أهطلي عليّ من بروجك العالية نيازكَ دهشة
وأمطريني بألوان الفراشاتِ المُعتّقة بسحرِ الضياء
كانت راكعةً إلى جانبي..
تحضن راحتيّ بوجيب رُموشها الحائرة
وتُهدينا "أنا وقلبي" ذلك الصفاء المُبحر سُكوناً بين بياض العينين، وشطآن الجُفون
- أَتُحِبُني..؟
لستُ أدري كم استغرقت رحلةُ الحُروفِ وُصولاً إلى مَسامعي.!
أصغيت واجماً.. حائراً..!
أحقاً وصلني منكِ ذلك السؤال.؟
أم أنها دوائر وهم غيورةٍ ترصدنا..؟
هل ذلك الذي لمسني سوط السؤال.؟
أم نزيفُ دمعةٍ انسكبت على ركبتيّ، فأحرقت مسامات الشجن فيَّ.؟
أيتها العصافير المحلّقة تعباً حول برج شقوتي
المجنّحة بقيود لحظة تمنيتها لو تستغرقني الدهر كله وأنا بين رحلات الحب والدهشة في عينيها.
أيتها القطرات السائبة من علياء نشوةٍ ما طرقت يوماً حشاشة كبدي بذات العنف كما الآن.
من منّا يُعلن الجواب.؟
- أتحبني..؟
في تلك اللحظة المعبأة بهمسِ الحيرة
تسلّلت من عينيّ قطرات دافئات، التحمت بدهشة السؤال
مفردات كثيرة فرّت من فرجة صغيرةٍ محشورة بترف بين شفتيها.. وراحتيّ.. وكومة دموع.
التحمت مع النيازك الهاطلة..
وتلوّنت بأجنحة الفراشات..
وكتبت بحروف من نور كلمات على مَدى القوس القُزحيّ
ـ رباه كَم أُحبُكِ..!؟
(2)
عندما سَحَب ثوبك الكستنائي آخر أزرارِهِ عن شاشةِ رؤياي.
وغابَ بكِ وراء جدارٍ من صَمت.
تسلّلت قطرةُ ماءٍ من سواقٍ باهتةٍ مركونةٍ في عَتمة الحُزن،
وَرَسَمت رُكامَ غيمةٍ أسرَجت على متْنها حُلمي وصَبوَتي، وَذَوّبت سُكّر حبيبتي على صَهوتها، وطارت بهم بعيداً.. بعيداً..
لحظتها.! تدفّقت من فُرجاتِ الفَقد المَفجوع رَوائحَ زَيزفون، لوّنت روحي بِماءٍ استَجدى من أديمِ الشِريانِ النازفِ لونَ البنفسج، فأثرى فيَّ نَبضَ الحياة.
كان الوقتُ يركبُ ظهرَ سُلحفاةٍ كَسولة، قيّدني برعشة أملٍ حالمَةٍ.
فألقيتُ مَراسيَّ في مينائِها، وأقمتُ خيمةً بلا أعمدة..
سأسكنُ في مِحرابها منذ الآن أرقب الأفق..
وأقترفُ انتظارَ ثوبٍ كستنائي، يخرجُ من وراء جدارِ الصَمت.S