لكني أحبك هذه السنة بشراسة أكثر وبصدق من النوع البلدي الفاخر.. ولن أتقاعس عن أي من عهودك وسأبحث لك عن ضحك لائق بخديك وكلمات ناعمة تطرب أذنيك.
سأحبك رغم إيمانك الضعيف بالأشواق وثقتك المهتزة بالمشتاقات والمشتاقين ودفاتر رسم المحبين وأقلام عشقهم والتلوين.. سأرسمك غيمة مكحولة العينين بالشجرات والوطن المكين والسنين..
وحياة عينيك اللتين أحب لن أترك غرف قلبك البسيطة من غير حنين ... وازدهار رصين..
وحياة الشوق الذي بين قلبينا سيكبر بستان الحب الوطني الذي سقيته بدمعاتك الحنونة المطربة والمؤثرة بجمهور واسع من الحزينين والملتاعين والمودعين والمنتظرين ومثل عينيك ودمعاتك الجميلات نساء على مد البصيرة والتكوين ينشدن أجمل الصمت والصبر الضنين والوادعات القوية بموسيقا مدهشة تزلزل اليأس والنحس والكره بلا تلحين.. هل بعدكن أنتن الشديدات التموسق من تلحين؟!!؟
إنك حبيبتي أجمل ما في صوتك أيتها الحبيبة المؤبدة كأحكام الجبال على النسمات الخضراء والرياحين وقصيدتي المسورة بالزيتون والسنديان والعرائش والتين..
أزرعك يا حبيبتي بين الحبر والسطر والنهر والسواقي والبحر وأنشرك على امتداد القوافي والفيافي والجراح.. لأن الحب زراعة بعلية وحقلية وعقلية تتحدى أقسى المحن والعواطف والعطش اللعين والخاملين المتعبين من كثرة الخوف على أرزاق ذلهم.. الأوطان يا حبيبة الجميلين يبنيها حب الفقراء الطيبين العاشقين..
الشتاء وطني بامتياز ومن عادته أنه طفل يرتب الريح والغيمات والأمطار.. وفي آخر موسم طفولته وألعابه يتسلى بالثلج وفطرة الأحزان والكوانين لكنه هذه السنة يلعب مع الأسى والأسف وأندر الكوارث وأصعب الأعاصير والتنين لكنه ليس يوحل أو يعجب بالموحلين.. له دهر وزهر وعطر عظيم وغابات عشق عتيق وإبداعات طين؟! نسي أو تناسى أن يؤمن على مؤن الخيرات والضرورات: قمح العلاقات العائلية وزيت الوجد الوطني وتين الوفاء المتبادل بين الجيران.. ولعله أخطأ في رعاية أحوال الأشواق البلدية المعتقة كأجود أنواع النبيذ والـ(منبذين) ينصبون في مدى الكون أرواحهم والعواصف فوق أحلامهم ليبعدوا عن خيول الصياد الأنين.
عجوز قريب من باب المدرسة وشبابيك دروس التعبير والرياضيات، علم المعادلات والجمل المفيدة والمفردات لا ينبغي على أحد أو إحدى نسيان درس تعتيق الأشواق والوطن لدرء الأخطار وتفادي المحن والمرور بعد أو قبل الشجن.. تحينوا أيها الطلاب الأعزاء حصة المحنة وأسبقوها بمحفوظاتكم أو تعالوا بعدها كيلا تتلوى قدودكم تحت ثقلها وحجمها الكبير أبناء الوقت الموجوع تلاحين وتلاوين..
المحنة من الامتحان لكنها أصعب أنواعه وأمر ما عند السؤال والجواب والذهاب والإياب بل المحنة من سوء طبعها أنها تفتح الباب لمرة واحدة والداخل فيها لا يخرج أو يخرج بعد فوات الوطن والأوان لكن وطناً مليئاً بالطين يبقى وتبقى من رعاياه وحاشيته الرياح الصاهلة وأجراس الأحايين والراسخين المشدود إليهم عزهم وإليه مشدودين وحبات التراب من حبات الوجدان وكلا الأرض والعرض انتماء متبادل بين النماء والمنتمين.
أنت يا حبيبتي السمراء كالحنطة القاسية قصيدة القصائد وشعر الشاعرين وعطر الحروف والإعلان والتأويل والتضمين.
أخاف على عينيك من كسرات حروف النظرات وعلى بهاء سيادتك وألقك من همزات قطع الخائفين والخانعين والتافهين.
أقطع القطع والخيانة: همزة تخون في منتصف الطريق إلى النطق بالوطن والعشق الوطني تستحق الرمي بشتى حروف الجر والنصب والجزم ويجب حرمانها من الإعاشة القطفية والرعاية اللغوية وبهاء التحريك والتسكين.
شتاء قارس ليس بالعواصف والرعود والفيضانات بل بلهجات التقطيع التى أدخلها العقل الخبيث على همزات وصلنا والحروف الرابطة للود بين ريح وريف وحقل وصيف وراع وخراف وصانع ومصنوعات وأم وحكايات وجدات وحياة وسهل وهضاب ومدن وقرى عاليات وعاشقين وعاشقات..
قتلوا الشتاء بالصدأ والحب بالحقد الأعمى..
شتاؤك يا حبيبة طفل بآلاف البطولات ويود السعادة البلدية الحنونة النابهة كالقمح والزيت وألحان المحزونين.. ويود ترتيب الحقول والأنهار والضفاف والينابيع وليس بوده الشراسة والوقاحة لكن أولاد السوء يمطرون سوءاً والأفكار القاتمة تنتج اليباس واليابسين وتبيع زماناً قاحلاً وسنين بلا حنين.
ورغم فظاعة هذه الخطابات البليدة والبطرة والسيئة التكوين أراك تلبسين بعنقك الزاهي سلسال غيم وأساور من تلال وخواتم من سهول وزنار زهو من رجال وغلال..
وتغنين رغم أنف القحط الذي في قلوب القاحلين.. ورغم بحات الخدائع في مواويل الصارخين الساقطين في (زهايمر) الطين.
أنت القصائد والينابيع العتيقة وتواقيع العذوبة والسنابل وكرامات الرغيف والقمح والماء والطحين..
نحبك جيداً جداً وفي كل الأزمات والأحايين..
وأنا واحد من آلاف وعشرات حشود المعجبين..
رعايا اشتياق عينيك ونكتفي بخبزك المعفى من (زهايمر) الطين..