تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


نائب رئيس المكتب السياسي لحركة أمل ل (الثورة)...يريدون محو ثقافة مواجهة الرق السياسي من ذاكرتنا

بيروت
دراسات
الاحد 18/12/2005م
يوسف فريج

أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة أمل الدكتور نسيب حطيط

ان خطاب السيد الرئيس بشار الأسد كان خطابا مقاوما‏

عبر من خلاله عن تطلعات الشعب العربي في مواجهة المؤامرات والتحديات التي تهدف للنيل من ممانعة وصمود هذه الأمة, مشيرا الى أن الضغوط والحملات على سورية سببها المواقف الوطنية والقومية لها ورفضها لما يحاك للمنطقة من مؤامرات تهدف الى زعزعة الاستقرار فيها .‏

الثورة في بيروت التقت الدكتور حطيط واجرت معه حوارا حول المستجدات على الساحتين اللبنانية والدولية .‏

* بعد الاعتداءات الاسرائيلية على الجنوب اللبناني, برأيكم ما خلفية هذا التصعيد وهل هو مرتبط بالتطورات السياسية داخل الكيان الصهيوني ?‏

** الاعتداءات الاسرائيلية على الجنوب اللبناني لم تنقطع بعد الانسحاب حتى نقول ان اسرائيل عاودت اعتداءاتها فهناك اوجه عديدة لهذه الاعتداءات وبشكل مستمر ودائم وذلك على نمطين :‏

الاول: نمط الاحتلال لمزارع شبعا ووجه آخر لا يلتفت إليه كثيرون والمتمثل بالألغام المزروعة في جنوب لبنان والتي تمثل كمائن اسرائيلية متنقلة وثابتة وكان آخرها سقوط الشهيد علي عيسى واختطاف الصياد فران وبالتالي ان الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان لم تنته حتى بعد الانسحاب الى الخط الازرق الذي لا يمثل الحدود اللبنانية الفلسطينية .‏

فالسياسة الاسرائيلية تعتمد منذ انشاء الكيان الصهيوني على إلهاء الرأي العام في الخارج عما يجول من ترتيبات سياسية او تموضع سياسي داخل هذا الكيان وذلك لإشعار الاسرائيلي بالخطر الأمني الدائم وتجيّر هذا الامر الى واقع سياسي يستفيد منه اصحاب القرار على المستويين العسكري والامني للوصول الى مناصب سياسية عليا .‏

فالتصعيد الذي قامت به اسرائيل سبق اعلان رئيس الوزراء شارون بتحديد ثلاث خطوات اساسية اولها الطلب بحل الكنيست الاسرائيلي وانسحابه من حزب الليكود و تشكيل حزب سياسي جديد ,وهذا الامر تم في نفس الوقت الذي كانت فيه قوات الاحتلال تصعد الجبهة الشمالية وهذا ما يستفيد منه شارون ليضع نفسه منقذاً لهذا الكيان من خلال موقعه السياسي ونفوذه الجديد ,من هنا لابد من التشديد على دور المقاومة في التصدي للعدوان الاسرائيلي على لبنان وهذا يؤكد ايضا شرعية سلاح المقاومة دفاعا عن لبنان ارضا وشعبا .‏

*ماذا يحمل توسيع صلاحيات ممثل الامين العام للأمم المتحدة في لبنان برأيكم ?‏

** اعتقد ان توسيع صلاحيات ممثل الامين العام للأمم المتحدة يحمل في طياته امرين اثنين, اولا: ان اميركا بعد تجربة افغانستان والعراق لا تستطيع ان تكرر تجربة مماثلة بالمعطى الميداني نتيجة الخسائر التي تتعرض لها سياسيا وعسكريا واقتصاديا. فهي بصدد تجربة نموذجية اسماها لبنان وتحت مظلة دولية الهدف منها تنفيذ المشروع الاميركي .‏

ثانيا: ان توسيع مهام عمل الامم المتحدة يعني بصورة اوضح حصار سورية من الناحية السياسية والمعنوية لأن المشروع الاميركي في الشرق الاوسط لا يمكن ان يمر إلا من خلال غطاء دولي وهذا ما تسعى اليه اميركا ان في لبنان او في سورية وثاني توسيع هذه الصلاحيات والمهام في نطاق اوسع لتصبح القوات الدولية في جنوب لبنان امتدادا الى قوات دولية على مساحة الوطن وخاصة بعد شعار ترسيم الحدود وصولا لوضع قوات دولية على الحدود السورية اضافة الى بعض المناطق الاخرى .‏

وبذلك وحسب المشروع الدولي الاميركي تكون سورية معزولة سياسيا ومحاصرة من كل الجهات وبالتالي علينا ان نقرأ توسيع هذه الصلاحيات كعنوان للمرحلة القادمة بحيث لابد ان نواجه هذا المخطط المسبق ليس بالشعارات واعطاء اهمية للعمل التعبوي والاعلامي مع التأكيد على الحس الشعبي لمواجهة كافة الاستحقاقات التي تواجه لبنان وسورية .‏

* اذا المنطقة تمر بظروف صعبة وتتعرض لاستهداف اميركي مباشر, برأيكم ما طبيعة الاستهداف ?‏

** تقول اميركا ان الجهد الذي بذلته لحماية اسرائيل طوال خمسين عاما لم يوفر الضمانات الكافية لحماية هذا الكيان ما اضطرها لاحتلال العراق وقبلها افغانستان للسيطرة على منابع النفط علها بذلك تؤمن الحماية الكاملة للمشروع الاسرائيلي في المنطقة على الرغم من اعطائها وكالة لتنفيذ مشروع الشرق الاوسط الكبير الذي استسلم له كل العالم باستثناء قلة من المقاومين في لبنان وسورية وفلسطين يريدون احباط هذا المشروع ,لذلك لابد من معاقبتهم عبر اصدار سلسلة من القرارات الدولية تحت عناوين واهية ألا وهي محاربة الارهاب مع العلم ان اسرائيل في كل يوم تنتهك الحرمات وتقتل الابرياء على مرأى من المجتمع الدولي والرأي العام العالمي الذي لا يحرك ساكنا , لذا نقول ان الاستهداف الاميركي للمنطقة لا يقتصر فقط على لبنان وسورية وانما المنطقة برمتها .‏

واذا كانت سورية مستهدفة بالعقوبات من قبل اميركا والمجتمع الدولي, نتيجة لمواقف قومية اتخذتها على اربعة مستويات .‏

لأنها أمنت غطاء للثورة الاسلامية في ايران بعد حربها مع العراق والذي افتعلها النظام العراقي السابق بدعم اميركي .‏

كما أن وقوف الرئيس الراحل حافظ الأسد الى جانب ايران منع ان يكون هناك صراع قومي الآن.‏

2- على المستوى اللبناني أمنت سورية الغطاء السياسي والنفسي للمقاومة في مواجهة اسرائيل وهي للمرة الاولى في تاريخ الكيان الصهيوني تسجل نقطة انهزام له على ارض عربية بعد عام 1973 لذلك يجب معاقبة سورية على هزيمة اسرائيل في لبنان .‏

3- يتم العمل على محاسبة سورية لما تقدمه من سند للمقاومين الفلسطينيين الذين اجبروا اسرائيل على الانسحاب من غزة .‏

4- المسألة التي يعمل عليها الاميركيون والاسرائيليون ان شعبا اسمه ثقافة المقاومة والممانعة او ثقافة مواجهة الرق السياسي على المستوى العالمي يجب ان تمحى من ذاكرة الشعوب ويجب ان يعمم ان الرق السياسي هو احد اوجه الديمقراطية, وان الرق السياسي لاميركا هو احد اهم اوجه الحضارة بمعنى ان الرجعية والتخلف لا ينفيان وعدم التحضر لا يبقى إلا اذا خضع لاميركا الرقيق السياسي .‏

سورية تمثل احد اعمدة هذه الثقافة الممتدة من فلسطين الى لبنان حتى كوريا الشمالية ونتيجة لهذه المستويات الاربعة لابد من حصار سورية بذريعة اغتيال الرئيس الحريري ومن هذه النافذة استطاع الاميركي من خلال وسائل الاعلام وبتخلي البعض عن مبادئهم تم اتهام سورية في ساعات اضافة الى استباحة التحقيق .‏

ونحن كفريق وطني في لبنان معني بالدفاع عن سورية لاننا حلفاؤها, علينا ان نؤكد بأن العدو الصهيوني وهو صاحب الجرائم المتكررة في لبنان يعطى صك البراءة مباشرة فيما اصابع الاتهام توجهت الى جهة اخرى وهذا بالطبع امر لابد من التوقف عنده والاجابة عليه من قبل الذين يطالبون بالحقيقة .‏

* كيف تقرؤون خطاب الرئيس بشار الأسد في ظل الضغوطات الدولية التي تستهدف سورية ولبنان ?‏

** ان خطاب الرئيس بشار الأسد كان خطاب قائد مقاوم لانه يعتمد على شيء اساسي هو الحقيقة والمصارحة مع شعبه, لأنه بالتعبير الكربلائي عندنا ان الامام الحسين خيرّ بين السلة والذلة فقال هيهات منا الذلة , ان الرئيس الأسد ليس من يحني رأسه وهو الذي قال انه لن يحني رأس شعبه بمعنى انه لم يطلب من المواطن العادي ان يأخذ الخيار قبل ان يأخذ هو الخيار فكان المثل والقدوة لكل الشعب السوري وبالتالي اثبت الحجة للمواطن في سورية ان انحناء الرأس لغير الله لن يكون .‏

واخيرا يمكن القول وهذا مهم جدا انه وبالمعطى المادي والعددي يمكن ان يظن البعض ان هناك مجازفة, كيف يمكن لدولة صغيرة ان تقاوم دولة عظمى هي اميركا, في السابق قيل في لبنان ان العين اللبنانية لا يمكن ان تقاوم اجتياح المخرز الاسرائيلي وتبين فيما بعد انها دحرت المخرز الاسرائيلي .‏

والرئيس الأسد يختصر كل الامور ليرجع كل القضية للمسألة العقائدية الحضارية عندما قال ( سورية الله حاميها ) وبالتالي بالمعطى المادي يمكن انه ليس هناك من تكافؤ بيننا وبين اميركا واسرائيل ولكن بما ان الله معنا ونحن معه سننتصر في نهاية المطاف.‏

وبالتالي ليقول :ان الانتصار ليس على مستوى عدد الدبابات والطائرات التي تملك وانما على مستوى الارادة والايمان الذي نملكه ومن اخذ الارادة على اساس الايمان والموقف على الايمان سينتصر , كما انتصر هؤلاء العرب مع نبي الله (صلى الله عليه وسلم ) ووصلوا الى الاندلس .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية