري لكافة الضغوطات التي تمارس عليه. السيد صفر..‏

عرض جميل وأداء نسائي متميز قدمت فرقة نقابة الفنانين بحماة في افتتاح المهرجان مسرحية بعنوان: «السيد صفر» مأخوذة عن النص الأصلي للمؤف النمساوي إلمر رايس « الآلة الحاسبة» وإخراج يوسف شموط. ينادي العرض بحرية الشعوب والابتعاد عن اضطهاد الإنسان، وينوه إلى ديمقراطية أميركا المزيفة التي تعتبر الشعوب بمثابة صفر بالأرقام، وتسعى دائماً لتحويل البشر من فاعلين وطموحين إلى هامشيين وخامدين كان عرضاً جميلاً ومليئاً باللمسات الفنية الملفتة فيما يخص الإضاءة والديكور -حسب قول الناقد المسرحي جوان جان- وأضاف: فاجأني أداء الممثلين المتميز وخاصة بعض العناصر النسائية التي أثبتت وجودها على خشبة المسرح بشكل قوي.‏

/جلجامش/.. عرض لافت ولوحات اخراجية معبرة قدمت فرقة نقابة الفنانين باللاذقية في ثاني أيام المهرجان عرضاً بعنوان «جلجامش» صاغه مسرحياً واخرجه هاشم غزال. فاجأ العرض الجمهور بحرفيته ولوحاته الإخراجية التي اعتمدت على التشكيلات البصرية أكثر من الحوار، حيث استخدم المخرج التعبير الجسدي والرقصات التي وظفت توظيفاً كاملاً بما يخدم نقل مضمون الحكاية إلى الجمهور والتي تعمد اختيارها المخرج لقربها من الواقع المعاش وخاصة فيما يتعلق بسرقة الآثار ومسألة الخلود التي يبحث عنها كل إنسان بطريقته الخاصة. وقد زاد من جمالية العرض اختيار موسيقى خاصة به من تأليف أحمد قشقارة والتي نقلت المشاهدين للعيش في حالة اسطورية ما جعل منه عرضاً لافتاً ومميزاً. /سوناتا الجنون/.. مونودراما بعيدة عن الدراما قدمت فرقة شتاءات المسرحية -مديرية الثقافة بالحسكة- مونودراما بعنوان «سوناتا الجنون» النص لجواد الأسدي، إعداد وإخراج اسماعيل خلف. قدم العمل امرأة تمثل نموذجاً من النماذج الكثيرة للنساء المسحوقات المستعبدات، ويمكن قراءته في بعد اجتماعي بحت يقدم امرأة تبقى في النهاية قطباً واحداً ومهما قدم له من تعاون ونال من الرضا الشيء الكثير ستبقى قطباً واحداً وبمرتبة ضعيفة.‏

يقول الناقد المسرحي جوان جان فيه «بأن النص يخلو من أي ملمح يتصل بالدراما، فبدلاً من أن يبنى النص المونودرامي بشكل تراكمي كان هنا أفقياً ليفتقد بذلك إلى الصدق الفني.. لكن المخرج خلف اختار ممثلة قادرة على التواصل مع الجمهور من خلال حركاتها التعبيرية. /الساعة الثامنة صباحاً/.. عرض متكامل قدمت فرقة عمال منطقة الجزيرة مسرحية بعنوان /الساعة الثامنة صباحاً/ من تأليف الكسندر غلمان، إعداد وإخراج وليد العمر. كان العرض تجربة من تجارب عديدة تناولت النص الأصلي لغلمان، إلا أنه كان قراءة جديدة وواعية لهذا النص فكان نصاً نظيفاً ومشغولاً بأناقة وشفافية يطرح العمل مسألة السلطة والمال ويكشف الفساد الإداري لشخصيات لها مناصب، هدفها الوحيد الوصول للسلطة مهما كانت الوسيلة حتى ولو كانت بدهس الطبقات الدُنيا، وكان العرض هنا بمثابة مرآة على المجتمع المعاصر بتناقضاته وأخطائه وتجربة مهمة ومتكاملة من حيث الأداء القوي والمنسجم بين الممثلين وبين الإخراج المتميز. الفرجة الشعبية في /عمال 0102/ قدمت فرقة اتحاد عمال حماة في اليوم الخامس للمهرجان عرضاً مسرحياً بعنوان /عمال 0102/ من تأليف وإخراج عبد الكريم حلاق. ينتمي النص إلى المسرح الشعبي الجماهيري والكوميدي، آثار فيه المخرج شخصيات قريبة من الجمهور من حيث اللغة والأداء، كما اختار عدة أساليب لإيصال فكرة العمل فكان المضمون واقعياً والديكور شرطياً واللغة عامية إلى جانب استخدام الموال والأغنية البسيطة بما يخدم المعنى. يطرح العمل مسألة الخصخصة واستثمار القطاع العام من قبل الخاص وما يترتب على ذلك من الاستغناء عن العديد من الأيدي العاملة وازدياد البطالة التي نحارب لإنقاصها والحد منها. ويرى الفنان زيناتي قدسية أن المخرج نجح بالتقاط الجمهور وإسعاده فحقق نتيجة لطيفة لمعادلة الفكر والمتعة فكان عرضاً محترفاً مرضياً للجمهور. /وحشة/ عرض إنساني بامتياز قدمت فرقة اتحاد شبيبة الثورة بدمشق العرض الختامي للمهرجان تحت عنوان «وحشة» للكاتب انطوان تشيخوف، اعداد زهير بقاعي وإخراج رائد مشرف سلط العمل الضوء على نقاط الضعف الإنساني وحالات الهشاشة التي يعيشها الفرد والتي تدفعه أحياناً إلى ترك جانب مهم في حياته مقابل السعي لأشياء كثيرة ضئيلة. الناقد المسرحي. ماهر خولي يؤكد أن هذا العرض يعيد الإنسان إلى حالاته الأولى الطبيعية والإنسانية بامتياز، قام المخرج بتجسيد طروحاته الفكرية بنجاح من خلال شخصيات معاشة وواقعية. على هامش المهرجان.. قدمت فرقة الزهور المسرحية في سلمية على هامش المهرجان مسرحية «اسو..هيروسترات» من تأليف الكاتب البلغاري غريغوري غورين واخراج مولود داؤد. يقدم العمل مقولة متداولة وهي الصراع مابين القانون الإنساني والبدائي، وهنا ينتصر القانون الإنساني، كما يطرح مسألة الخلود وكيفية تعاطي كل إنسان معها بالطريقة التي يختارها. تكريم الفنانة جيانا عيد كرمت إدارة مهرجان حماة المسرحي في حفل ختام فعالياته السابعة عشرة الفنانة جيانا عيد تقديراً لمسيرتها الفنية الطويلة سواء على صعيد المسرح أو التلفزيون. وفيه تقول الفنانة: سعدت بهذا التكيرم وبدوري أهديه الى كل مبدعي سورية الذين يحترمون رسالتهم الفنية وجمهورهم».‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية