تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حين يلبس الإرهاب زي الشرعية ويتحدث بلسان الضحية

الثورة -خاص
الصفحة الأولى
الأثنين 26-1-2015
ليست كل الطرق تؤدي إلى موسكو وإن عبرت بعض أبواق أنقرة من البوابة المصرية فلن تغير القاهرة ما في نفوس المجتمعين حتى يغيروا هم ما بأنفسهم.

استولدوا نقاطاً عشراً تناقض بعضها بعضاً ليقولوا «توحدنا» في الرؤية ... فتبرز علائم صراع إقليمي انطلاقا من المكان وحتى مابين سطور البيان في الحديث عن تجفيف منابع الإرهاب.‏

شعار مكافحة الإرهاب ظهر وبان, أما في التفاصيل فكمن الشيطان لتشي كلمات في بنود البيان بنيات ما جهدت لصنعه عبر سنوات جوقة العدوان .‏

النقطة السابعة من البيان أشارت إلى حصر السلاح بيد الدولة السورية ودمج «القوى المعارضة العسكرية» المشاركة في الحل السياسي ليبدو المشهد من هذه الرؤية كمن يلبس الإرهابيين زيَّ الشرعية هادراً كل دماء السوريين التي سالت بسكاكين حريتهم وسيوف ديمقراطيتهم متعامين عن قذائف العصابات الإرهابية بمختلف مسمياتها وصامين السمع عن أنين الآمنين في دمشق، فحدة النقاش في اجتماعهم علت وهرمون التحزب السياسي ارتفع.‏

هي الرجعية السياسية طغت على صراخهم بالتمسك ببيان جنيف وعقمهم السياسي حال دون طرح أي جديد فعادوا إلى قواميس جنيف يتشبثون بحباله الذائبة أمام وهج منتدى موسكو لخلق أرضية مشتركة لإطلاق حوار سوري - سوري .‏

صالوا بنقاشهم وجالوا وعادوا وكرروا مصطلحهم الأحجية «الهيئة الانتقالية» فهم العاجزون أنفسهم عن تفسيره، فمنهم من اعترض عليه وأدلى بدلوه عن حكومة ائتلافية بصلاحيات واسعة ليكون الخلاف على المسميات بعيداً عن المضامين فهي ليست من اختصاصهم، فالأمر فيها والنهي لمرجعياتهم في عواصم التآمر على سورية .‏

يبتغون نظاماً ديمقراطياً مع أكلة الأكباد فلا يستثنون أحداً في تفاوضاتهم وإن رفع طرف منهم رايته السوداء التي تضمن الحريات السياسية والمدنية وحقوق الإنسان التي تنزف في مناطق سيطرتهم وتضمن أيضاً ما ورد من تلميحات عن لامركزية إدارية تفي بين طياتها ملامح تقسيم، فعن أي وحدة للبلاد يتكلمون؟‏

جلبوا كل حكومات العالم ومازالوا يطالبون بغطاء دولي في عريهم الأخلاقي والسياسي الذي بات مفضوحاً، فجذورهم الإخوانية والمخابراتية تشهد.‏

لاجتماعهم إيجابيات لا تغفل، فاعترفوا بتشرذمهم وخرجوا من وراء إصبعهم يجاهرون باختلاف مرجعياتهم السياسية البعيدة كل البعد عن مفهوم الوطنية وتضارب أجنداتهم الخارجية.‏

دعواتهم الإنسانية لم تخلُ من البيان، فهل سألوا المؤسسات الإغاثية من أطلق النار على قوافل المساعدات ومن احتجز المدنيين رهائن ودروعاً بشرية وأحال البيوت السكنية إلى أوكار ومحاكم «شرعية»معروفها قتل ونهي منكرها سلب .‏

بين سطور بيانهم وردت نكتة سياسية، فرواد الفنادق قرروا بجلسة إنهاء الوجود المسلح في الميدان، فإما إن تأخذ الكلام على محمل الجد فيحسب الجميع انهم من اصحاب المونة على داعش والنصرة وإما أن تقول من خط هذا البند في البيان فهو بالمطلق مستجد مخبول عما يجري على الأرض السورية.‏

خلاصة اجتماع القاهرة توجز في عبارة لفظت بلسانهم وعلى احد الناطقين المستقلين الذي حضر معهم وتبرأ منهم.. فقال: اجتماع القاهرة يهدف إلى تسويق توحيد ما سماه المعارضة وسيعملون عربيا ودوليا من اجل ترويج بضاعته هذه بغض النظر عن المنتج ودرجة الجودة المفقودة أصلا.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية