تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


صرخة أب..عندما يصبح المنزل سجناً لحماية الأبناء المعوقين..

علوم ومجتمع
الاحد 18/12/2005م
ميساء الجردي

حتى الآن لا احصائية دقيقة تبين عدد الاشخاص المعوقين وتحدد احتياجاتهم, ويكون الأمر أكثر عشوائية في الأرياف نظرا للبعد عن مراكز الرعاية وزيادة عدد المعوقين وتدني مستوى المعيشة حيث تقترن مشكلة الاعاقة بمشكلة الفقر لتشكل معاناة كبيرة لتلك الأسر يصعب حلها دون تدخل من قبل الجهات المعنية بشؤون ذوي الاحتياجات الخاصة.

وهذا الطرح يأتي ليتوافق مع مشكلة السيد محمد بركات الذي لجأ إلى جريدة الثورة بعد أن اغلقت الابواب في وجهه ولم يجد من يستمع لقصته على حد تعبيره.‏

هذا المواطن معيل لأسرة مؤلفة من اربعة أفراد, ثلاثة منهم لديهم اعاقات خلقية شديدة, أما الطفل الرابع فلا يزال في سن الرضاعة.‏

وبحسب ما تشير إليه التقارير الطبية الموقعة من قبل اطباء مختصين بعد الفحص المتكرر لهؤلاء الاشخاص,فإن الولد الأول ويدعى حسام بركات من مواليد 1989 يعاني من تخلف عقلي مع دور داء الصرع الكبير.. كما أنه يعتبر عاجزا مئة بالمئة. ولا أمل من علاجه.‏

والثاني ويدعى يوسف بركات من مواليد 1992 وهو أصم وأبكم وغير قادر على ممارسة أي عمل, وحالته الخلقية غير قابلة للعلاج.‏

أما الولد الثالث فهي الطفلة ايمان بركات حيث تعاني من تخلف عقلي شديد ينتج عنه داء الصرع بالاضافة الى كونها صماء وبكماء وهي غير قادرة على استيعاب ابسط الأمور وحالتها خلقية المنشأ غير قابلة للعلاج.‏

وبعد أن عرض هذا الأب ما لديه من تقارير طبية وأوراق وبطاقات معوق اشار الى تفاصيل مشكلته قائلا: ان منزلي اشبه بالسجن, مسور بالحديد من كل الجهات حتى لا يتعرض احد أولادي للسقوط, وتعرضنا لحوادث متعددة منها الحرق والتكسير لأنهم لا يفهمون ماذا يجري حولهم ولا يقدرون نوع الخطر الممكن حدوثه من تصرفاتهم.‏

وهناك مشكلات مستمرة مع الجيران بسبب ما يصدرونه من اصوات وضجيج. واذا اخرجتهم الى الشارع ليروا العالم الخارجي نتعرض للسخرية واللوم.‏

ويقول: أنا لا أملك المال لوضعهم في مدارس خاصة للمعوقين وكل ما أنتجه من عملي يذهب نفقات طعام ودواء, والذي زاد مشكلتي تعقيدا انني تعرضت لحادث كانت نتيجته اصابات مختلفة من حروق وتشوهات عوّقتني عن العمل.‏

ويتابع هذا الأب حديثه مبينا أنه منذ اربع سنوات وهو يتقدم بطلبات مساعدة لبعض الجهات المعنية إلا أنه لم يستفد شيئا مع أنه قام باخراج بطاقات معوقين كما طلب منه وكلفه ذلك مالا كان بأمس الحاجة له. ويقول: راجعت مركز مكافحة البطالة للحصول على قرض اعمل به, وراجعت الشؤون الاجتماعية والعمل, وراجعت كل محافظ يأتي الى درعا ولكن جميع هذه الجهود لم تأت بنتيجة.‏

وعند سؤاله عن عمله أجاب بأنه موظف وراتبه بسيط لا يكفي أجرة البيت وفواتير الماء والكهرباء والمصاريف النثرية وعلاجات الأولاد وما يحتاجونه من اجهزة سمع وحفاضات.. الخ, حيث يجد نفسه دائما مديناً.‏

كل ما يرجوه هذا المواطن هو توفير دخل مادي آخر يعينه على تكاليف الحياة ومصاريف المعيشة المتزايدة.. فما الوسيلة المثلى التي يمكن مساعدته بها? وماذا سيحل بهذه الأسرة لو تعرض معيلها الى مكروه?.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية