وزوجته الطبيبة السورية (نوال زهرة) بالوطن الأم. حوارنا الذي حظينا بشرف اغتنامه كشف ملامح أنموذجٍ مُشرف للمواطن السوري الذي يجتهد لنقل الصورة الحقيقية عن العرب والاسلام الى الغرب، وبتواضعه الكبير ألمح الى أنه واحد من مئات بل آلاف العرب والسوريين في بلاد الاغتراب الذين عاشت سورية في قلوبهم وأفعالهم أبيّة شامخة.. وستظل أبدا. الجدير ذكره أن الدكتور خرنوب سخر جهده عبر دراسات طويلة ومتعمقة لاكتشاف الأصل الهنغاري للأشكيناز (اليهود الأوروبيين) واستحق عليه التهئنة الخطية من قبل السفير الفاتيكاني السابق لدى إسبانيا (لايوس كادا) مبرهناً وبشكل قاطع أن الحضارة العربية في الاندلس كان لها الفضل في احتضان أول حوار تاريخي مع اتفاق 12/6/659 ميلادي بين (الاسلام والمسيحية واليهودية) وفيه أقرّ الخليفة السوري (عبد الرحمن الناصر) الحماية مع الامتيازات للقيادة الهنغارية التي أنهزمت عسكرياً قبل هذا الاتفاق بعدة أشهر وقد أطلعني الدكتور خرنوب على صورة تاريخية لهذا الاجتماع يظهر فيه السفير الذي يسلم موافقة الملك المسيحي (أوتو الجرماني) للخليفة عبد الرحمن الناصر، ومعهم السيفاردي (اليهودي) حسداي بين شابروط على هذا الاتفاق من ضمن بنود مع جرمانا في مدينة الزهراء. وحول هذا الموضوع يقول الدكتور خرنوب.. لقد برهنا من خلال الدراسات التاريخية أن الحضارة العربية والاسلامية- الانسانية البناءة عمت العالم بالخيروالسلام.. < وماذا عن اكتشاف الأصل الهنغاري للأشكيناز؟..وماهو الدافع لديك لهذاالاكتشاف..؟ << إن مواجهة العدو تتطلب معرفته جيداً ومن هذا المنطلق كان لابد من التوضيح بأن الصهيونية.. واليهود الأوروبين الذين يسمون أنفسهم (أشكينازين) وهي تسمية موجود ة في سفر التكوين وتدل على أنهم منحدرون من الابن الكبير لنوح(سام) أنهم ليسوا ساميين إطلاقاً. وأي مثقف في العالم من المفترض أن يعرف هذه الحقيقة وقد نشرت الكثير من الأبحاث عن الأشكيناز واليهود مستنداً الى ما جاء في كتاب (القبيلة الثالثة عشر) للصحفي المشهور في لندن (آرتو ركو ستلتر) وهو هنغاري الأصل بريطاني الجنسية.. وفي عنوان الكتاب وحده استهزاء بما ينادون به من أصل سامي.. ذلك أن أولاد يعقوب عددهم (21) ابناً، وهذا تأكيد لغياب الأصل السامي لديهم، علماً بأنه ليس لديهم وثيقة تاريخية تدحض ما نقدمه من أبحاث حول هذا الموضوع.. وبمزيد من التوضيح يقول الدكتور خرنوب إنه في عام (6791) صدر كتاب الصحفي الشهير وفيه ان الخزريين (من خزاريا) لهم دور أساسي في تكوين اليهود الأوروبين، وهذا يعني أنهم غير منحدرين من سلالة الأنبياء، وفق شواهد ووثائق تاريخية أوردها الكتاب. والجدير ذكره أن هذا الصحفي أعلن نبأ انتحاره في آذار (3891) فجأة مع زوجته في باريس، وذلك بعد سبع سنوات من إصداره للكتاب.. وقيل حينها إنه انتحر بسبب رجفان في إحدى يديه، فلماذا انتحرت زوجته أيضاً؟! وأضاف.. نحن نسعى للسلام العادل والشامل.. ولايصال الصورة الحقيقية عن العرب والمسلمين.. أما اكتشافه للأصل الهنغاري للأشكيناز (اليهود الأوروبين) فهو بمثابة انهيار خط بارليف بالنسبة له. الأرجنتين انموذج عالمي للعيش المشترك < ماهي الرسالة التي تجسدها كمواطن عربي سوري في حياتك اليومية بالارجنتين؟ << ان أُحرض مع كل الجاليات العربية الملتزمة بقضايا الوطن الأرجنتين للقناعة بضرورة تحقيق السلام العادل في الشرق الأوسط.. ونسعى للتعريف بجوهر الاسلام وتعاليمه السمحة ودوره في بناء الحضارة في العالم أجمع.. واذكر أنه ولأول مرة في تاريخ هذه البلد وبنتيجة الجهود المبذولة لتصحيح صورة الاسلام في عيون الغرب تم تعديل تسمية لجنة الحوار مابين المعتقدات الدينية التي كانت تقتصر على (الحوار مع اليهود وغيرها من الاديان) الى تسمية (الحوار مع اليهود والاسلام وغيرها من الاديان) وذلك بجهود الكنيسة الكاثوليكية في الارجنتين .. حيث تم توقيع تصريح مشترك بين عدد من الطوائف من أجل السلام.. علماً بأن الارجنتين أعلن مؤخراً أنه انموذج عالمي للعيش المشترك. كما أننا نعمل على إقامة محاضرات وندوات متواترة لتسليط الضوء على الاساءات العالمية التي تنال من العرب والاسلام والضغوطات ، والدمار والضحايا في العراق وفلسطين.. ولماذا تصمد المقاومة.. وهناك العشرات من الأرجنتيين يدخلون الاسلام بعد التعمق في مضمونه.. وما يحمله للإنسانية من نور وسلام وبناء.. وذلك نتيجة البصمة الايجابية التي يعززها المركز الاسلامي في الارجنتين. < أخيراً ماهي انطباعاتك عن حلب.. واحتفاليتها وماهي الصورة التي ستنقلها معك عن سورية حالياً؟ <<حلب سيكون لها نصيبٌ وافر من أعمالنا المستقبلية من حيث التعريف بتاريخها العريق وحضارتها والعيش المشترك فيها..وأنا اتقدم بالشكر لكل القائمين على هذه الاحتفالية بدءاً من السيد الرئىس بشار الأسد وللمسؤولين والمواطنين المتعاونين في إنجاح هذه المناسبة والشكر الخاص للأستاذ (محمد قجة) رئيس جمعية العاديات على دعوته لنا للاطلاع على الدلائل المرئية لعراقة الشهباء.. أما سورية فهي الأمل الأكبر للعروبة والاسلام وللانسانية جمعاء.. تلك ومضات من مسيرة حافلة لابنٍ بار لم يزر سورية إلا مرتين فقط.. لكنه ومن خلال تمسكه بجذوره كان انموذجاً لوفاء الأبناء للأرض والشعب والتاريخ.. ت: هايك أورفيليان‏