وكان الشاعر الأحوص (وفاته:105 هـ = 723 م) قد شبب بها وأكثر من ذكرها في شعره، وسمعه الناس كثيراً يقول فيها:
وإني ليدعوني هوى أم جعفر
وجاراتها من ساعة فأجيب
وإني لآتي البيت ما إن أحبه
وأكثر هجر البيت وهو حبيب
وأغضي على أشياء منكم تسؤوني
وأدعى إلى ما سركم فأجيب
وانتشر شعر الأحوص بين الناس، حتى غناه المغنون، ولم ينفع معه تهديد من أم جعفر أو وعيد، حتى كان يوم خرجت فيه أم جعفر على الناس وهي في نقابها، حتى وقفت أمام الأحوص- عبد الله بن محمد- وهو جالس وسط جماعة من أصحابه، يقول لهم شعراً وهم يستمعون، وكان لا يعرف أم جعفر شخصياً، فقالت له: ادفع ثمن الغنم الذي اشتريته.
فقال لها: لم أشتر منك شيئاً.
فأظهرت له مكتوباً لفقته، بحيث يثبت شراءه للغنم، ثم بكت وقالت: أليس بينكم يا قوم من يحكم لي ويجعله يدفع ثمن الغنم؟ فجعلوا يقولون: اقض للمرأة حقها، وكان هو يغلظ الايمان بأنه لا يعرفها ولم يرها من قبل قط، ثم إنها كشفت عن وجهها وسألته: ألا تعرفني الآن؟ فقال: لا ولم أشتر منك شيئاً وهنا قالت أم جعفر: صدقت والله يا عدو الله، فمالي دين عندك، ومادمت لاتعرفني فلماذا تقول في شعرك: قلت لأم جعفر وقالت لي؟