مؤكدا ان سورية أمس محتاجة إلى كل ابنائها والى صمودهم الذي استمر طوال عشرين شهرا لمواجهة الهجمة الدولية العدوانية الواسعة التي تريد تفتيت سورية والنيل من موقفها المبدئي ودورها المحوري في المنطقة.
وقال المفتي حسون خلال لقائه رجال الدين وعددا من الفعاليات الاجتماعية في اللاذقية أمس: ان السوريين يدفعون ثمن رفضهم خطة تقسيم بلدهم ومنع تحويلها إلى صومال جديد وبنغازي أخرى يقتل فيه الاخ اخاه ووالده ويحمل السلاح بوجه الدولة بقصد الهدم والتخريب مشيرا إلى حجم المسؤولية الكبيرة التي يتحملها كل مسجد وكنيسة لوأد الفتن وتوجيه ابناء الوطن بعد الدخول في مراحل يأس وقنوط تهدم طاقات الامة وتفقدها الامل بمستقبلها ونصرها.
ولفت المفتي حسون إلى وجود تقصير في بعض مؤسساتنا التربوية والدينية خاصة فيما يتعلق بتوعية الجيل الشاب لمواجهة الانفتاح على الفضائيات والانترنت وتحصينه من الانجرار وراء اي ترويج أو فكرة تنافي اخلاقنا وتربيتنا مشيرا إلى ان الدول الاوروبية وحدها تمول اكثر من اربعين قناة فضائية هدفها ترسيخ فكرة تمزيق الامة والنيل من عروبتها واسلامها المعتدل وغسل ادمغة ابنائها بافكار تلمح لحمل السلاح والتطرف ونشر الفوضى.
ودعا مفتي الجمهورية المؤسسة الدينية إلى التحرك بسرعة والتخاطب مع كل من غرر به وحمل سلاحا واقناعه بضرورة نبذ العنف واللجوء إلى الحوار لحل مشاكلنا وبهذا نحول مساجدنا إلى ساحات للحوار لا للتحريض والتجييش الباطل وان نتنازل عن الامنا حتى نصل لنتيجة توصل الجميع لبر الامان.
واشار المفتي حسون إلى ان ما تتعرض له المنطقة مرسوم بدقة وعناية من جهات خارجية تعمل على دعم فكرة وجود اسرائيل ككيان عنصري يحتاج إلى دويلات صغيرة تحيط به تعتمد على مذاهبها وطوائفها اساسا لوجودها واستمرارها مؤكدا ان سر صمود سورية يكمن في تكاتف ابنائها ووعيهم لحجم المؤامرة التي تتربص بهم والتي يراد من ورائها ان ينتهي الشعب السوري ويخضع لاجندات خارجية تملى عليه لا تمت لبيئته بأي صلة.
ونوه المفتي حسون بحالة التاخي والاحتضان التي تعيشها محافظة اللاذقية حيث لم ينقد ابناؤها إلى الفتن التي تروج لها المحطات المغرضة مبينا اننا اليوم بامس الحاجة لبعضنا البعض لنعيد انتاج انفسنا معتمدين على امكاناتنا الذاتية وايماننا بالوطن وحده لمواجهة تلك الهجمة الشرسة التي سيكون مصيرها الهزيمة فمن يصمد طوال عشرين شهرا فسيكن قادرا على الانتصار في النهاية.
من جهته لفت سليمان الناصر محافظ اللاذقية إلى السعي الدائم لتقديم كل الخدمات للمواطنين وخاصة فيما يتعلق بايجاد حل لمشكلة المازوت التي ارقت المواطن في الفترة الاخيرة نظرا لتعطل مصفاتي حمص وبانياس موضحا انه اعتبارا من أمس ستعود الامور إلى وضعها الطبيعي لتسديد النقص الحاصل وتوفير المادة لكل من يحتاجها.
واكد الناصر ان الحكومة وجهت للعمل بكل طاقة لتامين مستلزمات الوافدين اليها حيث تم خلال الفترة الماضية صرف 21 مليون ليرة كمساعدات وتعويضات عن قيمة الاضرار المادية للمنازل في المحافظة.
حضر اللقاء الدكتور محمد شريتح امين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي وعدد من المعنيين في المجال الديني والخدمي.
.. وخلال تكريمه 52 أسرة من أسر الشهداء
: سورية تدفع اليوم ثمن وقوفها إلى جانب المقاومة
من جهة ثانية اكد المفتي العام للجمهورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون ان سورية تدفع اليوم ثمن مواقفها تجاه القضايا العربية ووقوفها إلى جانب المقاومة ومساندتها للقضية الفلسطينية ورفضها تقسيم لبنان وغزو العراق.
وأشار المفتي حسون خلال تكريمه 52 اسرة من اسر الشهداء في محافظة اللاذقية إلى ان السوريين عبر التاريخ لم ترهبهم جحافل المستعمرين ولم يسمحوا لاحد بتدنيس ارضهم منوها بالتضحيات التي يقدمها ابناء سورية فداء للوطن وللحفاظ على سيادته واستقلاله عبر الشهادة التي هي طريق العزة والكرامة والشهداء هم شموس في الاخرة وعزة في الدنيا.
وفي تصريحات للصحفيين نوه المفتي بما قدمته محافظة اللاذقية للوافدين اليها الذين اجبرتهم المجموعات الارهابية المسلحة على مغادرة منازلهم ومناطقهم في تأمين المسكن لهم والمدارس لابنائهم داعيا الشعب السوري وعلماءه إلى انتهاج سياسة الحوار ولغة المحبة لحماية الوطن.
واكد المفتي حسون ان الحرية لا تكون بقتل الأخرين وانما بالحفاظ على الوطن والعقيدة والكرامة وابناء الوطن والدين داعيا حملة السلاح إلى العودة لحضن الوطن والاستعاضة عنها بالحب والخير لانهما السبيل للحفاظ على الوطن وابنائه لافتا إلى أن تكريم الشهداء هو تكريم للوطن والتاريخ وان الشهداء لم يستشهدوا من اجل مرحلة راهنة وانما من اجل وطن عمره الاف السنين.
بدوره نوه الدكتور محمد شريتح امين فرع اللاذقية لحزب البعث العربي الاشتراكي بتضحيات الشهداء واسرهم لافتا إلى اهمية التكريم الذي يعكس الوفاء للشهداء ولقيم الشهادة التي جسدتها بواسل قواتنا المسلحة بأبهي صورها ومعانيها مؤكدا ان شعبا قدم كل هذه التضحيات في سبيل قضية عادلة لا بد ان ينتصر.
واكد ذوو الشهداء ان شهادة ابنائهم هي وسام فخر على صدورهم لانهم ضحوا في سبيل الوطن وعزته وكرامته وحماية ارضه واستقلال قراره الحر معربين عن الامل في ان تثمر هذه التضحيات نصرا مبينا ودحرا للمؤامرة والمتآمرين.
حضر حفل التكريم الدكتور غالب شحادة امين فرع حزب البعث في جامعة تشرين ومفتيا مدينة اللاذقية ومنطقتها ورئيس مجلس المحافظة وفعاليات رسمية وشعبية.