كانت أبسط من مبتدىء وأسلس في أسئلتها من معلم يريد لتلميذه النجاح بأي إجابات كانت- يسأل في استطراد لم يسيطر عليه عن التدويل.. ما التدويل.. وهل هناك خطة أميركية- إسرائيلية للمنطقة .. وما هذه الخطة.. ويتابع.. يقولون إن الهدف منها زعزعة المنطقة فلماذا النظام السوري يركض وراء أميركا..?
هكذا قال سعد الحريري وهكذا بدا.. وهذا بعض مما قال(ساذجاً بسيطاً.. وسطحياً حد التلاشي, جاهلاً حد الهبل, هلامياً حد العدمية.. غافلاً حد (الكوما) متلعثماً حد الشك بالتعاطي مع ما يبطىء حركة اللسان والشفاه والتفكير.. وإلا فكيف يسأل عن التدويل وما هو التدويل.. هل هناك خطة ,وهو يعني مخططا أميركيا- إسرائيليا للمنطقة .. وما هذه الخطة..
كان الأجدى للقاء وللقناة وللسيدة المحاورة أن تتخلى دقائق عن دورها كمحاورة وتتولى الشرح والايضاح والاجابة عن التساؤلات ولو بطريقتها الذكية التي لا توحي بجهل الرجل ولا تقلل من تأثيره السياسي الممول والمتمول وأن تخرج محاورها الفذ من سقطاته وهو الرافض لترؤس حكومة لبنانية لا لشيء إلا أن الرئىس لحود سيسميه, واضعا نفسه المتلاشية وتاريخه المجهول في العلم والسياسة والمواقف في مواجهة العماد لحود الذي إذا انكرنا عليه تاريخه وتاريخ أسرته النضالي الطويل وأبقينا له بناء مؤسسة الجيش اللبناني التي بدورها اسهمت بعد بنائها في استقرار لبنان مع القوات السورية التي عملت هناك لهذا الهدف, ولنا أن نسأل ترى ماذا يحمل الابن من إرث أبيه, وما المؤسسة التي بناها بنفسه ولنفسه ولمستقبله (الواعد جدا) اللهم سوى تصنيع شهود الزور وكشاشي الحمام وتصنيع الأقنعة والإنفاق على المتورطين, والمنبوذين والخارجين عن القانون والمتسولين السياسة والمراكز, وطارقي أبواب الأجنبي سعيا وراء التدويل, التدويل الذي يسأل سعد الحريري عنه وعن معناه ودلالاته وما الخطة الأميركية-الإسرائيلية في المنطقة وكأنه لم ير ولم يسمع في حياته السياسية الغضة الوليدة لا في ما يجري في العراق..ولا بفلسطين..ولا يعرف أي اطماع تبيتها إسرائيل للبنان والمنطقة مع أن الألغام الإسرائيلية التي لا تزال في تربة لبنان مثلا تحصد العباد وتحرق الأجساد اللبنانية وهي ترفض تسليم لبنان خرائطها لهذا السبب, بعد هزيمتها المذلة في الجنوب..فهل نوضح للسيد الحريري ما الجنوب وبماذا يختلف عن الشمال..وهل هذه مفردات مرورية أم أسماء حركية لشهود يجري تصنيعهم وتقنيعهم لاستهداف سورية, ولكل شاهد وقناع أكثر من مئتي ألف دولار عداً ونقداً مباشرة أو عبر الوسطاء الذين يتقاضون عمولات الزبائن من الطرفين المقنع والمقنع من أجله ولحسابه.
رحم الله الرئيس رفيق الحريري الذي أجاد صناعة السياسة والاقتصاد ولم يجد صناعة الرجال..فهو قد مات فعلا, وللمحاورين في الفضائيات أقول لا بل أتوسل بأن أكثروا من لقاءات سعد التلفزيونية حصرا وسبر أغواره وتقديمه للناس أكثر كي يضاف الى رحمات الرئيس الحريري رحمات..!