حول أنشطتها الثقافية وجهودها المبذولة للحفاظ على الهوية وتعزيز القيم الحضارية والاخلاقية وحماية التراث الذي يعتبر أهم دعائم المصالحة الوطنية.
ودعا أعضاء اللجنة إلى زيادة الاعتمادات المالية لوزارة الثقافة والتأهيل المستمر للكوادر في المراكز الثقافية وتفعيل دورها في تنشيط العلاقة مع المواطن وتنمية حس المواطنة لدى روادها باعتبار ذلك السبيل الوحيد في الحفاظ على التراث والمناطق الاثرية التي تتعرض لاعتداءات وتعديات من قبل المجموعات الارهابية المسلحة.
وطالب الاعضاء بانشاء محطة فضائية تعنى بالثقافة السورية مثل المحطة التربوية التي ترعاها وزارة التربية وعدم اقتصار الفعاليات الثقافية على المراكز بل الخروج إلى الناس عبر نشاطات مختلفة تتعدى حدود قاعة المحاضرات فضلا عن تعزيز العلاقات مع وزارتي التربية والتعليم العالي بغية تنشئة جيل مثقف يعي حقوقه وواجباته.
وأوضحت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح أن هناك برنامجا تنفيذيا تعمل الوزارة على تحقيقه ويشمل مديريات الثقافة في المحافظات وتفعيل عملها بما يحقق الغاية المرجوة منها لافتة إلى أنه تم وضع تصور كامل لعمل المراكز الثقافية بحيث تبتعد قدر الامكان عن الاطار التقليدي في تعاطيها مع الشأن الثقافي وصولا إلى جذب أكبر عدد ممكن من الرواد ولاسيما من فئة الشباب بغية المساهمة في تحقيق اللحمة الوطنية.
وأكدت الوزيرة مشوح أن الوزارة حصنت المتاحف التي لا تزال تحتضن جميع محتوياتها ما عدا قطعتين أثريتين لهما قيمتهما التاريخية، حيث تعمل الوزارة أيضا عبر مديرية الاثار والمتاحف على حماية مقتنيات المتاحف وحراسة المواقع الاثرية لافتة إلى الصعوبات التي تعترضها في هذا المجال ولاسيما أن سورية تحتوي على 10 آلاف موقع أثري بعضها مدرج ضمن قائمة التراث العالمي والبعض الاخر ضمن قائمة التراث الوطني.
ولفتت وزيرة الثقافة إلى أنه تم قبل شهرين اطلاق حملة وطنية بعنوان سورية بلدي تهدف إلى تنشيط الذاكرة الوطنية وتعزيز الشعور بالانتماء الوطني بحيث يساهم المواطنون أنفسهم بحماية الاثار وتحفيز المجتمع المحلي على مساعدة السلطات في حماية الوطن وتعزيز اللحمة الوطنية اضافة إلى فتح أبواب المراكز الثقافية وقاعات محاضراتها أمام وزارة الدولة لشؤون المصالحة الوطنية لتنشيط الحوار الوطني.
وجددت الوزيرة مشوح دعوتها لوزارة التعليم العالي من أجل احداث ماجستير خاص بالادارة الثقافية لتغطية النقص وصولا إلى تحقيق ادارة لمشروع ثقافي متكامل موضحة أن النشاطات الثقافية متواصلة رغم الازمة الراهنة بما في ذلك من حفلات موسيقية كلاسيكية وتراثية وملتقيات للنحت والرسم.
بدوره أوضح الدكتور مأمون عبد الكريم المدير العام للاثار والمتاحف أن المديرية اتخذت اجراءات متعارفا عليها عالميا ووفق مقاييس دقيقة وصارمة للحفاظ على الاثار المنتشرة على كامل أراضي الوطن مبينا أنه تم اخفاء أكبر قدر ممكن من القطع الاثرية حتى تكون بمنأى عن الاخطار التي قد تتعرض لها في ظل الظروف الراهنة.
ولفت مدير الاثار والمتاحف إلى أهمية ودور المواطنين في حماية الاثار السورية وتحملهم المسؤولية مع الدولة في الحفاظ على الاثار التي تغتني بها سورية حضاريا وانسانيا داعيا إلى ادخال مادة دراسية متعلقة بالاثار ضمن المناهج التربوية وتعيين خريجين من كليات ومعاهد الاثار ضمن وزارة التربية لتدريس تلك المادة.