وتساهم في ايجاد العديد من سيناريوهات الاستهداف السياسي سعيا لجعل الحقيقة اول وآخر المغيبين,وابتعادا عن خيوط كشف المؤامرة المدبرة دوليا ,ضد امتنا العربية .
وما إن تظهر بوادر الدخول في مهنية العمل القضائي الذي يجب ان تمارسه لجنة التحقيق الدولية وتفهم المجتمع الدولي لسلامة الموقف السوري والبراءة السورية من اعمال اجرامية, كتلك التي طالت الرئيس رفيق الحريري, حتى ينبري متعهد التدويل والأمركة والغارقون في بحر المطامع والمكاسب السلطوية والفساد الاقتصادي على حساب الشعب اللبناني الى ايجاد تهم جديدة وتحضير شهود مزورين وتقديم دلائل جاهزة, لم يتم البحث فيها إلا بعد انكشاف سابقاتها .
واليوم مع تقديم ميليس لتقريره الجديد الى مجلس الامن واجواء الترقب والتوقع لاستمرار حملة التجني على سورية, فقد صار واجبا العمل لوقف ذاك المسلسل التآمري الفاضح .
فمنذ اللحظة الاولى لاغتيال الحريري وسهام الغدر ونكران المعروف ورزم الاتهامات الكيدية والادعاءات الباطلة, تتلاحق نحو سورية حكومة وشعبا..!
ووصلت الامور الى حدود اللامعقول وبات السوري اكثر خصومة وعداء عند البعض كما صوره مرتزقة لبنان القدامى والجدد, وتجار الدم وصناع المكائد واصحاب الانتقال السريع من خندق لآخر ...
ولم تقف الامور عند الاهانات المعنوية والاستهداف الاعلامي بل مورست اعمال بشعة بحق العامل السوري, الذي التحف السماء وافترش الارض في بيروت وصيدا وطرابلس وغيرها, عاملا في ورشات البناء وتوفير السلع وحفر الخندق وزرع الارض وكل الاعمال المجهدة والمتعبة لإعمار لبنان, وقد مورست بحق هذا العامل اعمال قتل وسلب ونهب وطرد ورجمت حافلات الركاب المسافرين بالحجارة, وقيل وفعل الكثير الكثير ..!
ومنذ اللحظة الاولى لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وبعد وصول جوقة التآمر الى مكان الانفجار (وفي اقل من عشر دقائق ) بدأت بإطلاق بيانات الاتهام ضد سورية وجيشها وأمنها بأنهم من فعل ونفذ وخطط ودبر وقتل الحريري , في الوقت الذي غاب عن ذاكرتهم عدو لبنان وسورية والامة العربية .
اسرائيل والصهيونية وصقور الادارة الاميركية الحالمة بابتلاع عروبتنا وتراثنا وهضمها من اجل شرقها الاوسط الكبير ?!
والغريب ان اتهاماتهم لم تختلف عما جاء في تحقيقاتهم (الخشانية) او في حيثيات (المونتي فيردي) وحتى في قرار مجلس الامن الدولي 1636 وما سيلحق به والاغرب انهم هم من اتهم ومازال مصرا على اتهاماته, وهم اول من وصل الى موقع الجريمة خلال وقت قياسي رغم ازدحام تلك المناطق, وهم من تقبل التعازي وأقام المراسم على مبدأ (قاتل القتيل يمشي في جنازته) .
ومازالوا حتى الآن يعملون على صرف التحقيق عن البحث عن الحقيقة , رغم انكشاف لعبتهم القذرة وسقوط الشاهد الملك , الصديق, واعترافه بأنه كذب وخدع حيث يقبع سجينا في فرنسا رغم اصر ار السيد ميليس وفريقه على الاعتماد عليه في تقريره ومن ثم انكشاف قناع الشاهد (الملك) الذي راهنوا عليه بأنه مفاجأة اللحظة الاخيرة والتي انقلبت سحرا عليهم ومقتل الشاهد الثالث واعتراف الشاهد الرابع في لبنان بأن مكائد وروايات طلب منه ان يقولها امام لجنة التحقيق مصدرها جهات سياسية واعلامية وامنية لبنانية .
وذهب الامر بعيدا بصناع الحرب الاهلية في لبنان, وتذكروا ان ما فعلوه فوق التراب اللبناني من دمار وخراب وقتل لسنين طويلة لم يدم طويلا, بل تحول بدعم الشرفاء وسورية الى قوة للبنان وتوحيد ووقف لحربهم تلك فقرروا نبش الارض والعمل تحتها, والبحث عن جثث وعظام وهياكل ضحاياهم ليتهموا بها سورية مطالبين بمحكمة او تحقيق دولي جديد ,وكأن العالم والمصداقيات الدولية صارت اسيرة لعبهم ومزاجهم!
منذ الرابع عشر من شباط وحتى الآن والاستهداف يلاحق شعب سورية مثل قيادتها .
ولولا متانة اقتصادها وتلاحم شعبها وتوحد مواطنيها ووعيهم وتماسكهم مع قيادتهم,لكان بالامكان زعزعة استقرارها ودفع الثمن الباهظ لتلك المؤامرة الخبيثة .
ورغم كل ذلك فإن الذي أصاب الشعب السوري ليس قليلا ولا يجوز السكوت عنه .
ومع كل هذا التزوير والكذب والافتراء على سورية وسمعتها ودورها القومي المشرف, يجب تذكير المجتمع الدولي والشعب اللبناني بالدرجة الاولى والامة العربية بما لحق من اذى بحق السوريين وبلدهم تجلى في:
1 - مساواتهم مع العدو الاسرائيلي بل تصنيفهم بأنهم اكثر عداء للبنان ونسيان دماء السوريين التي روت التراب اللبناني واشجار الزيتون والصنوبر والأرز التي تشمخ في هذا التراب والضوء والماء والدفء الذي مازال يتدفق على المناطق اللبنانية من جواره السوري, وفي احيان كثيرة كان يحرم منها السوري لتزود به لبنان ..
2- تعريض سورية نظاما وشعبا الى اقسى عبارات المهانة وتجنيد الاعلام المرتزق لتوجيه الاتهامات ونشر الشائعات والفبركات , بهدف النيل من العلاقة السورية اللبنانية وضرب الوحدة الوطنية لسورية ما يستوجب تحميل مسؤولية ذلك قانونيا واخلاقيا للذين يمارسونه وفي جميع المحافل التي توفر اعادة الاعتبار واحقاق العدالة .
3- محاولة زعزعة استقرار الاقتصاد السوري وتعطيل الاصلاح الاقتصادي والسياسي واشاعة مناخ الخوف ونشر سيناريوهات الرعب واحتمالات الغزو والحرب والعقاب الجماعي والمحاكم الدولية والتبشير بالخيارات اليوغسلافية والصربية والعراقية وغيرها .
4- نقل سورية الى موقع المتهم امام الرأي العام العربي والدولي والمحافل الدولية, وهي التي تحظى بسمعة طيبة وتوصف بأنها الاكثر استجابة وتعاونا مع المجتمع الدولي في تاريخ المنظمة, لتتحول الى حارق متمرد, ارهابي يجب محاسبته ,ولتصل الامور الى حد اصدار اخطر قرار في تاريخ المنظمة بحقها, لولا تدخل جهات دولية والتخفيف من قسوته, رغم ابقاء القسم الأكبر منه ,على اتهام سورية وتهديدها .
امام كل ذلك يشعر المواطن السوري , بأنه مستهدف في كرامته ومصيره ولقمة عيشه واستقرار بلاده الامني خاصة مع كشف المزيد من مدبري اعمال التخريب للداخل السوري بتمويل وتوجيه من فريق الحقد المسمى لبنانياً بالهوية فقط والذي يحمل جوازات سفر فرنسية واميركية وقد تكون اسرائيلية ايضا .
المواطن السوري, يريد ايضا القصاص من المزورين والمدبرين والمفبركين, ويريد تحقيقا نزيها لبنانيا كان أم دوليا, يستوجب كل من فعل ذلك بحق سورية والشعب السوري والذي هو بالمحصلة بحق لبنان وشعبه وسيادته واستقراره !!
يريد تحقيقا لاجل سورية, لأجل لبنان, بعد ان انكشفت خيوط الحقيقة الخادعة .
السوريون لن يقفوا مكتوفي الايدي فهم سيطالبون بذلك شعبياً ورسميا, ولا يجوز ان تمتهن الكرامات السورية دون عقاب فهؤلاء يريدون تحويل لبنان وسورية الى مطية للانتداب الفرنسي- الاميركي الجديد,ويريدون تحويل المنطقة الى عالم ينغمس بالدم والموت والفوضى .
لأجل الشعب السوري وسيادته وعزته وتلاحمه مع أشقاء العرب في لبنان وغيره, نريد الحقيقة والتحقيق والقصاص, والمجتمع الدولي معني بذلك اولا وأخيرا ومسلسل التجني على سورية وشعبها يجب ان يتوقف .