قصـــتان
ملحق ثقافي الثلاثاء 3 /1/2006 ضياء قصبجي قصةرقم-1 كان رواد مقهى الكهف يمارسون طقوس حريتهم من خلال ندائهم النادل وطلبهم منه مايرغبون.. ولا يتورعون أن يقذفوه بالشتائم والإهانات، التي تؤلمه كثيراً ثم تستقر مع ما يختزن في ذاته من قهر وعذاب.
ذات يوم.. حين كان الرجال منهمكين بثرثرة مجدية وغير مجدية، وإذا بالنادل يدفع الباب الزجاجي الشفاف ويدخل شاهراً إبريقاً زجاجياً مهشماً راح يهدد به روّاد المقهى بأن يطيعوه، ويأخذوا ما يقدمه لهم دون نقاش، وأن يقسموا على ذلك. دهش الجميع، ومن خلال خوفهم ودهشتهم أقسموا اليمين، مستسلمين. في اليوم التالي كان النادل يقدم لكل زبون نقيض ما يشتهيه متعمداً أن يغرف الأحمر من كرامته الجريحة ويقذفهم به. كانوا يتضايقون كثيراً... إلا أنهم في نهاية الأمر اعتادوا على إلغاء حريتهم وشهواتهم. قصة رقم-2 كنت أقود سيارتي بسرعة، لأجلس مع صديقتي في مكان يطل على النوافير وأشجار الميلاد المتلألئة لنستقبل العام الجديد. كنت سعيدة، وإذا بسيارة من الخلف تأتي مثل الوجع المفاجىء وتضرب خلفية سيارتي بقوة رهيبة فتهشم نصفها الخلفي، فقدت الوعي زمناً وحين أفقت من غيبوبتي وجدت نفسي في المستشفى، وهناك سمعت صوت وليد... نسيت ألمي، قلت في نفسي بفرح: هذا الوليد يحب الحياة مثلي... هو خرج من رحم أمه وأنا خرجت من عباءة الموت.
|