تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


طموح « مولدن »

عين المجتمع
الخميس 22-11-2012
وصال سلوم

«ابني » يهاتف زميله :

مدرسو اليوم «دقة قديمة» مازالوا يسألونك عن طموحك للمستقبل ويطالبونك بموضوع تعبير عنه ..؟؟‏

بالتأكيد لا يتابعون نشرات الأخبار‏

أنا لم يعد طموحي أن أصير دكتوراً !‏

صار طموحنا , ندخن قبل أن نموت»‏

سمعته ولم أستطع أن أدر له أذني الطرشى , وبالتأكيد لم أعاقبه على أمنية لمجرد المفاخرة , ولم أعطه درسا عن سيئات التدخين وعن القانون 49, لأنني وبحرقة قلب أم , وغصة مواطن سوري , شعرت أنه اختصر معاناة الأزمة وصرخ بأعلى صوتنا المبحوح :‏

أنا طموحي أن أعيش..‏

أعيش مراهقتي ..‏

أعيش الغد دون مفردات مثل عزاء , نزوح , اشتباكات ..‏

طموحي روزنامة كاملة بيوم الجمعة , وطقوس مثل السيران والملاهي وزيارة بيت ستي .‏

طموحي أن لا أبكي عائلة صديقي , ولا خالي وابن عمي , طموحي أن لا يصير اسمي يتيماً أو فقيداً أو شهيداً طموح صار يكررنا لنصير وجوها تشبه بعضها .‏

مابين عاجل اخباري واشتباكات على الطريق , تسير قيد أمل مستعينا بالله وبالأولياء الصالحين , مابين تفجير يهز الشارع القريب لبيتك ومدرسة أطفالك , واحتمالية «هاون» تسقط , تأخذك الظنون وتشد أذنك , وترمي بأفكارك بين أبجد هوز موبايلك «تشيكه » رقما رقما كحائر يقطف أوراق وردة :‏

هذا قريب من منطقة التفجير, والآخر داخل نطاق تغطية القصف , وفلان مات – الله يرحمه – ومازال رقمه قيد فهرس ومكالماته وارد البريد.‏

طموحنا بات قيد خارطة طريق تنجيك , لتصير كلما عدت من دوامك أو من عيادة الطبيب استقبلوك بحمد على سلامتك وكلما خرجت صباحا كان عطرك البخور وقراءة المعوذات لتحميك وتنسيك زحمة الطريق ..‏

في زمن الأزمة صارت السلامة طموحاً , والموت لم يعد يخيفنا , لكن احتماليته وانتظاره ارهقنا واستهلك وردي وجوهنا,.‏

ياوطني الموجوع مني‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية