مدرسو اليوم «دقة قديمة» مازالوا يسألونك عن طموحك للمستقبل ويطالبونك بموضوع تعبير عنه ..؟؟
بالتأكيد لا يتابعون نشرات الأخبار
أنا لم يعد طموحي أن أصير دكتوراً !
صار طموحنا , ندخن قبل أن نموت»
سمعته ولم أستطع أن أدر له أذني الطرشى , وبالتأكيد لم أعاقبه على أمنية لمجرد المفاخرة , ولم أعطه درسا عن سيئات التدخين وعن القانون 49, لأنني وبحرقة قلب أم , وغصة مواطن سوري , شعرت أنه اختصر معاناة الأزمة وصرخ بأعلى صوتنا المبحوح :
أنا طموحي أن أعيش..
أعيش مراهقتي ..
أعيش الغد دون مفردات مثل عزاء , نزوح , اشتباكات ..
طموحي روزنامة كاملة بيوم الجمعة , وطقوس مثل السيران والملاهي وزيارة بيت ستي .
طموحي أن لا أبكي عائلة صديقي , ولا خالي وابن عمي , طموحي أن لا يصير اسمي يتيماً أو فقيداً أو شهيداً طموح صار يكررنا لنصير وجوها تشبه بعضها .
مابين عاجل اخباري واشتباكات على الطريق , تسير قيد أمل مستعينا بالله وبالأولياء الصالحين , مابين تفجير يهز الشارع القريب لبيتك ومدرسة أطفالك , واحتمالية «هاون» تسقط , تأخذك الظنون وتشد أذنك , وترمي بأفكارك بين أبجد هوز موبايلك «تشيكه » رقما رقما كحائر يقطف أوراق وردة :
هذا قريب من منطقة التفجير, والآخر داخل نطاق تغطية القصف , وفلان مات – الله يرحمه – ومازال رقمه قيد فهرس ومكالماته وارد البريد.
طموحنا بات قيد خارطة طريق تنجيك , لتصير كلما عدت من دوامك أو من عيادة الطبيب استقبلوك بحمد على سلامتك وكلما خرجت صباحا كان عطرك البخور وقراءة المعوذات لتحميك وتنسيك زحمة الطريق ..
في زمن الأزمة صارت السلامة طموحاً , والموت لم يعد يخيفنا , لكن احتماليته وانتظاره ارهقنا واستهلك وردي وجوهنا,.
ياوطني الموجوع مني