|
يوميات الوطن البسيط ساخر هو الوطن... تحمله في قلبك أينما حللت, صك غفران عن اقترافك فعل الحياة بعيدا عنه, وشاهد عيان يثبت أن كبيرك وإن مات, يعمره الصغير.. ما زال أمامه متسع من الأمل يحلم فيه كيفما شاء. تفلش الجريدة, لتلتقط ظلالك في أخبار الصفحة الأولى, تقاوم صورة تغرق بالدم والقتلى بحثا عن تفاصيل العادي البسيط في يومك.. كان يفترض أن تبتسم للكاميرا ( لتطلع الصورة حلوة) تقول لوجهك الغاضب في الجريدة لكن تدفق الدم كان أسرع من بريق الابتسام. هو فارق في التوقيت لا أكثر, تتأكد منه أمام المرآة وأنت تتفحص نبض الحياة الرافض فيك, تبتسم لدهشة وجهك في المرآة للإصرار فيه, تتأكد بأن بوسعك أن تفعلها, تكز على أسنانك: تشيييز, تشييييز.. يومض فلاش الكاميرا أمامها, و(تطلع صورتك, رغم كل شيء, حلوة). تكتب لحبيبتك اللبنانية القابعة على بعد مرمى حجر و(مونتي روزا) التحقيق: - ( ثمة في بعدنا القسري أمر واحد يمكنه أن يقنعني بمواصلة قراءة الجريدة دون أن أشهق, هو أني ما زلت قادرا فيها, رغم كل هذا الضغط على الابتسام). عبر بريدها الالكتروني بدأت تكتب لك أخبارها, منذ صار حبكما قضية دولية تستدعي قرارا من مجلس الأمن, يجعل من لقاءكما خروجا عن الإجماع الدولي وفق القرار .1559 وكم كان مثيرا أن تأتيك رسالة حبو رغم زيف الحقيقة, من وسط الموت العبثي هناك.. كنت تنتظر أن يأتيك بيان سياسي منها, أو مديح للظل العالي فيك, لكن بريد بيروت أمطر علية- رغم أعداءك- حبا تسألها فتجيب: - هي فضيلة الحياة.. نمارسها في بيروت مع سبق الإصرار والترصد, فحين يكون لموتنا طعم واحد يصير الموت حدثا عاديا لا يخفينا, وينسحب لصالح الحياة في أولويات اهتماماتنا.. اطمئن نحن بخير لم ننقص إلا شهيدا.. طمئنونا عنكم. - هي فضيلة الحياة أيضا, تقول لها نحفظها في دمشق مع سبق الإصرار والترصد فنلوذ بألوان علم الأربعة, نتقلب بين الأحمر, فالأبيض, فالأسود, ونهيم عشقا بين النجمتين.. اطمئني وليهدأ بال أم الشهيد, مازلت قادرا على الابتسام واقتراف الحلم. يكف البريد عن صوتك وصوتها.. لا تدري إن كانت قد سمعت وسط عبث الموت صوتك. ولا تدري هي إن كنت قد سمعت, رغم تكالب الخارج عليك, صوتها.. ليبقى الأمل عنوانا تصل إليه رسائل ساعي البريد, أو حلما تعلق على إفريزه manmaher@hotmail.com ">الأمنيات. manmaher@hotmail.com
|