تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أين تصرف..؟!

عين المجتمع
الإثنين 19-1-2015
غصون سليمان

نأسف..نعتذر ..لقد أخطأنا ..عبارات منمقة في قاموس السياسة أمس واليوم وربما غدا ..يتفوه فيها البعض من حكومات وحول أشخاص وجماعات ..

جمل ومفردات قالها ويقولها لغاية اللحظة بعضهم على مساحات واسعة من الألم وعلى ركام من الضحايا في إحصائيات الموت التي تعدت وجوههم وأرواحهم مئات الآلاف إن لم نقل الملايين من البشر..‏

فكم من هذه الكلمات وملحقاتها التي خرجت من أفواه السفهاء والمحتالين والمخادعين سياسيا والنافقين اقتصاديا والموتورين اجتماعيا والمراوغين ثقافيا ..فعلت مفعولها السلبي في حياة الشعوب والأمم والتي وصل بعضها إلى درجة الحضيض من الفقر والجهل وضياع الحقوق والمقدرات ..‏

فأين تصرف كلمة آسف المفردة عندما تكون قد تسببت بقتل المئات من الأطفال والشباب والصبايا والنساء والرجال والمعمرين في بلادنا وغيرها من البلدان الأخرى ،بأدوات مختلفة من صناعة الموت والإرهاب..‏

أين تصرف عندما يقتلع المرء من تربته وهوائه وفضائه الروحي والمادي ليصبح في مكان أعزل عن الوجود والمألوف .‏

أين تصرف صيغة الجمع بعبارة نعتذر ونأسف حينما يقوم عتاة السياسة بالتحريض والكذب على غزو أحد البلدان العربية أو أي بلد آخر وتحت حجج وذرائع واهية تختفي تحتها ويلات الموت والاستغلال والاستعباد والتبعية ..‏

ماقيمة الاعتذار والاعتراف بالخطأ عندما تصبح الرؤية الضبابية مفادها عدم التقدير الصحيح والسليم لمواقف وسياسات من يتربصون بالشعوب والدول ذات السيادة الكاملة ، حتى يؤلبون الكرة الأرضية واستنفار شياطينها وسفهائها ومجرميها ولصوصها ،كي يوحدوا وجهتهم نحو سورية والعراق وبعض الدول الأخرى ..‏

ماقيمة الندم بعدما رقص الماجنون بكل رقصاتهم الفاجرة على أجساد الشعوب الصغيرة والكبيرة ، الغضة والقاسية ..وماذا تجدي وتعوض كلمة نادم عندما يكون البعض قد قتل أخاه وأباه وجاره وصديقه وزميله ، حينما كان وقودا وحطبا وطريقا معبدا لدخول العملاء والغرباء الغازين بأشكال شتى ..مقابل رزمة عفنة أو جرزة من الأموال الحرام كثيرة كانت أم قليلة..‏

من يعوض الكرامة المهدورة ،من يعيد لنا الأحبة الذين فقدناهم ،من يعيد الفرح والسرور والأمان والاحترام ..بالتأكيد ليس عبارات الخونة والمستعمرين من قياس نأسف ونعتذر وأخطأنا ..‏

وحده الشعب العربي السوري الشريف، وجيشه العقائدي البطل ،وقائده الأمين والمؤتمن على الحرية والكرامة والسيادة ..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية