وبالرغم من أن وزارة التربية تكثر من تأكيداتها على جميع مديريات التربية ضرورة تأمين الكوادر التعليمية والتدريسية لجميع المواد والصفوف الدراسية إلا أن هذا الموضوع وما يتعلق به يبدو مختلفاً جداً على أرض الواقع والتطبيق العملي بين ما تؤكد عليه الوزارة من جهة، وبين ما تعمل عليه مديرياتها من جهة أخرى.
وإن كان هناك بعض العذر الذي قد يكون مقبولاً لعدد من مديريات التربية في عدم تمكنها من تأمين كوادر تدريسية لجميع المواد في عدد من مدارسها نتيجة للظروف الحالية الصعبة إلا أن العذر غير مقبول نهائياً لمديريات أخرى تشهد مناطقها التعليمية حالة الاستقرار الأمني، إضافة لوجود فائض من أعداد المدرسين والمعلمين، وتوافد كثير من المدرسين إليها ممن تم نقل مركز عملهم إليها.
الأمر الذي يطرح تساؤلات عدة وملحة حول أسباب تأخر هذه المديريات في تأمين المدرسين لجميع المدارس، فهل من المقبول حتى بعد شهرين من افتتاح المدارس وجود طلاب لم يتلقوا دروساً في مواد عدة ومنها الرياضيات على سبيل المثال على أهمية هذه المادة لاسيما لطلاب شهادة التعليم الأساسي، ولماذا هذا الخلل الواضح والعشوائية والتقصير في فرز المدرسين، وعدم تجاوز النقص في المدارس ولجميع الاختصاصات التدريسية.
ولأن استقرار العملية التعليمية والتربوية هدف كبير ومهم ينشده الجميع وتعمل التربية وبجهود كبيرة للوصول إليه، فإن المتابعة الميدانية لتحقيق هذا الهدف بالشكل المطلوب يبدو أمراً مهماً جداً وأكثر ضرورة من أي وقت مضى، وأي خلل أو تقصير لاسيما في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة التي تمر بها البلد سيكون غير مقبول أو مبرراً أبداً.