ولا السيد الأميركي قادر على توفير الحماية لها.. لا بل إن جل الاهتمام الأميركي ينصب فقط على إبقاء تلك الدول قابعة تحت رحمة التبعية العمياء.
السيد الأميركي دعا بمعية تابعه البريطاني، وزراء خارجية الدول المشاركة في «الحلف الأميركي» للاجتماع في لندن بعد يومين، لإجراء جردة حساب، وتقييم العمليات العسكرية المزعومة ضد «داعش»، بينما يجول «رسول الشر» جون ماكين على عواصم الدول الشريكة بسفك دماء السوريين، لمناقشة سبل تدريب وتسليح الإرهابيين الذين تسميهم إدارته بـ «المعارضة المعتدلة»، ففتحت مزاد دعم الإرهاب بألف جندي، قبل أن يتنطح التابع البريطاني للإعلان عن إرساله المزيد من خبرائه لإدارة عمليات التدريب، وهذا حتما سيفتح شهية باقي الأتباع لإرضاء شهوة الإجرام لدى إمبراطورية الإرهاب الأميركية.
التناقضات في المواقف باتت من المسلمات التي ترتكز عليها السياسة الأوروبية، فرغم كل الحقائق والدلائل التي تؤكد وتثبت أن الإرهابيين الذين يدعمهم الغرب في سورية تحت مسميات كاذبة هم أنفسهم الذين يتوجس من عودتهم، ويدعي محاربتهم في دول أخرى، إلا أنه يستمر في انتهاج أسلوب التضليل لإبعاد الشبهة عن رعايته للإرهاب، حتى إن الهستيريا الأمنية التي تعيشها تلك الدول - حيث اعتبر الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات البريطانية جون سويرز أن صد الهجمات في دول أوروبا باتت أكثر تعقيدا - لم تدفعها لمراجعة حساباتها، وإنما مواصلة السير وراء المايسترو الأميركي الذي يجرجر أتباعه لتنفيذ سياساته، معتمدا على عدم فهمهم لما يخطط ويرسم.
من المفارقات المثيرة للسخرية أن اجتماع لندن المخصص لمكافحة الإرهاب، سيجمع متزعمي الإرهاب أنفسهم، من مسؤولي حكومات غربية، وأتباع مستعربين أتقنت الولايات المتحدة صناعتهم، وخبرت حرفتهم الإرهابية، ويأتي تأكيد السيناتور الجمهوري ريشارد بير رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ بأن السعودية وبعض حلفاء أميركا في الشرق الأوسط متورطون في عمليات تمويل الإرهاب منذ تأسيس تنظيم القاعدة الإرهابي، ليزيل كل لبس عن الأجندات الحقيقية «للتحالف الأميركي» الداعم للإرهاب.