السيدة وفاء (ربة منزل) ترى أنه يشكل وسيلة ضغط على الزوج الذي لا يملك الامكانات المادية للوفاء بهذا الشرط, فيظل متمسكاً بحياته الزوجية على الرغم من اقتناعه بعدم جدواها, ما يفقد الحياة طمعها وبريقها.
ومع ذلك فهي تؤكد أن فكرة المقدم والمؤخر هي فكرة صائبة فقد ينفق المقدم كله في مراسم الزواج, أما المؤخر فهو يحمي الفتاة إذا كانت غير عاملة من الحاجة إلى الآخرين حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً.
أما أحمد علي /موظف/ يقول: قضية المقدم والمؤخر ليست بالمسألة المهمة على الرغم من أن الأعراف والتقاليد تفرض على كل شاب مقبل على الزواج أن يناقش أهل عروسه في هذا الأمر (المال ليس ركناً أساسياً لاستمرار الحياة الزوجية, وقد يشكل المؤخر رادعاً وقتياً, ولكن بمرور الوقت يضحي الزوج بكل شيء إذا لم يكن مرتاحاً مع زوجته, من هذا المنطلق يفترض ألا يبالغ الناس في مسألة المقدم والمؤخر وليكن حسب الشرع إذا كان هناك تخوف على مستقبل ابنتهم.
وترى السيدة إيمان الحلبي: إن المؤخر مثل المقدم تماماً لا يؤمن للفتاة مستقبلاً أو حياة زوجية سعيدة أو خالية من المشكلات
وإذا كانت الفتاة غير متعلمة أو متوسطة التعليم, فلا أظن أنها ستعيش حياة كريمة, حتى لو كتب لها زوجها (مال قارون) لأنها بلا شك سوف لن تحسن التصرف به
الزواج ليس صفقة تجارية
المقدم والمؤخر هما سبب المشكلات الزوجية التي تؤدي في نهاية الأمر إلى الطلاق والمحاكم, رأي يعبر به عماد دعبول عن رفضه الفكرة التي تجعل الزوج يعيش بين مطرقة حياته الزوجية التعيسة وسندان المؤخر, الذي لا يستطيع إليه سبيلاً, ويستطرد عماد ليؤكد أن هناك أزواجاً يعيشون حياة زوجية تعيسة جداً, لكن الزوج يتمسك بشعرة معاوية لأن سيف المؤخر مسلط على رقبته: (يجب أن تعيد الجهات المسؤولة النظر في مسألة المقدم والمؤخر, لأن البنت ليست سلعة تباع وتشترى فالزواج اتفاق بين طرفين وليس صفقة تجارية تقوم على شروط جزائية لمن يخل بالعقد.
مجرد بدعة
لا يؤيد الطالب علاء الدين أحمد فكرة أن المقدم قد يساهم في تحقيق السعادة الزوجية, بل يعتبره من الشروط القاسية المصاحبة للزواج والتي أصبحت جزءاً من المظاهر الاجتماعية وهو مجرد بدعة لا علاقة للمال بحماية البنت من غدر الزوج. فإذا كانت العلاقة بين الطرفين مبنية على الاحترام المتبادل والاقتناع بالطرف الآخر مهما كانت سلبياته, لا أعتقد أنهما في حاجة إلى مؤخر لدعم هذه العلاقة وحمايتها من الانهيار.
ويعرض السيد حسام أبو عاصي لتجربة طبقت في محافظة السويداء ونجحت لسنوات وهي اللجوء إلى مشايخ العقل الذين أقروا بأمر تحديد سقف المهور والتحذير من تجاوز هذا الأمر غنياً كان أو كان فقيراً, وبذلك امتثل أهالي المحافظة جميعاً لهذا القرار وحبذا لو حذت باقي المحافظات حذوهم لتيسير أمر الزواج وبناء مجتمع سليم بعيد عن العوائق والصعوبات عسى أن يحقق الشباب طموحاتهم في زواج سعيد وميسر.
ويروي السيد علي عرابي قصة قريب له فقد زوجته فاقترن بأخرى مطلقة ولديها ثلاثة شبان, واشترطت عليه أن يكون مهرها مليون ليرة سورية., وعندما خطبت ابنته الصبية قالت الزوجة يكفيها مئة ألف مقدم الصداق, فهذه هي المهور!!
إنني ضد فكرة غلاء المهور وقناعتي هذه مارستها بشكل عملي عند خطوبة ابنتي وقلت:
هذه ابنتكم, ونحن اشترينا رجلاً ولا نريد أي قرش, ولكن المفاجأة كانت عندما جاء الشاب ليسرِّ لابنتي القول:
لماذا فرط أهلك بك لهذا الحد, لا بد أن ثمة عيباً لديك وأراد والدك أن يتخلص منك فلم يطلب لك مهراً..
إنه حق مشروع.. ولكن..?!