فمحللون رأوا أن الهدف من هذا الهجوم الهمجي هو التقليل من الكثافة السكانية المتزايدة في أهم مدن القطاع, خوفا من التمدد السكاني, أي القيام بعملية إبادة من جهة, ومن أجل تحقيق مطامعهم التوسعية من جهة أخرى. لذلك, لا بد من معرفة بعض أهم مدن القطاع من حيث الموقع الاستراتيجي وعدد سكان كل مدينة على حدة, لكي ندرك فعلا مدى بشاعة المجازر التي سيقوم بها الاحتلال بمساعدة البعض اليوم وغداً, ومن الجدير بالذكر أن معدل الكثافة السكانية في القطاع يبلغ 26400 مواطن/كم مربع، أما في مخيمات اللاجئين 55500 مواطن/كم مربع. ومن أهم التجمعات السكنية في القطاع:
غزة, وهي الأكثر استهدافاً, والتي تعد أكبر المدن الفلسطينية من حيث تعداد السكان وثاني أكبر مدينة بعد القدس من حيث المساحة حيث تبلغ مساحتها 128 كم2. كما أن عدد سكان المدينة وحدها بلغ 450 ألف نسمة وعدد سكان المحافظة إجمالا 850 ألف نسمة، وبهذا فإن غزة تعتبر أكبر تجمع للفلسطينيين، وهي تشكل نسبة 60% من اجمالي سكان قطاع غزة, حيث انها أهم المدن الفلسطينية, لأهمية موقعها الاستراتيجي والأهمية الاقتصادية والعمرانية, ووجود أغلب مقرات السلطة الوطنية الفلسطينية فيها.
أما مدينة رفح فهي في الجزء الجنوبي من القطاع وقد تم تقسيم المدينة إثر اتفاقيات كامب ديفيد إلى قسمين، رفح المصرية ورفح الفلسطينية. وتعتبر أكبر مدن القطاع على الحدود المصرية. وقد تغير اسمها من روبيهوا عند الفراعنة أو رافيهو عند الأشوريين الى الاسم الحالي.عرض مدينة رفح من البحر وحتى حدود خطوط الهدنة حوالي 12.5 كم ويبلغ طولها من العبور الي الطريق الفاصلة بينها وبين خان يونس حوالي 9.23 كم. أما أهم مخيماتها الشابورة والمخيم الغربي ويبنا وبدر. ومن أحيائها السلام والبرازيل والسلام والنصر. وفي جنوب المدينة معبر رفح, وهو شريان الحياة في القطاع وبوابته إلى العالم الخارجي, كما يبلغ تعداد سكانها 140 ألف نسمة, وهم قسمان, سكان رفح الاصليون, ولاجئون من الذين هاجروا أثر حرب 1948.
وإلى مدينة دير البلح التي تقع جنوب فلسطين على ساحل البحر المتوسط وتبعد عن القدس مسافة 90 كم وعن القاهرة مسافة 340كم, حيث تصل مساحة المدينة إلى نحو 27 كيلو متر مربع. ويعود أصل تسميتها إلى إقامة أول دير في فلسطين على أراضيها حيث أقامه القديس (هيلاريوس) المدفون في الحي الشرقي من المدينة, وسميت أيضا بالبلح لكثرة أشجار النخيل التي تحيط بها وكانت في القديم تعرف باسم «داروم» وهي كلمة سامية بمعنى الجنوب, ويبلغ عدد سكان المدينة 62 ألف نسمة.
وبالنسبة إلى مدينة خان يونس فتتموضع في الجزء الجنوبي من القطاع. يحدها جنوباً مدينة رفح ومن الشمال مدينة دير البلح، وهي مدينة ساحلية تطل على البحر المتوسط من جهة الغرب. وتعتبر ثاني أكبر مدينة في القطاع من حيث السكان والمساحة بعد مدينة غزة, حيث توجد بها بلدة القرارة التي تعد من أجمل الأماكن في قطاع غزة من حيث هوائها النقي وأجوائها الهادئة, كما يقصدها أغلب سكان القطاع لقضاء أروع الأوقات فيها، ومن قرى خان يونس أيضاً بلدة عبسان الكبيرة والتي توجد في شرق المدينة. وتعتبر المدينة مركزاً إدارياً وتعليمياً لجنوب قطاع غزة, تتركز فيها الكثير من الدوائر الحكومية، وعشرات المدارس لمختلف المراحل الدراسية للبنين والبنات.كما يبلغ عدد سكان المدينة 332.166 نسمة.
أما مدينة جباليا فتقع في منطقة السهل الساحلي, يحيطها من الشمال مدينتا بيت لاهيا وبيت حانون، ومن الجنوب مدينة غزة، ومن الشرق حدود خط 48، ومن الغرب البحر المتوسط. وترتفع عن سطح البحر نحو 35 قدم، أما مساحتها فتبلغ ما يقارب 18كم، وفي عام 2006 بلغ عدد سكانها نحو 175000 نسمة، منهم (95.000) نسمة من السكان الأصليين، و80000 نسمة من اللاجئين، ويعمل معظمهم في الوظائف الحكومية والتجارة والأعمال الحرة. كما تنقسم المدينة إلى ثلاث مناطق، بلدة جباليا، والنزلة، والمخيم. ويعد مخيم جباليا أكبر مخيمات قطاع غزة, تأسس سنة 1948م، كما يرتفع عن سطح البحر قرابة 30 قدم.
ومن شمال جباليا, إلى مدينة بيت لاهيا, التي يحدها من الغرب البحر المتوسط, وشمالا قرية هربيا المحتلة, ومن الشرق بيت حانون, وتبلغ مساحتها24500 دونم, يخضع منها لنفوذ البلدية 14374 دونماً, علماً أنها كانت قبل نكبة عام 1948 ثاني قرية في المساحة والأملاك بعد بلدة برير في اللواء الجنوبي من فلسطين إذ كانت تمتد أراضيها عبر قرى بيت حانون ونجد وسمسم حتى حدود برير هذا من الشرق، أما من الشمال قرية هربيا. كما تحيط البلدة الكثبان الرملية، والتي يصل ارتفاع بعضها إلى 55 متراً فوق مستوى سطح البحر. ويكثر فيها شجر الجميز الضخم. يبلغ عدد سكان المدينة 75000 نسمة.
كما يقع في الطرف الجنوبي لقطاع غزة مدينة بني سهيلا, التي تبعد 2كم إلى الشرق من خان يونس و1كم إلى الشرق من طريق رفح – غزة, يصلها طريق يربطها بالطريق الرئيسي الممتد إلى خان يونس غرباً وعبسان وبلدة خزاعة شرقاً.
قدر عدد سكانها عام 1982م حوالي 10000 نسمة, أما في 1996م 23487 نسمة. وبلغ عدد السكان في 2010, 40000 نسمة, يعمل بعضهم في التجارة والخدمات, والبعض الآخر بمدينة خان يونس وقسم كبير منهم في الزراعة. يوجد في البلدة بعض الخدمات والمرافق العامة والصناعات الحرفية، ويقع في وسطها مسجد ومدارس للمرحلة الابتدائية والإعدادية للبنين والبنات ومدارس للمرحلة الثانوية كما أقيمت بعض المدارس في الطرف الغربي على جانب طريق بني سهيلا – خان يونس.
ونظراً لتسمية القطاع نسبة إلى مدينة غزة, نرى أنها ذات موقع استراتيجي هام وحساس جدا من جهة, وذات كثافة سكانية عالية من جهة أخرى, ولذلك, خبراء أكدوا أن الغارات الإسرائيلية المكثفة على غزة تدل على نية الاحتلال بالتعاون مع نعاجه في ارتكاب أبشع المجازر بحق شعب مظلوم طالما كان قضية الأمة العربية الأولى.