فيما ينظر إليها البعض على أنها سجن لهم وبيئة متخمة بالعمل الشاق والمتعب كونها تبعدهم عن اللعب واللهو من جهة وكونها تنظم حركتهم وتضبط إيقاع حياتهم اليومية التي يسودها النظام والانضباط والالتزام بحل الواجبات والمتابعة والمذاكرة ليس في المدرسة وحسب بل في المنزل أيضا ،وهذا الأمر يخلق عندهم ردة فعل سلبية تجاه المدرسة ما يدفعهم في كثير من الأحيان إلى الرد عليها بالتهرب من الواجبات المدرسية كنوع من معاقبة الأهل والمدرسة على اقتحامها حياتهم التي يفضلون أن يعيشوها بين الفوضى واللهو والتسلية .
تعاني الأمرين
السيدة أم طارق قاسم قالت إنها تعاني الأمرين مع ابنها البالغ 8 سنوات كونه يتهرب بشكل دائم من حل واجباته المدرسية بمختلف الوسائل والطرق والأساليب ،ما يضطرها ويدفعها إلى توبيخه وشتمه وأحيانا إلى ضربه لحل واجباته وحفظ دروسه ، مضيفة انه يقوم أحيانا بنقل واجباته من زملائه في الصف للتهرب من حلها في المنزل.
بدورها قالت السيدة إيمان الأحمد إن ابنها البالغ من العمر 12 عاما يتعبها في حل واجباته المدرسية كونه يظل يؤجلها ساعة تلو الساعة حتى يأتي المساء فلا يجد عندها بدا من التهرب سوى الجلوس إلى حلها مكرهاً وعابساً وغير راض وأحيانا عصبياً جداً ، وهذا ما تلحظه من خلال طريقته في التعامل مع أشقائه في المنزل خلال حل واجباته وبعدها .
فقدان الدافعية
ويؤكد الاختصاصيون إن هناك الكثير من الأسباب التي تقف خلف مشكلة الهروب من حل الواجبات المدرسية أبرزها فقدان الدافع والحافز أو فقدانه عند الطالب لغياب الوعي بأهمية ودور و وظيفة الواجب المدرسي الذي يشكل القاعدة الأساسية لبناء الطالب وتمكينه من مواجهة الامتحانات ،هذا بالإضافة إلى إن هروب الطالب من حل واجباته المدرسية قد يكون كرد فعل على بعض الضغوطات والمشاكل الأسرية التي تعتري أسرته،فالطفل المتمرد يؤجل وظائفه أو يحاول التملص منها كنوع من المقاومة لبعض الضغوط التي يتعرض لها في منزله وكطريقة لمعاقبة والديه، كما أن الطفل المهمل غير المنظم لا يجد دائما كل الأدوات التي يحتاجها لإنجاز واجباته فقد يترك أحد كتبه, أو دفتر الملاحظات لديه في المدرسة ولذلك نجده دائما يبحث عن أشيائه الضائعة, وهذا ما يسهم في تأخير إنجازه لدروسه وتمارينه .
هذا بالإضافة إلى إن هناك بعض الأطفال يؤجلون أو حتى يتوقفون عن قراءة كتب أو قصص يجدونها مملة وهكذا هو الحال بالنسبة للطفل الذي يكره مادة من الماد الدراسية فيستمر في تأجيلها إلى أن يكتشف أنه لم يعد أمامه متسع من الوقت.
ويحاول بعض الأبناء التهرب من حل واجباته المدرسية عبر اختراع بعض الحجج والمبررات الكاذبة بهدف تأجيل حل قدر المستطاع أو التطنيش عن حلها بشكل نهائي إلى ما قبل الدخول إلى الصف حيث يقوم بنقلها من أقرانه وزملائه في الصف.
معرفة الأسباب
ما سبق يوجب على الأهل استيعاب هذه الظاهرة ومحاولة علاجها عبر معرفة أسبابها الكامنة والحقيقية أولا ومحاولة تجاوز تلك الأسباب، ومن ثم تشجيع ابنهم على حل واجباته المدرسية بالتحفيز تارة والمكافأة تارة أخرى مع قيامهم بتوعية و شرح أهمية حل الواجبات المدرسية لمستقبل ابنهم، بالإضافة إلى استخدام الأساليب المحببة والودودة لحضه على حل واجباته والاهتمام بدروسه، دون أن ينسى الأهل ضرورة مساعدة ابنهم على اختيار الأصدقاء المتفوقين والمجدين الذين يمكن أن يشكلوا قدوة حسنة لابنهم.