تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تفعيل المناهج ..بالنشاط الصفي وتعاون الأسرة والمدرسة

مجتمع
الخميس 22-11-2012
رويدة سليمان

في تشخيص للواقع التعليمي المدرسي نرى أنه:

- مازال أغلبية طلابنا يعانون من صعوبة في بعض المواد ولا سيما الرياضيات واللغة الإنكليزية والفرنسية‏

- أجمل أيام الأسبوع هما الجمعة والسبت؟!‏

- بالرغم من أن حصص الموسيقا والرياضة تعبر عن رقي حضارة الأمم إلا أن معظم مدارسنا تعتبرها ثانوية وهي تكملة نصاب لا أكثر.‏

- لا تتحقق أهداف التعليم دون مكتبة مدرسية متطورة، جاذبة اهتمام المعلمين والمتعلمين ملبية احتياجاتهم ، قادرة على إكساب مهارة البحث بما من شأنه تحقيق التكامل بينها وبين المناهج التعليمية، وأغلبية مدارسنا توجد فيها مكتبة ولكن لشرب المتة وللزيارات الميدانية.‏

تحديث المناهج.... خطوة علمية جادة‏

من الظلم القول بشكل مطلق إن السياسات الوطنية التربوية لم تبذل جهوداً لإصلاح الكفاءة الداخلية للنظام التعليمي ومحاولة تحسين نوعيتها، وتحقيق الترابط والتكامل والتوازن ما بين الكفاءة الداخلية والخارجية، وبرزت هذه الجهود في صدور عدة مراسيم تشريعية ساهمت في رسم مشهد التحديث والتطوير في ميدان العملية التربوية وكذلك صدرت عدة تعاميم وزارية واكبت هذه الثورة التحديثية.‏

محاولات عديدة لتحسين التعليم العام في سورية والحملة الأخيرة شملت التطوير والتحديث لعديد من الكتب المدرسية ومن ينظر بعمق في هذه المناهج يدرك جدية العمل والجهد الكبير لإعداد أجيال تواكب مستجدات المعرفة وتتفاعل مع متغيرات العصر.‏

تضمن كتاب التلميذ(العلوم) لمرحلة التعليم الأساسي، الصف السادس العديد من الأشكال والرسومات التوضيحية والصور والجداول الملونة، والتي تثير انتباه الطالب وتشوقه للمعرفة والفهم وهناك معلومات إثرائية معمقة، تحت عنوان هل تعلم وفي إطار أحمر مع كل درس تقريباً، فعلى سبيل المثال جاءت في الصفحة31 هل تعلم أن هناك أكثر من 60 نوعاً للبيوض الخبيثة الذي ينقل مرض الملايا إلى الإنسان وينتشر هذا المرض في إفريقيا إذ يصاب ما يقارب 500 مليون إفريقي سنوياً ويموت منهم مليون إلى مليوني مصاب ومثل هذه المعلومة كنا لا نصادفها إلا في كتب علمية متخصصة.‏

وهناك فصل خاص للحمل والولادة والإرضاع ورعاية الطفل وتنظيم الأسرة، مما يغير الاعتقاد السائد أن العائلة وتربية الأطفال حكر على الطالبات فقط بل تؤكد ضرورة وأهمية تربية الرجال لأولادهم، واجب أسري وضرورة حياتية وليس الأب مصدراً للسلطة والعقاب.‏

على هامش صفحة من درس تنظيم الأسرة فقرة(أضف إلى معلوماتك) ما يهدد الحياة على سطح الأرض هو التضخم السكاني(الزيادة العددية الكبيرة) الذي يستهلك الفائض من الإنتاج، مما يقف حائلاً دون الارتقاء بمستوى معيشة الأفراد.‏

أن يعرف طفلك وهو في مثل هذا العمر ماذا يعني التضخم السكاني وأثره على مستوى المعيشة. ويحاورك في المعلومة. وتترسخ في ذهنه قناعة وسلوك، فهذا يعني أن المناهج التعليمية تخطت تحصيل المعرفة فقط إلى نمو القدرة الذاتية لدى المتعلم على التعلم .‏

أما في كتاب(العربية لغتي) للصف الخامس الأساسي فقد جاء في الصفحة(28) وتحت عنوان يوميات: أكمل من مخيلتك كتابة يوميات أم عاملة وهذه الطريقة بمخاطبة التلميذ تحرض على التفكير(التحليل والتركيب والاستنتاج للوصول إلى إجابة استشرافية).‏

المعلم... المسؤول الأول‏

خلال لقائي مع أسر الطلاب كنت دائماً أتلقى شكوى حول صعوبة المناهج ومازالت أزمة التلقين والحفظ الببغائي رغم تحديث المناهج وأصبحت المعلومة لا تصل للطالب عبر المدرسة والمدرس بل أصبح الموضوع برمته يتعلق بالاجتهاد الشخصي والجهد الذي يمكن للأهل بذله في هذا الإطار.‏

تحديث المناهج، خطوة علمية جادة، أحد معالم تطوير العملية التربوية ولكنها لا تكفي وهي بحاجة إلى تفعيل وهذا يقع على عاتق المعلم الذي يعد حجر الزاوية وتطويره يجب أن يكون جزءاً أساسياً من العملية التطويرية والمعلم المبدع يجعل تلاميذه يفكرون بأنفسهم بدلاً من تزويدهم بحلول جاهزة للمشكلات المعروضة ويهتم بكيفية الحصول على المعلومات أكثر من اهتمامه باستقبالها وحفظها والوقوف عند وجهات النظر المتباينة للطالب( طريقة التفاعل الصفي).‏

هو المعلم... المثل والقدوة، نبراس على طريق الطلاب، يجعل المنهاج أكثر إمتاعاً وتشويقاً، دائماً نتحدث عن واجبه التعليمي وإخلاصه وتفانيه في عمله، وننسى دائماً الجانب الاقتصادي ودعم مكانته الاجتماعية والاقتصادية.‏

يعاني المعلم اليوم من التردي المستمر لمكانته الاجتماعية بالقياس إلى ما كانت عليه من تقدير مثالي في عقود سابقة ويعاني كذلك من ضعف الحوافز ويتم التعامل معه كأداة منفذة وليس كفعالية تعليمية- تعلمية مبدعة- كما يعاني من استنزاف يومي لقدراته وطاقاته وهذا يؤثر بشكل سلبي في كفاءته ونوعيتها فهو معرض للعقوبات وليس للمكافآت وهو بحكم تواضع دخله يضطر بعد نهاية دوامه إلى عمل إضافي في غير مهنته الأساسية أو العمل في الدروس الخصوصية الفردية أو الجماعية التي تستنزف طاقاته العقلية الذهنية وتدفعها إلى التآكل بقدر ما تنهك طاقته الجسدية.‏

من هنا نرى أن المعلم ليس لديه الوقت للتعلم المستمر وإغناء مهاراته أو بناء نفسه.‏

قال هارتمون فون: هناك بالتركيب معلمون جيدون ومعلمون سيئون وبالتأكيد إن هؤلاء جميعاً هم في حكم المعلمين الجيدين إذا امتلكوا الجرأة على إدانة أنفسهم ونقدها.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية