تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


إيقاعات تشكيلية

ملحق ثقافي
18/4/2006
عمـــــار حســــــن

لطالما عودتنا صالة السيد باحتفالاتها التشكيلية على إيقاع النوع وامتدادات الدهشة المتناثرة كزهر اللوز. لكن موسيقى العرض هذه المرة, افتقدت إلى عزف بعض الفنانين الحقيقي, ذاك العزف المنبعث من حلم الأصابع, وجنوح الخيال.

وان أتى اللحن بمجوعه جميلا, إلا إننا ننتظر من هذه الصالة العريقة الأجمل! غادة دهني: تترك عوالم زهورها, لتشعل اللوحة بإنكسارات الأحمر المتوهج على المدى. امرأة بعنقها الطويل تخرج من حرائق اللون, متحدية الألم بكبرياء. وبامتداد أخر لإنكسارتها ثمة وجه أخر لامرأة يظهر خلفها ليحد من الفراغ! وكأن المرأة لا تجد من يساندها سوى ذاتها!‏

رغم كل الدفء الذي تحتويه وتحتاجه! دفء اللون باللوحة لا يقابله صدى للون بارد! ما يترك اللوحة صرخة تترد حتى التلاشي. اللوحة دفقة انفعالية ما أن فرغتها دهني حتى صحت! فنثرت بعض زهرات الياسمين كأمل عصي على الاحتراق. أسعد فرزات: يبدو أن عشتار في لوحته قد أنسنت جلجامش! فغدا الثور"الرجل" معترفا بجمال المرأة, تاركا لها صدر اللوحة برموزها وألونها, بعد تمرد وتعال! فرزات يحن إلى البيت, فيشرع نافذته لدخوله عوالم المرأة بشيء من التوجس. اللوحة بعناصرها السمكة والثور والمثلثات والدوائر كاستعارات أسطورية على فضاء من الألوان الترابية,‏

تحكي قصة صراع الإنسان الذي ينتهي في لوحته لصالح المرأة هذه المرة! ريما سلمون: لا تزال ترسم بأسلوب نحتي, معتمدة الخط القوي والكتلة المتماسكة. مستعيضة عن فضاء العمل ببروز الشكل على كامل اللوحة, لتؤكد انزياحها الكامل للمرأة الأم كمرجع عاطفي, أو لذاتها كملاذ, متفقة بذلك مع دهني في طرحها! سلمون تفتقد إلى التضاد اللوني في لوحتها فتلجأ إلى إضافات من الورق الذهبي على الوجه المستغرق بحالة الأمان. مجدي الحكمية: يكشف عن روحه فيتجلى الأخضر بشفافية, خارجا من تناقضات الواقع أو الذات في صراعها الداخلي أو الخارجي. وربما المرأة جزء من هذا الصراع الجميل؟!‏

حكمية يغامر بخروجه الأخضر إلى فضاء اللوحة كلون صعب, وان كان في خروجه تفريغ انفعالي إلا انه هادىء بالقياس لحدة الضغط المتجسد باللون البنفسجي! الواسع الامتداد على مساحة اللوحة. حكمية يوازن بين كتل اللون المتماهية إلا انه يفتقد إلى الحركة والخطوط فتغيب وكأنه يتقصد الصمت كتعبير ابلغ؟! في لوحتيه جنوح إلى الحب, لكنه الحب الذي يبقى في دائرة القيد. لجينة الأصيل: تشعل قنديلها على فضاء العمل, وتفتح نوافذ قلبها للحب, فترتدي ثوبها الأحمر, كاشفا عن بعض روعتها مترقبة بفرح وقلق حضور لحظة العناق! لجينة تؤكد على أصابعها القلقة فتزيد من حدة خطوطها وحركتها, ما يوحي بحيوية الانفعال, الذي أمسكت به كفعل أنثوي يفضح نزق الانتظار! عبد الكريم مجدل بيك: السمكة الطائرة أو السمكة الملاك, تسبح في لوحة مجدل بيك, بكثير من الشغف والجمال, تغوص في الأزرق وكأنه الحلم! فيتحرك على إيقاع البهجة التي يستشعرها, فينثر اللون الأصفر والأحمر على الأسماك ليخلق الهارموني اللوني المطلوب. بيك.. وان كان قد قدم عملا متكاملا, إلا أن السؤال يبقى مشروعا لما السمكات الثلاث يتحركن بنفس الاتجاه؟! آية خير: تحاول آية أن تبتعد بأسلوبها عن فاتح المدرس فتقدم محاولتين, تضيف في الأولى بعض اللون البعيدة عن المدرس. وفي الثانية تقدم بورترية توفق بمحاولتها وان أتى العمل مفتقدا جماليات المعالجة اللونية وعفويتها, إلا أن الخطوط حافظت على حرارة الانفعال, ما يكشف عن قدرة آية على تقديم جديد يخصها ويحمل توثبات عفويتها وجمالها. خلود السباعي: تقدم عملين أحدهما ينتمي إلى أسلوبها المعروف, البيوت والحارات ذات الحمولات الكثيرة, المنحاز إلى أسلوبية احد الفنانين! والأخر جاء نقلة جديدة وان كانت حافظت على ذات المحتوى ولكن بتخفيف للعناصر الكثيرة, حتى حدود تعرية فضاء العمل الذي بقي "لونا" أبيضا إلا من بعض رذاذ الرمادي العشوائي! سارة شما: الرجل في مربع الضوء والاهتمام, هذا المربع المشكلة. المشكلة في الانفعال, واتجاهه! وفي الأسلوب واتجاهه! سارة تتكرر, فهل تكسر المربع أم الرجل!؟ عتاب حريب: يأتي عملها الأول كولاجاً عن حلب فتلصق العديد من الصور لفناني حلب إلى جانب الزخارف الإسلامية والخطوط العربية. يأتي العمل الثاني لحارة منفذة باللون المائي غنائيا يكشف جمال الحارة القديمة, لكن الكولاج ثانية يتوج سماء العمل ما يضعف إخراجه النهائي كعمل ذي وحدة في الأسلوب. رياض الشعار: بصيغة الحلم, المرأة تتصدر لوحته وثوبها الأحمر الممتد في اللون, يوحي بحضورها العميق والجميل على ساحة الشعور. تميل اللوحة بمجلها إلى المعالجة اللونية المتداخلة المنصهرة حتى تتداخل حدود اللون و كأنه يتذكر حلم. النحت يتفوق على التشكيل أحمد الشيخ: يقدم الشيخ عمله "دون كيشوت" على حصانه باعتداد وكبرياء برمحه الطويل, كنبيل وفارس, يرفض الاعتراف بالهزيمة. لكن فرسه ذا القوائم الطويلة الضامر الصدر يفضح قدرته على التحدي وإن كان يرفض ثانية الاعتراف بذلك! وربما الإسقاط هنا على الإنسان العربي المهزوم الذي تمنعه كبرياؤه من الاعتراف!s العمل الثاني لرجل قوي يجلس على كرسي طويل القوائم وكأنه الفيلسوف الذي يراقب العالم من فوق, حتى لتشعر انك أمام رجل معزول لتفرده بهذه العلياء الفكرية. العملان يميزهما الملمس التعبيري النافر للكتلة المتوازن في إطار الفراغ.. رامي وقاف: الجمال في الحركة, والحركة جملية لحظة غناء الجسد الأنثوي. وقاف, يرى الجمال في الكل, لكنه يجسده في الجزء حركة يد أو قدم, أو ثوبا يتطاير في الهواء.. يرى فيه امتداد للرغبة والحلم, وإيقاع الموسيقى, المتردد الصدى في أعماله المشغولة من خامة النحاس والذي يكاد يكون من خامة القلب! غزوان علاف: يدخل المعادلة الصعبة بتوليفاته النحتية ما بين الخشب وحساسيته والنحاس. حتى يتحولان معا إلى غنائية تعبيرية, تسجل حضوره الجمالي والتعبيري في آن. علاف يفكر كثيرا قبل البداية بعمله الذي يقودك بالضرورة إلى عوالم من التساؤل والدهشة. جميل قاشا: الإيقاع التصويري بأعماله وان كان يتنقل بين خامات الحجر ممتلكا أسرارها ومحولها إلى حالات جمالية تعبيرية أو وظيفية, كما في رأس الكوبرة حين تحول الرخام إلى قارورة عطر! إلا أن قاشا يقدم طرحه التعبيري معتمدا على البورترية الرخامية المادة وربما نراه يدخل النحاس إلى الحجر كتفصيلات جمالية أو مادة أساسية كما في الزهرة البرية, حيث تحول العمل إلى تركيبي من قطع حجرية تؤلف الأوراق وأغصان من النحاس! ويشارك في العرض كذلك كل من الفنانين أصحاب التجارب الإبداعية المعروفة: حيدر يازجي- علي السرميني- عبد الكريم الفرج- جورج ماهر- محمد غنوم- وليد الآغا- زهير حسيب- عبد السلام عبد الله- اسماعيل نصرة- علي حسين- نذير نصر الله- كورو- وفؤاد أبوعساف . يذكر أن المعرض سينتقل إلى فرنسا بعد انتهاء عرضه في سورية. synthiy@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية