لم يعد الأهل كما كانوا في مرحلة الطفولة ،البطولة والقدوة ،صمام الأمان بينهم وبين العالم الخارجي ،أصبحوا فراشات منفصلة ومستقلة معنوياًوذاتياً،هذه هي نظرة أغلبية الآباء لأبنائهم في سن البحث عن الذات ،في سن التاثر السريع بكل مايقال ،سن تحكمه الأهواء وتعصف به هزات التطور التكنولوجي.
بعين أخرى
لوقمنا باستطلاع ميداني لمعرفة آراء الأهل في المراهق لخلت أجوبتهم من الايجابية وأكثر جملهم تحمل صفات :المشاغب،العنيد،عدواني ،كسول ،لا مبال ،مغرور ..ولو طلبنا منهم الخبرة والنصح لمراهقين ،سارعوا إلى أوامر النهي والجمل التأديبية :لاترفع صوتك ،لاتتمسك برأيك ،لاترافق فلان ،لاتطيل الوقوف أمام المرآة ،لاولاولا...
لو حاول الأهل النظر إلى المراهق بعين أخرى كماترى الأبحاث التربوية والنفسية ،والتي تركز على الجوانب الايجابية والسلوكيات الحسنة في المراهق الذي ينظر إلى العالم من حوله نظرة مختلفة ،يفهم نفسه والأشياء من حوله بشكل أفضل وأقدر على تحمل المسؤولية وقادرون على التواصل الأسري والمجتمعي .
هم طاقة وقوة ورغبة في التغيير يجب استغلالها وخاصة في ظل أزمة تعددت وتعقدت آثارها على مناحي الحياة كافة ولم تعد الحكومة قادرة وحدها على الإيفاء بمتطلبات أفرادها وأصبحت مشاركة الجميع أفراد ومؤسسات مسألة ضرورية وملحة لإتمام الدور الذي تقوم به الحكومة في سبيل النهوض بالمجتمع وتنميته وتطويره،من أجل الاعمار والبناء .
التقارب أكثر
من هنا كان على الأهل ،الدور الأهم والمسؤولية الأكبر لإشراك عملية بناء المجتمع بدل من جعلهم فريسة للعديد من الاضطرابات الانفعالية التي صارت تستنزف طاقاتهم وإمكانياتهم .وتجعلهم على هامش الفعل والمشاركة المجتمعية .
التقارب أكثر هو الحل الأيسر والمتناول بين أيادي الأهل لمواجهة تحديات المراهقة .
التقارب أكثر..حواراً هادئا وتفهماً لأولادهم الذي يضيرهم تقديم الاعتذار والإحساس بالتهديد المعنوي.
التقارب أكثر تفاهماً وصبراً ،هو أكبر انتصار بطولي للأهل في ميدان التربية ولاسيما في عالم تنفتح فيه السماء على مصراعيها لتلبية حاجات الأبناء من المعلومات والمعارف لكن خارج إ طار المنظومة القيمية والمعرفية التي يتمناها الأهل.
التقارب أكثر..لتحمل الأزمات وحلها وحتى لاينعكس التأزم الاقتصادي والاجتماعي والثقافي تأزم نفسي وسلوكي .
التقارب أكثر ..جسراً يصل منه الأهل إلى المجهول في أبنائهم كي لاينزاحون إلى مساحات لا أخلاقية ،مساحات لاوطنية .
رسالة إلى الأهل
نريد أن يكون لنا رأي ،نريدأن نكون أعضاء فاعلين في المجتمع ،نريدأن نساهم في تعميق الروح الوطنية ،أن نطرح أفكارنا ونساهم في تجربتنا الحياتية ولنا حق اختيار كل ما يتعلق بحياتنا .
فقط أعطونا أذناً صاغية ..اسمعونا ..ساعدونا واعطونا الفرصة ولاتجعلوا من أخطائنا عثرات في طريق النجاح بل اجعلوها سلماً للنجاح ..يقول مراهقون .