|
المغنية نجاة سليمان: المدرسة الرحبانية تملك أسلوبا متوازناً ما بين الشرق والغرب ملحق ثقافي في هذه الحفلة قام الموسيقي حسان طه بإعداد مجموعة من الأغاني الرحبانية لآلتي القانون و التشيلو مع آلات الإيقاع، حيث قام بالعزف على آلة القانون العازف توفيق ميرخان وعلى آلة التشيلو محمد نامق، و على آلات الإيقاع العازف سيمون مريش. الملحق الثقافي لجريدة الثورة استضاف الفنانة نجاة سليمان، و كان هذا الحديث: حفلات وتجارب متعددة > هل تحدِّثينا عن أيام الدراسة، تجربتك الغنائية و المهرجانات التي شاركت بها؟ >> أنا خريجة المعهد العالي للموسيقى بدمشق لعام 1999، حيث درست الغناء الأوبرالي. شاركت في معظم الحفلات التي قدمها كورال المعهد العالي كمغنية ضمن كتلة السوبرانو. أول تجربة لي, كمغنية سولو في الغناء العربي كانت مع الفرقة العربية التابعة للمعهد العالي للموسيقى،وذلك ضمن العديد من الحفلات. في الواقع كانت مشاركتي في العمل المسرحي السوري الهولندي المشترك (عابدات باخوس) للمؤلف السوري نوري أسكندر فرصة للغناء في مسارح أوروبية و ضمن مهرجانات أوروبية مهمة. كما شاركت في الدنمارك بعدد من الحفلات،احداها كانت مشاركتي مع فرقة (بريث)الدنماركية في احدى حفلاتهم. الأسلوب المتوازن بين االشرق والغرب > لماذا هذا الاهتمام الكبير بالمدرسة الرحبانية ؟ >> في الحقيقة هذا الاهتمام و الارتباط فيه حالة واعية بعيدة عن الدوران في فلك الآخرين و التشبه بهم. أنا اعتبر أن المدرسة الرحبانية تملك أسلوبا متوازناً ما بين الشرق و الغرب و البعيد عن الطرب و التطريب من حيث طريقة الكتابة الشعرية إلى طريقة بناء الجملة الموسيقية و أسلوب توزيعها الموسيقي الذي هو أشبه بحالة انطباعية, و أسلوب الغناء أقرب ما يكون إلى الترتيل. هذه الطريقة الرحبانية في المعالجة هي التي أجدها مناسبة لصوتي و مناسبة لآلية تفكري الموسيقي الغنائي. > هل حاولت أن تغني من التراث السوري؟ لقد غنيت معظم أشكال الغناء العربي مثل الأغاني الفلكلورية البسيطة التركيب, إلى الموشحات و القصائد, سواء كغناء إفرادي أ و كغناء جماعي ضمن كورال. التراث أو الفن الفلكلوري بشكله العام هو خلا صات لثقافة شعب ما وحامل لخصوصياته التي تميزه عن الشعوب الأخرى, من هنا أجد أن التراث السوري غني و متنوع, له خصوصية في تركيب جمله الموسيقية ذات النفس القصير. و ما أنتجه أبو خليل القباني من أغاني شامية الطابع و موشحات، خير مثال على ذلك. من الناحية الأكاديمية كل محاولات العمل على هذا الموروث من إضافات أو توزيع آلي موضوع بشكل قسري أجدها غير حكيمة، أنا أٌفضل النسج على منوال الموسيقى التراثية و الفلكلورية و موسيقيين من أمثال الموسيقي الأسباني (مانويل دي فايا) وغيره هي خير دليل، لتوضيح ما أعني. محاربة طواحين الهواء > ألا تفكرين بأغاني مخصصة لك ؟ >> حقيقة العمل على خلق أغانٍ خاصة ليس بالقضية السهلة ضمن هذا الظرف المأزوم ثقافياً, والذي يصبح فيه العمل في الفن كمشروع جاد ضرباً من الدونكيشوتية و محاربة طواحين الهواء. الأزمة تكمن بالكلمة أولاً، ثم بالمعالجة الموسيقية و الأسلوب. من أكثر من خمسة سنوات و بالتحديد منذ لقائي ب حسان طه الذي يعمل بالتأليف الموسيقي و مشروعه بعيداً نوعاً ما عن أن يكون ملحن أغانٍ. فكرنا سوياً كموسيقيين أكاديميين بخلق شيء خاص, لكن دائماً كنا نؤجل لعدم الوصول لحل ما. طبعاً في رأي حسان طه الغناء العربي وصل لطريق مسدود و لابد من خلق بدائل لكن حتماً هذه البدائل هي ليست التطعيم مع موسيقات أخرى أو الاعتماد فقط على الارتجال كما في موسيقى الجاز و أسلوب السكات(Scat). في رأيي القضية تحتاج لعمل مستمر وجاد, إضافة إلي ممولين مثقفين نوعاً ما, ليست غايتهم فقط هي الربح من خلال نشر التافه و بالتالي تتفيه الذوق العام. السائد هزيل > ما رأيك بالأغنية العربية السائدة ( الشبابية، فيديو كليب................. ) ؟ >> الأغنية العربية السائدة الآن تعاني أزمات كبيرة وهي أغنية هزيلة بكلماتها وبالمواضيع التي تعالجها و بالمعالجة الموسيقية القائمة عليها. و مهما تم التبرير لهذه الرداءة بعناوين مثل أغنية شبابية و أغنية خفيفة تناسب روح العصر فأن هذه الصفات لا تحول دون كونها أغنية هابطة و تُظهر الكائن العربي و كأنه كائن معطوب. و إني عندما أراقب الفيديو كليبات التي تقدمها الفضائيات العربية مع هذا الكم من الإباحية و الرخص في التعامل مع جسد الأنثى, أتساءل إلى متى سيحتمل الكائن العربي هذه الصفاقة؟! . إلى أين تسير شركات الإنتاج المتخلفة في ذوق هذا الكائن و التي لا تحمل أي هم فني أو ثقافي.
|