كيف نجنب أبناءنا العقد الاجتماعية؟
مجتمع الأثنين 26-1-2015 ميسون نيال إن التربية الاجتماعية الصالحة هي الأساس المتين في بناء شخصية الأبناء فالأسرة السليمة تشكل المجتمع الفاضل والتربية القويمة هي عملية بناء ورعاية وإصلاح للأبناء .
ولقد أكد علماء التربية أن أكثر من 90%من تربية الطفل تتم في البيئة الأولى التي تعيش فيها الأسرة وهذا يستلزم توافر صفات جوهرية أهمها اختيار الزوجة والتي ستصبح أم المستقبل وتربي أطفالها على حسن الخلق وتربيهم على التمسك بالعادات الاجتماعية الحسنة معتمدة أسلوب الحب بالتربية لأن تبادل الحب بين الطرفين يضمن للمربي الاستجابة لتوجيهاته دون ضغط أو أكراه أو إفراط ولكن اعتماد أسلوب الحب من قبل الوالدين لأبنائهما لا يمنع وجود الحزم وأحيانا الشدة في مواجهة الأخطار والسلوكيات المرفوضة من قبل المجتمع وهنا تلعب العقوبة الهادفة والموجهة دور هام في الإصلاح شريطة أن تحاط هذه العقوبة بسياج من الرحمة والشفقة .
ولقد كشفت دراسة قامت بها جامعة «بريغهام يونغ» بأن الآباء الذين يميزون بين سلطة الأبوة والسلطة الاستبدادية يتمتعون بعلاقة أكثر تفاهما وقربا من أبنائهم حتى عندما يصبحون يافعين وهؤلاء الأهل على الرغم من أنهم يملكون السلطة والهيبة إلا أنهم يتركون مساحة للمناقشة المفتوحة تجعلهم الأكثر نجاحا في تربية واستقطاب الأبناء وهنا لابد من التأكيد على أهمية دور الأم والتي هي المدرسة الأولى التي يتلقى فيها الطفل دروس الحياة فبها يتأثر ومنها يكتسب الصفات الأخلاقية والعادات والتقاليد الايجابية والأم أيضا هي بانية الأمجاد ومعدة الأجيال لكي يكونوا رجالاً صالحين ناجحين مفيدين لأنفسهم ولمجتمعهم ووطنهم , فإن حسن الإنصات للأبناء واحترام كل ما يصدر عنهم من استفسارات وتساؤلات وعدم تجاهل رغباتهم في المعرفة والاطلاع وعدم قمعهم أو السخرية من أفكارهم أو الاستخفاف بآرائهم كل ذلك يؤدي إلى إنشاء جيل صحيح متواز بعيد عن العقد والأمراض سواء النفسية أو الاجتماعية .
|