والحقل الحدودي الذي هو أصغر سعةً ويمتد عبر الحدود الفاصلة بين المياه الإقليمية لقطاع غزة المحررة والمياه الإقليمية لفلسطين المحتلة، ويحتوي هذان الحقلان كميات من الغاز أكثر من كافية لتلبية احتياجات الفلسطينيين على مدى السنوات الخمس عشرة المقبلة.
وجاء اكتشاف الغاز الطبيعي ضمن اتفاقية امتياز منحتها السلطة الفلسطينية إلى شركة الغاز البريطانية عقب نشوء السلطة ولكن بالاتفاق مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي، وأتى ذلك بعد أن كانت شركة (بريتش غاز) اكتشفت الغاز الطبيعي قبالة الشواطئ المحتلة وتوقيعها عقد امتياز مع الاحتلال.
وكانت الشركة البريطانية قد أخطرت السلطة الفلسطينية أن الغاز المكتشف في الحقلين قبالة شاطئ غزة يشير إلى وجود مكامن أخرى حبلى بكميات أكبر من الاحتياطي، وقدر حجم الاحتياطيات في الحقلين بتريليون قدم مكعب، في حين تعتقد شركة اتحاد المقاولين أن الاحتياطي يبلغ 1.4 تريليون قدم مكعب، وتقدر القيمة الكلية لاحتياطيات الغاز المكتشف عشرات المليارات من الدولارات.
ورغم مضي ثلاثة عشر عامًا على اكتشاف حقول الغاز قبالة شواطئ غزة إلا أنه لا تزال الجهود المبذولة لتطويرها متعثرةً إلى اليوم رغم الدعم الدولي الذي يحظى به المشروع، وفي الوقت نفسه يعاني قطاع غزة المحاصر من انقطاع التيار الكهربائي لفتراتٍ طويلة.
وتؤكد المعلومات الصادرة عن متخصصين في دوائر الكيان الصهيوني إلى اكتشاف حقل ضخم للغاز الطبيعي يقع على بعد 130 كلم قبالة مدينة حيفا ويقدر أنه يحوي 450 مليار متر مكعب، كما يقدر أن المواد الموجودة في المنطقة المحيطة بهذا الحقل تبلغ في مجموعها نحو 700 مليار متر مكعب، وحسب مركز المسح الجيولوجي الأميركي وهو هيئة حكومية أميركية تستكشف المنطقة منذ سنوات عدة وتبلغ مكامن الغاز الطبيعي في حوض ليفانتين نحو 3500 مليار متر مكعب، في حين تقدر احتياطيات البترول بنحو 1، 7 مليار برميل.
وتظهر الخريطة التي وضعها مركز المسح الجيولوجي الأميركي أن القسم الأكبر من احتياطيات الغاز 60٪ تكمن في المياه والأراضي التي تخص قطاع غزة.
وتبعاً للمعلومات الصادرة عن جهات عديدة فإن الفلسطينيين يملكون ثروات ضخمة لايستطيعون استغلالها نتيجة الاحتلال وخططه الإجرامية في نهب هذه الثروات، حيث دأبت (إسرائيل) على التنقيب في البحر المتوسط عن النفط والغاز قبالة شواطئ فلسطين المحتلة كلها وركزت على شواطئ غزة، وقد تمكنت من اكتشاف حقلين مهمين خلال السنوت الماضية في المياه الإقليمية، هما حقل (تامار للغاز) الذي يقع قبالة سواحل حيفا في البحر وتم اكتشافه في عام 2009 وتقدر سعة احتياطه بحوالي 5.3 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي يعتقد بأنها تكفي كيان الاحتلال لمدة 25 سنة مقبلة، وتم أيضاً اكتشاف حقل (لفيتان) قبالة الساحل اللبناني الفلسطيني ويحتوي على حوالي 3 مليارات برميل من النفط الخام وعلى حوالي 16 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي.
ويقول مراقبون ان إصرار الاحتلال الإسرائيلي على إبقاء قطاع غزة تحت مرمى نيرانها، وفي دائرة مراقبتها الأمنية ليس أمن مستوطناتها الجنوبية وحسب، ولكن الحفاظ على حقول النفط والغاز قبالة سواحل غزة.
من جهة أخرى يؤكد الخبراء بأنه يمكن للفلسطينيين الادعاء أمام محكمة العدل الدولية لنيل نصيبهم العادل من ثروتهم الغازية التي تستغلها وتسرقها (إسرائيل) من ساحل غزة ظلماً وعدواناً جهاراً نهاراً.